ترجمات عبرية

هآرتس: حماس ترى في تسوية دائمة رافعة لمستقبلها السياسي في الساحة الفلسطينية

هآرتس 7/7/2025، تسفي برئيلحماس ترى في تسوية دائمة رافعة لمستقبلها السياسي في الساحة الفلسطينية

يجب الامل في ان تنتهي المرحلة الاولى من المفاوضات اليوم بالاعلان عن وقف اطلاق النار، الذي سيؤدي الى تحرير طويل وصعب للمخطوفين العشرة الاحياء وعدد من الجثث. هذه ستكون ستين يوم طويل وكأنه الى الأبد، التي لا يوجد أي يقين بانها ستقلص، والحرب التي تجري الآن بدون اهداف حقيقية سيتم استئنافها.

النقاشات التي جرت حتى الآن، بما في ذلك الخطة المتجددة، التي كان يمكن التوصل الى مثلها وتطبيقها قبل بضعة اشهر، هي فقط مرحلة واحدة في المفاوضات. الاصح القول بان هذه مفاوضات من اجل المفاوضات. في المرحلة الثانية التي ستواصل فيها حماس احتجاز 10 مخطوفين احياء وجثث قتلى، ستطمح حماس الى جني الثمار السياسية الاكثر اهمية بالنسبة لها – انهاء الحرب بشكل مطلق، انسحاب الجيش الاسرائيلي من معظم مناطق القطاع والبدء في اعادة الاعمار.

على فرض ان المرحلة الاولى في الصفقة ستمر بنجاح، وهي فرضية يشوبها التفاؤل بالاساس بسبب تدخل الريس الامريكي دونالد ترامب في العملية، وأن يصل الطرفان الى المفاوضات الرئيسية حيث يفصل بينهما محيط. اسرائيل تطمح الى القضاء على وجود حماس، عسكريا وسياسيا، في القطاع، ونفي قادتها ونزع سلاحها المتبقي، وجعل المليوني مواطن غزي يهاجرون من القطاع، وفي النهاية ربما استئناف الاستيطان وتطهير “خطأ الانفصال”.

حماس ترى امام عينيها وضع فيه “جسم فلسطيني”، وربما عربي، يتولى ادارة القطاع. حسب الخطة التي طرحتها مصر قبل نصف سنة فان تواجد اسرائيل سيختفي، أو ستتم اعادة الانتشار في مناطق ضيقة متفق عليه، ورجال حماس بالتعاون مع الادارة الجديدة التي ستشكل في غزة يمكنهم التاثير على اعادة اعمار القطاع حتى لو لم يكونوا في مناصب رسمية. قيادة حماس يمكنها عرض هذا الاتفاق كانتصار، أو على الاقل كانجاز استراتيجي مهم. في هذه الرؤية توجد شراكة كاملة بين “حماس الخارج” و”حماس الداخل”، والجهد الذي يتم بذله لمعرفة من الذي يسيطر هو جهد زائد، لأنه في القضايا الجوهرية لا توجد فجوة حقيقية بينهم.

حماس تعتبر المفاوضات حول وقف اطلاق النار وصفقة المخطوفين ليس فقط عملية ستضمن بقاءها المادي في غزة، بل جزء لا يتجزأ من النضال من اجل مستقبل كل المناطق. حسب رأيها، المنظمة يجب عليها الاستعداد للفترة التي فيها محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس م.ت.ف، سيختفي من الساحة. ربما انهم في حماس يتوقعون انه في الصراع على الوراثة، الذي لن يكون شخصي بل فكري وتنظيمي، فان حماس يمكنها الاعتماد على خصوم رئيس السلطة، الذين خلال فترة الحرب لم يتوقفوا عن طرح الافكار من اجل تغيير بنية م.ت.ف، بشكل يتم ضم حماس فيها.

مصدر فلسطيني رفيع، محسوب على خصوم محمود عباس، قال للصحيفة بأنهم في م.ت.ف يخشون من ان تؤدي المفاوضات الى أن تعتم حماس على مكانة السلطة الفلسطينية وعلى م.ت.ف كممثلة للشعب الفلسطيني. “حماس وضعت القضية الفلسطينية على جدول الاعمال، مثلما لم ينجح محمود عباس في ذلك في أي يوم، قال المصدر. “هجومها الاجرامي على اسرائيل، الذي أدى الى تدمير غزة، وتسبب بعشرات آلاف القتلى ومئات آلاف المصابين والمعاقين، بينهم اطفال وشيوخ ونساء، قزم القضية الوطنية الى قضية غزة ومكانة حماس”.

مع ذلك اوضح نفس المصدر بأنه “لا يمكن نفي بأن هذه العملية نجحت في وقف عملية التطبيع بين اسرائيل والسعودية، وجعلت السعودية تؤيد حل الدولتين”. قال. “حتى الحرب واثناءها لم ينجح محمود عباس في اقناع السعودية أو دول عربية اخرى بالوقوف وراء هذا الحل كما تفعل الان”.

حسب اقوال نفس المصدر فانه ايضا حقيقة ان حماس، للمرة الاولى في تاريخها، تجري الان المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة وتستخدم قطر ومصر وتركيا، تضعها في مركز الاحداث السياسية الدولية. في حماس ياملون استغلال هذا الانجاز عندما سيبدأ النقاش الداخلي الفلسطيني حول مستقبل التمثيل الوطني. “نحن في م.ت.ف، وبشكل خاص في فتح، فشلنا لأننا لم ننجح في طرح على الامريكيين أي بديل مقنع يمكنه تجنيد الدعم واعادة غزة الى سيطرة السلطة الفلسطينيةـ حتى في فترة ولاية الرئيس جو بايدن”، قال. “انا غير واثق من ان بايدن كان يمكنه الضغط على نتنياهو، الذي اعتبر السلطة منظمة ارهابية تشبه حماس، ولكن على الاقل كان يمكن وضعه امام معضلة”.

المصدر الرفيع يؤمن بان السلطة كان يجب عليها اجراء سلسلة اصلاحات عميقة، وتعيين شخصيات مناسبة في المناصب الرفيعة، وطرح مبادرة مفصلة لادارة القطاع، والمطالبة بأن تكون جزء من المفاوضات. ولكن حسب اقوال المصدر فان محمود عباس لم يرتفع الى مستوى الحديث. اقتراح مصر (الذي اقترح لجنة خبراء غير مرتبطة بالسلطة الفلسطينية لادارة القطاع) تم رفضه من قبل رئيس السلطة الفلسطينية لانه اعتبره مس بصلاحياته وفصل بين القطاع والضفة. “عن أي صلاحيات يتحدث؟”، تساءل المصدر. لأنه حسب رأيه هو فقدها في 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع.

“اليوم أنا غير واثق من ان الحديث عن ادخال السلطة الى القطاع كبديل لحماس، ما زال ذي صلة”، قال المصدر واضاف. “تحالف نتنياهو مع ترامب ضد اشراك السلطة هو مثل السور الحصين، ونحن نشاهد انه ايضا دول عربية رائدة مثل السعودية ومصر لا تنجح في اختراقه”.

اسرائيل ترى امام ناظريها فقط الهدف التكتيكي الفوري الذي يتمثل بتصفية حماس، وهي تتعامل معها كهدف مستقل ومنفصل عما يحدث في المناطق. ولكن هذا التردد والاختلافات داخل صفوف م.ت.ف سيكون لها تداعيات على شبكة العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، على فرض ان اسرائيل ستواصل حاجتها الى السلطة كجسم يدير نسيج الحياة المدنية ويعفي اسرائيل من عبء الادارة المباشرة للضفة الغربية.

في محادثات مع جهات اسرائيلية مسؤولة عن العلاقات مع السلطة، لم يتم سماع انه توجد أي خطة عملية للموعد الذي سيخرج فيه محمود عباس من الساحة، ويبدأ الصراع على الوراثة. “السياسة الآن تقول: نحن سنصل الى الجسر، وبعد ذلك سنجتازه”، قال للصحيفة مصدر اسرائيلي يعمل في مجال التعاون الاقتصادي مع السلطة. “حتى ذلك الحين نحن نتصرف كالعادة، وكأن عباس سيعيش الى الأبد. ولكن نحن لا نعرف حتى هل البنية التحتية المتفق عليها التي تنظم التعاون الاقتصادي ستستمر في الوجود أم لا”.

نفس المصدر يقلق بشكل خاص من الطريقة التي تنوي فيها اسرائيل ادارة القطاع، سواء في فترة وقف اطلاق النار أو بعده بالاساس. “الاختلاف على طريقة توزيع المساعدات الانسانية تحول الى موضوع استراتيجي مفهوم. الطموح هو تحييد حماس وابعادها عن شريان التوزيع الذي يجلب لها مكاسب مالية وسيطرة على شبكة الحياة. ولكن القضية اكبر من ذلك. كم من الوقت تستطيع ابقاء مليوني مواطن فقط على رزم المساعدات؟ في مرحلة معينة بسرعة ستضطر الى ترميم البنى التحتية الصحية والمياه والوقود والكهرباء والتعليم والامن الشخصي ومنظومة القضاء”.

حسب اقوال نفس المصدر فان “التفكير بانه يمكن استنساخ نموذج الحكم العسكري والمدني الموجود في الضفة الى غزة، هو وهم. ففي الضفة توجد بنية تحتية اقتصادية، تعليمية وادارية، تستند الى قوى محلية تقوم بتشغيلها. توجد بلديات، محاكم، مدارس وجامعات. هذه بنى تحتية هي في الحقيقة بعيدة عن العمل بشكل كامل، لكن في غزة لا يوجد أي شيء. كل شيء يجب اقامته من الصفر، وتمويله باموال دافع الضرائب الاسرائيلي. هذا هو حقل الالغام الموجود امام اسرائيل. ومن اجل اجتيازه يجب على الحكومة التقرير: هل هي تسير نحو الاحتلال الكامل للقطاع، الذي يشمل اقامة حكم عسكري ومدني، أو الموافقة على نقل الادارة المدنية الى جسم فلسطيني حسب النموذج الذي اقترحته مصر. اذا اختارت اسرائيل الاحتمال الاول فهي ستبقى وحدها بدون مساعدات ومساهمة دول اجنبية، عربية أو غربية.

نقل الادارة يمكن أن يجند مساعدات عسكرية من دول عربية، لكنه سيلزم اسرائيل بالتنازل عن معظم سيطرتها العسكرية في قطاع غزة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى