هآرتس : حكم حماس في غزة ليس عدو اليمين الإسرائيلي، إنه خادم مخلص

هآرتس – 4/6/2018
لو كان الفلسطينيون ينعمون بمخيلة سياسية خصبة ، لكانوا اختاروا مروان البرغوثي خلفا للرئيس الفلسطيني “محمود عباس” وسلام فياض رئيسا للوزراء.
الحكومة الفلسطينية ليس لديها سياسة واضحة في قطاع غزة، فهم على خطأ”،خ مؤكدةً ” أنهم لو اختاروا مروان البرغوثي رئيساً ، فإن العالم كله سوف يدعمهم إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن وضعهم سيذهب من سيئ إلى أسوأ.
حكم حماس ليس عدواً لليمين الإسرائيلي، لكنه الخادم المخلص لجميع الحكومات اليمينية، فمنذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب الأيام الستة، خصصت جميع الحكومات الإسرائيلية كل وقتها وطاقتها لمحاربة الحركة الوطنية الفلسطينية التي اكتسبت زخماً بسبب الاحتلال، ومنذ أواخر السبعينيات ، بناء على نصيحة العديد من المستعربين ، كانت هناك محاولات فاشلة عديدة لإنشاء بديل محلي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وهكذا فإن الفلسطينيين باتوا لعبة في يد اليمين الإسرائيلي، وأنجبوا مخلوقاً ذا رأسين يكرس نفسه بشكل متزايد دون أي أمل في حياة طبيعية.
وفي الآونة الأخيرة ، في أعقاب دخول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المستشفى والحديث عن خليفة محتمل ، ظهرت بعض علامات تفويض السلطة لعدد قليل من الأفراد. إذا حدث ذلك بالفعل ، فإن ذلك الجزء من الجسد الفلسطيني – الضفة الغربية – سيزداد أيضاً عدد الرؤوس. سيجد الفلسطينيون أنفسهم في وضع مستحيل: الكثير من الزعماء يعني الكثير من الصراعات الداخلية العقيمة داخل المخلوق الفلسطيني المنقسم، والحل هو أن يفتح عباس وشركاه الطريق أمام البرغوثي وقادة فلسطينيين حقيقيين”.
وفي مثل هذه الظروف ، سوف ينتقل اليمين الإسرائيلي من النصر إلى النصر. وسوف تستمر في سرقة الأراضي الفلسطينية للمستوطنات ، وبناء الطرق للمستوطنين التي تتجاوز المجتمعات الفلسطينية – حتى الانسداد الكامل للممرات التنفسية والوفاة الناتجة من ذلك المخلوق الفلسطيني الغريب.
وإذا كان الفلسطينيون يسعون للحياة، فعليهم أن يقوموا بعملية سريعة وأن يتركوا الجثة الفلسطينية، التي تعاني في جميع الأحوال من أمراض مزمنة، فـ رأس واحد من شأنه أن يتخذ القرارات ويعطي الأوامر ويقود الجسد الفلسطيني بثقة.