هآرتس: حماس تفرض الرعب على سكان القطاع في محاولة لطمس عدد رجالها المقتولين
هآرتس 3/9/2024، شيرين فلاح صعب: حماس تفرض الرعب على سكان القطاع في محاولة لطمس عدد رجالها المقتولين
فيلم الفيديو الذي نشرته حماس دأ ينتشر في الشبكات الاجتماعية في بداية شهر تموز الماضي، الذي ظهر فيه اثنان من مسلحي حماس الملثمين وهما يحذران، ملثمان، “نحن نستعد للالتقاء مع العدو”، بعد فترة قصيرة تم كشف هوية احدهما بعد قتله على يد قوة اسرائيلية في الشجاعية، وهو عبادة صقر أبو هين، وقد قامت والدته بتأبينه في فيديو قصير غريب جدا.
خلال سنوات حماس تعمل خلافا لحزب الله الذي يقوم بنشر صور مقاتليه الذين يقتلون ويتم ذكرهم في خطابات الزعيم، على منع نشر اسماء القتلى في الذراع العسكري. هذا الامر برز بشكل خاص منذ 7 اكتوبر، حيث أن القوائم الطويلة التي يتم نشرها تشمل اسماء نساء واطفال وشيوخ قتلوا في الحرب.
حسب معطيات رسمية نشرتها حماس أمس فان عدد الضحايا المحدث هو 40.786 قتيل شهيد، و94.224 مصاب. ولكن هذا العدد لا يميز بين المدنيين والمسلحين. في الجيش الاسرائيلي أشاروا الى اشكالية اخرى في البيانات التي تصدر عن وزارة الصحة التابعة لحماس: التحقق من معظمهم غير ممكن. حسب الجيش فانه في السابق تم عرض في القوائم الرسمية اسماء مسلحين كبار أو اسماء شهداء مع ارقام بطاقات هوية مزيفة. مع ذلك، منظمات حقوق الانسان تعتبر أن هذه الارقام صحيحة، بل هي أقل من الواقع حتى.
بالنسبة لسكان القطاع فان الرقابة على هوية قتلى حماس تخلق وضع معقد – الذي قواعده غير المكتوبة واضحة. في محادثات مع “هآرتس” يتحدث بعضهم عن الخوف الكبير الذي يقف من وراء هذه القوانين – من هنا فانه لا حاجة لتنفيذها. “هناك خوف من التحدث بشكل علني عن نشطاء حماس، والنشطاء الذين قتلوا لعدد من الاسباب”، قال عصام (اسم مستعار مثل كل اسماء من تمت محادثتهم) ابن 38 من خانيونس، الذي غادر غزة الى مصر في تشرين الثاني الماضي. وحسب قوله فان سبب ذلك هو الخوف من اعتبارهم عملاء ومعاقبة حماس لهم. عصام أكد على أن شيفرة الصمت غير الرسمية ازدادت بشكل كبير منذ اندلاع الحرب، وحماس تتوقع عدم توجيه الانتقاد لها من قبل السكان على الاطلاق، لأن هذا يعتبر “خيانة” تخدم القوات الاسرائيلية. “يقومون بالابلاغ عن قتلهم من الفم الى الاذن. وفقط في حالات نادرة جدا حماس تنشر اسماء قتلى في المنظمة. السكان والعائلات ليسوا هم الذين ينشرون”، قال عصام.
“هذا جزء من الدعاية أمام الشعب في غزة”، قال للصحيفة الناشط الاجتماعي غرشون بسكين، الذي توسط بين اسرائيل وحماس في صفقة شليط. وحسب قوله “الآن الشعب ضد حماس، لذلك فانها لا تريد أن تخلق وضع يصدق فيه الجمهور الطرف الاسرائيلي الذي يقول بأنه قتل الآلاف من مخربي حماس. في حماس لا يريدون الاعتراف بأنه تم تفكيكهم عسكريا”.
بسكين شرح ايضا بأن “حماس تنشر في كل يوم بأنها تقوم بقتل جنود وهذا غير صحيح. وهي كل يوم تتبجح بأنها قتلت هنا واطلقت هناك، وتريد أن تبيع للشعب بأنها منتصرة. لذلك هي لا تقوم بنشر عدد القتلى لديها”.
مثل آخرين كثيرين فان عدنان (43 سنة) اضطر الى النزوح من مدينة غزة الى دير البلح. في محادثة معه تحدث عن المعاناة التي تسببها الحرب لسكان غزة. ولكنه ايضا تحدث عن الاعيب حماس السياسية والاعلامية في هذا الواقع. وحسب قوله فان منع نشر اسماء القتلى في الذراع العسكري هو جزء مهم في هذه المناورة. “في الشارع يسود الافتراض بأنه اذا تم نشر اسماء المسلحين القتلى فانهم في ارجاء العالم سيتعاطفون بشكل اقل مع معاناة الغزيين، الامر الذي سيعطي الشرعية للقصف في غزة”، قال. “طالما أنه توجد افلام وقصص للسكان المدنيين فلا أحد يقول أي شيء. ولكن اذا تجرأ أي أحد على انتقاد حماس أو قام بذكر قتيل مسلح فانه ستتم تسميته خائن وسيتعاملون معه وفقا لذلك”.
حسب اقوال عدنان فانه بسبب التحقيق الحقيقي لا يوجد امام السكان أي خيار وهم يضطرون للاستجابة. نادية (34 سنة) من خانيونس نزحت من بيتها، في البداية الى رفح وفي كانون الاول الى مصر. وقد اشارت الى أن هناك بيانات رسمية لحماس عن قتلى في صفوفها، ولكنها اشارت الى أن هذه البيانات تتعلق بالاساس بنشطاء كبار أو من يحتلون مناصب رفيعة، على الاغلب في نشاطات مدنية. مثلا، حماس نشرت في تموز بيان رسمي عن موت نائب وزير وزارة التشغيل والمتحدث بلسان وزارة الداخلية السابق والامن الوطني في القطاع، ايهاب الغصين، الذي قتل في هجوم للجيش الاسرائيلي. نادية عرضت ايضا مثال آخر في آذار الماضي عندما نشرت حماس بيان عن قتيلين، نضال الشيخ عيد وهو رئيس لجنة الطواريء في رفح، ومحمود أبو حسنا وهو نائب المسؤول عن نشاطات الشرطة. “هم ينشرون فقط اسماء النشطاء الذين ليست لهم أي علاقة مباشرة بالقتال، ونشاطاتهم تركز على الشؤون الانسانية”، قالت.