ترجمات عبرية

هآرتس – خيار ريفلين

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 7/4/2021

“أنا خائف على دولتي”، اعترف رئيس الدولة روبين ريفلين قبل لحظة من منح التكليف بتشكيل الحكومة لبنيامين نتنياهو. مع كل الاحترام لمخاوف ريفلين، في السطر الاخير– التاريخي، وليس النفسي – رئيس الدولة اختار أمس منح التكليف بتشكيل  الحكومة لمتهم بالجنائي، يستخدم مكانته وقوته كرئيس وزراء اسرائيل كي يفلت من القانون، في ظل تحريض الجمهور منظومة انفاذ القانون، والتي يشهر بها على الملأ.لن تجدي نفعا الالتواءات الاخلاقية – كان هذا خيار ريفلين.

ريفلين يحاول الهرب من المسؤولية. ومع أنه يتحدث عاليا عاليا، ولكن في لحظة الحقيقة، عندما وضعه التاريخ في اختبار الفعل، وليس القول –  فشل.”انا اقوم بواجبي في اطار منصبي كرئيس دولة اسرائيل، التزم بتعليمات القانون وقرارات المحكمة”، كما كان عذره.

غير أن هذا ليس دقيقا: القانون الاساس الحكومة المادة 7 (أ) ينص على أن “عندما يتعين اقامة حكومة جديدة، يكلف رئيس الدولة، بعد التشاور مع ممثلي الكتل في الكنيست، بمهمة تشكيل الحكومة واحدا من النواب الذي يوافق على ذلك”. الحقيقة هي أن القانون الجاف يسمح لرئيس وزراء متهم بالجنائي ان يتولى منصبه الى أن يتخذ قرار نهائي في قضيته. كما أن محكمة العدل العليا حللت الدنس، حين قالت انه لا مانعا قانونيا من أن تكلف الكنيست متهما بالجنائي بتشكيل الحكومة. غير أنه في تلك المداولات لم تستبعد محكمة العدل العليا امكانية أن يقرر الرئيس نفسه، لاعتبارات قيمية الامتناع عن تكليف متهم بالجنائي. بمعنى أن القانون الاساس للحكومة ومحكمة العدل العليا تركا للرئيس مجالا للتفكر. من منع الرئيس من “التدخل” كان ريفلين نفسه. كان يمكنه أن يعمل بشكل مختلف، ولكنه اختار ان لا.

وفضلا عن ذلك فقد طلبت العليا من نتنياهو ان يوقع على تسوية تضارب مصالح – التسوية الذي يرفض نتنياهو التوقيع عليها. بمعنى انه كانت لريفلين اعتبارات قانونية، وليس فقط “قيمية” كان يمكنه أن يستند اليها، ولكنه فضل – مرة اخرى – ان يزوغ بصره عن الاحرف التي تتشكل منها كلمة “رسمية”من أن يعمل في ضوء الرسمية الحقيقية. من شدة التطلع للرسمية يمنح ريفلين متهما بالجنائي، شخصا عديم الكوابح، التكليف بمواصلة ما كان عليه.

حتى لو قبلنا فرضية أن ريفلين آمن بكل ما لديه بان لا مفر له، لا يزال كان بوسعه أن يرفض تنفيذ ما يأمره به القانون ظاهرا – وان يستقيل. مثلما يرفض الناس أمرا غير قانوني على نحو ظاهر. مثلما يتصرف الناس عندما يشعرون بان القانون يتعارض مع الضمير. ولكن ريفلين اختار شيئا آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى