ترجمات عبرية

هآرتس: حكومة الكارثة متبلورة حول البقاء والمعارضة منقسمة

هآرتس 29/5/2024، رفيت هيخت: حكومة الكارثة متبلورة حول البقاء والمعارضة منقسمة

إن الانسحاب شبه المؤكد لبني غانتس من الحكومة يمكن أن يعرض بنيامين نتنياهو لهجوم مباشر من شركائه الكهانيين، وبالتالي اظهار خوفه وتردده وافتراءته غير اليمينية، لكن في هذه المرحلة لا يتوقع أن تسرع في حل الحكومة. 

اكثر من مجرد الانفجار السياسي فانه يبدو الآن أن قانون التجنيد الذي علقت المعارضة كل الآمال عليه، يظهر الآن كعقبة يمكن لنتنياهو التغلب عليها. وخدعة اعادة تدوير مشروع قانون بني غانتس، الذي قدمه في فترة حكومة التغيير، والذي لن يؤدي الى تجنيد أي حريدي، كان يقصد، ضمن امور اخرى، خلق عرض امام المحكمة العليا لتحريك عملية من اجل تقليص الظلم المخجل في قضية الخدمة العسكرية. في الليكود يبذلون الآن جهود خاصة من اجل اضعاف معارضة يولي ادلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، التي يمكن أن تبلور قانون المماطلة، مقابل “تنازلات” اخرى من ناحية الحريديين. ربما أن مشروع القانون سيصبح في مرحلة معينة اقتراح للثقة بالحكومة لتقييد اعضاء كنيست آخرين يعانون من الألم أو يتظاهرون بتأنيب الضمير على خلفية الغضب العميق للجمهور. 

قضية ميري ريغف التي تكشف بعض التقاليد والممارسات الفاسدة التي تميز الحكومة، التي كان يجب أن تصيب الحكومة بالصدمة في دولة سليمة، تصبح منطقة كارثة خاصة لوزيرة المواصلات. والامر الذي يزيد خطورة هذه النتائج هو القائمة الطويلة لاعداء ريغف في الليكود، الذين يشاهدونها بسرور وهي تتورط بشكل كبير. التوجه الواضح هو نبذ ريغف والتخلي عنها دون التصاق أي شيء بسيدها السياسي الذي اوصلها الى هذا المكان.

مع ازدياد الاخفاقات وافعال الحكومة السيئة يقوم التحالف بتجميع صفوفه بشكل ناجع أكثر تحت مظلة البقاء. ربما أن البقاء والرغبة في الحكم قاسم مشترك للتعبئة مقنع أكثر بكثير من العنصر المؤسس للمعارضة، التي رغم أنها الافضل والاكبر في التاريخ، إلا أنها تتميز بالمعارك غير المتوقفة في هدر الطاقة. 

الحقيقة هي أنه لا يوجد اتفاق، حتى لو بين قائمتي المعارضة، على هوية رئيس المعسكر الذي يجب عليه قيادة اسقاط حكومة الكارثة هذه، الذي هو أمر اساسي وحيوي من اجل تحويل الكتلة التي تحصل على تأييد معظم الجمهور، الى اداة سياسية ناجعة وتحويل الاستطلاعات الى واقع.

بني غانتس يعتبر نفسه بشكل طبيعي المرشح الرائد لرئاسة الحكومة، لكن شركاءه ينكرون زعامته. الى كراهيته المتأصلة ليئير لبيد اضيف عامل آخر هو جدعون ساعر، الذي هو نفسه غير متحمس كثيرا لشريكه السابق. لبيد يتهم غانتس باحياء نتنياهو واعادته من جزيرة الموتى السياسية، وهو يحمل تجاهه رواسب اخرى. هو يعتبر نفسه زعيم المعسكر الليبرالي، بالضبط مثل افيغدور ليبرمان الذي تجد الاستطلاعات القوية صعوبة في اقناعه بالمطالبة بأقل من كرئيس رئيس الحكومة. هكذا ايضا نفتالي بينيت ويوسي كوهين اللذان يوجدان خارج الملعب، نيتهما غامضة. ولكن من المؤكد أنهما لن يعارضا أن يكون أي واحد منهما رقم 2. كلاهما يعرفان بشكل جيد كم هي خطيرة زعامة نتنياهو على اسرائيل. ولكن أي منهما لا يتفق مع الآخرين على مسألة الزعيم. 

على هذه الخلفية فانه لا توجد حاجة لذكر سلوك الزعيم المهزوم في فترة حكومة التغيير، الذي منذ اللحظة التي تمت فيها ازاحته رغم انفه عن كرسي رئيس الحكومة، حفر بلا توقف الانفاف المسمومة تحت الحكومة الى حين تم اسقاطها. الآن ايضا، بعد المذبحة والاهانة الوطنية الصعبة والمؤلمة في تاريخ اسرائيل، وبعد المراوحة العسكرية في المكان واضاعة كل اهداف الحرب، ورغم أنه لا يجلب لهما الترانسفير والابادة الجماعية التي يريدانها، إلا أن لا أحد في اليمين الكهاني والبيبي يعترض على قيادة بنيامين نتنياهو التي ترسخت بعد بضعة اسابيع على المذبحة. 

اذا كان يمكن تبرير الفوضى في المعارضة بالانهزامية المرة لـ “يسار انتحاري” فيطرح سؤال أين حزب اليمين الكبير الذي يمكنه أن يستوعب خائبي الأمل من الائتلاف ومن المراوحة العسكرية في المكان التي جاءت بعد المذبحة. هذا المنتدى، خلافا لاحزاب الوسط، كان يمكنه أن يشكل الملجأ لهرب اعضاء الكنيست هؤلاء من الليكود، الذين في المعارضة ينتظرونهم حتى منذ فترة الانقلاب النظامي.

سلوك المعارضة بدرجة معينة هو استمرارية للسلوك الذي أدى الى الحادثة المأساوية في 2 تشرين الثاني 2022، التي اجراءاتها واضرارها كان يمكن ملاحظتها بوضوح حتى قبل موعد الانتخابات، ودروسها كما يبدو لم يتم تعلمها حتى الآن. 

حزب عمل جديد

يمكن الاستخفاف والاستهزاء وقول النكات عن درجة الاهتمام بالانتخابات التمهيدية لحزب العمل. لكن يئير غولان واعضاء الحزب في الكنيست يحاولون فعل شيء مختلف عما ذكر أعلاه، أي تقليص التصنيفات السياسية وتوحيد صفوف اليسار الصهيوني، الذي انقسم في الانتخابات الاخيرة وما زال تمثيله ناقص في الكنيست. نحن نأمل أنهم تعلموا الدروس بشكل جيد هناك، وأن الاتحاد القادم مع ميرتس لن يعلق في شبكة سياسية فاسدة ومعارك وخصومات تافهة. 

مثال بارز على الحاجة لبدء المعارضة في العمل، حتى بالاساس في زمن الحرب، قدمه عضو الكنيست جلعاد كريب، الذي هو وعضوة الكنيست نعمه لازيمي كانا من المبادرين الى تحريك العملية مع غولان. 

“نحن نعارض الأوامر التي صدرت في لاهاي، لكن لماذا يجب علينا التوقيع على رسالة توباز لوك، ورؤية نتنياهو يقول لوسائل الاعلام الامريكية بأن 106 عضو في الكنيست يؤيدون سياسته؟”، قال كريب عن الرسالة التي خرجت من الكنيست في اعقاب الاجراءات الدولية ضد اسرائيل. “كان يجب على المعارضة أن تصمم على التوصل الى صيغة متفق عليها، تشمل بالاساس الاشارة الى مكانة جهاز القضاء الاسرائيلي بدلا من التوقيع على رسالة الليكود أحادية الجانب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى