ترجمات عبرية

هآرتس: خدعة نتنياهو من اجل دفن الجوهر

هآرتس 26/9/2024، اوري مسغاف: خدعة نتنياهو من اجل دفن الجوهر

قبل خمس سنوات، في 27 ايلول 2019، تم ارسال اسرائيل كاتس لالقاء خطاب بدلا من بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية للامم المتحدة. “أنا اسرائيل كاتس، ابن عائلة ناجية من الكارثة، ابن مئير وملكا كاتس المرحومين، اتفاخر اليوم بوقوفي هنا على منصة الامم المتحدة بصفتي وزير خارجية دولة اسرائيل. بالنسبة لي هذه لحظة مؤثرة جدا”.

كاتس حصل على هذه اللحظة المؤثرة لأنه قبل عشرة ايام من ذلك كانت هناك جولة انتخابات في اسرائيل، تبين بعدها أنه مرة اخرى لا يمكن لنتنياهو أن يشكل الائتلاف. انقاذ الحكم يلغي حتى السفر الى الامم المتحدة. لذلك فان اسرائيل اكتفت بكاتس، الذي سيقول في القاعة الفارغة بأن “ايران هي دولة الارهاب الكبرى في العالم، والمؤيدة الكبيرة للارهاب في العالم… يجب على الامم المتحدة اعلان حزب الله وحرس الثورة الايراني كمنظمات ارهابية”.

لكن الحرب المشتعلة في الشمال وفي الجنوب ليست سببا كافيا للتنازل عن منهاتن. لذلك، في هذا الصباح سافر رئيس الحكومة في طائرة “جناح صهيون” الى نيويورك من اجل القاء خطاب في الجمعية العمومية للامم المتحدة حول ايران والمنظمات الارهابية. في الفترة الاخيرة بذل مكتب رئيس الحكومة الكثير من الجهود الدبلوماسية من اجل تأجيل الخطاب الى يوم الجمعة بدلا من الموعد الاصلي، اليوم. هكذا فانه هو وزوجته سيضطران الى عدم خرق حرمة يوم السبت وسيقضمان الاظافر في الفندق الفاخر “لويس ريجنسي”. الابن يئير، الذي يوجد في جبهة ميامي، ينتظرهما هناك مع عشرات رجال الحراسة من الشباك.

الانفصال، الاستخفاف والوقاحة، التي تتمثل في مغادرة اسرائيل التي تتعرض للقصف وتحارب فقط من اجل القاء خطاب في الامم المتحدة (زيلنسكي في ظروف مشابهة استخدم “الزوم”)، كل ذلك هو استعارة نموذجية لحكم نتنياهو. المشكلة هي أن التعاطي مع هذه القضية سيخدمه ايضا. نحن نكتب ونثور ضد ذلك، وجوقة الابواق تقوم بالشرح بأن السفر هو حيوي، وتسمينا حامضون. هكذا ستأتي خدعة اخرى تصمد لبضعة ايام وتحرف الانتباه عن الجوهر.

بعد ذلك القضية ستسير في الطريق التي سارت فيها كل الخدع. تعيين جدعون ساعر في منصب وزير الدفاع. محور فيلادلفيا، ممر نيتساريم. تعزية الحنان دنينو. مراسم الذكرى الحكومية ومراسم الذكرى الشعبية – الوطنية. القاء حفنة من الرمال على الشاطيء على وجه بن غفير. “التحريض المتزايد على بنيامين نتنياهو”. انسحاب غانتس وايزنكوت من الائتلاف. كم هي الطاقة والنقاشات والتحليلات والاقوال عن كل ذلك.

هذا هو شرك نتنياهو، الانجاز الاكبر والوحيد الذي يمكن الاختلاف حوله: قبضة حديدية على الخطاب وأجندة الاخبار. ولازالة الشك، يوجد ايضا جوهر. مذبحة 7 تشرين الاول هي الجوهر. حرب 8 تشرين الاول في غزة هي الجوهر. مرور سنة على البدء في اطلاق النار في الشمال وبعد ذلك الرد هو الجوهر. عودة المخطوفين والتخلي عنهم والتضحية بهم هو الجوهر (الذي بعد لحظة سيصبح رسميا خدعة، باعتباره “مع” أو “ضد” اعادة المخطوفين).

لكن نتنياهو مهدد من الجوهر. وضعه في مجال الجوهر غير جيد. اسرائيل توجد في وضع أمني، سياسي، اقتصادي – اجتماعي، فظيع ومخيف. يبدو أنه الاسوأ في تاريخها. اضافة الى ذلك لا يوجد لها أفق،أو أمان أو مستقبل. وهذا بحد ذاته لا يخيف نتنياهو لأن الدولة لا تهمه، فقط الحكم والهرب من افعاله. ولكنه يخاف مما يعتبر “رعب الفراغ”، اللحظة التي لا يتحدثون فيها عن محور فيلادلفيا أو عن ساعر، بل عنه وعن الوضع وعن القصة الكبيرة.

في العقد الاخير يجري في السياق الامني نقاش واسع حول المعركة بين حربين، ها هي المعركة بين حربين لنتنياهو: التجول اللانهائي في قطار الجبال الذي يتعرج بين قمة الخدعة المناوبة وبين هاوية الضياع والانكسار. يوجد على الرزنامة تاريخين يزعجان المعركة بين الحربين، شهادته في كانون الاول 2024 والانتخابات في تشرين الثاني 2026. هو سيبذل كل ما في استطاعته لتأجيلهما. خلافا لسفره الى نيويورك فانه من غير المحتمل أن ينشغل بمحاكمة صغيرة وسياسة صغيرة اثناء الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى