هآرتس / حصادر الكراهية في القدس
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 3/10/2018
في عشية فرحة التوراة هاجم مئات المصلين اليهود محلات للفلسطينيين قرب باب العامود في القدس. فأصيب خمسة فلسطينيين بجراح طفيفة. تلوح هذه الظاهرة البشعة في السنوات الاخيرة كجزء من تقاليد العيد في العاصمة. فقد قال اياد كاستيرو، صاحب محل تجاري تعرض للاعتداء، إنه “في كل سنة في هذا المساء تقع مشاكل. نحن ضحايا عيدكم. في عيد الاضحى عندنا توجد أكباش، وفي عيدكم الضحايا هم الفلسطينيون”. قبل بضعة ايام من ذلك هاجم عشرات اليهود اربعة طلاب فلسطينيين في حديقة سكة الحديد في العاصمة، وتعرض أحدهم حتى الى صعقة كهربائية بجهاز كهربائي، وضُرب حتى فقد وعيه.
لقد درج الوزير زئيف الكين، الذي يتنافس على رئاسة البلدية في الانتخابات القريبة القادمة، على أن يقول إن القدس هي “مختبر المستقبل” لاسرائيل. والمعنى هو أن ظواهر ديمغرافية، اجتماعية وسياسية ستبرز في القدس لتميز اسرائيل كلها بعد بضع سنوات. اذا كان هذا صحيحا، فان العنصرية المقدسية ضد العرب ستعم الدولة. هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تقلق القيادة، ولكن حتى الآن لم ينطلق أي شجب من السياسيين الاسرائيليين.
لقد وقف بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي فوق منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة وألغى العنصرية التي تعزى للصهيونية بشكل عام ولقانون القومية بشكل خاص. غير أنه من الصعب الفصل بين جرائم كراهية في القدس والروح السيئة التي تهب من جهة حكومة اليمين، التي تعيش انتخابيا من التحريض ضد العرب وتؤسس للتفوق اليهودي بالقانون.
بخلاف القيادة المعيبة لاسرائيل، ثمة في الدولة من يتصرف بشكل مختلف. فقد حظي فيلم “طاهرة الى الأبد” أمس للمخرجة مايا زينشتاين بجائزة “آمي” الفاخرة. فالفيلم يصف كفاح اعضاء نادي المؤيدين العنصري لبيتار يروشاليم، “لافاميليا”، ضد ادخال لاعبين مسلمين الى الفريق في 2013. فقرر موشيه حوغيغ، المالك الجديد لبيتار كسر الحظر المفروض على اللاعبين المسلمين في الفريق، وهو يعمل بتصميم في الاسابيع الاخيرة كي يضعف الجانب العنصري في النادي. وقد بدأ بحملة شعارها “بيتار يروشاليم ينطلق في طريق جديد”، وفي المباراة الاخيرة امام سخنين صعد لاعبو بيتار بقمصان كتب عليها “وأحب لغيرك ما تحبه لنفسك”. وفي شرطة القدس ايضا يبرز تغيير ايجابي: تحقيق حثيث أدى الى اعتقال خمسة مشبوهين في الاعتداء الذي جرى في حديقة السكة، وروى المتعرضون للاعتداء عن معاملة طيبة من جانب افراد الشرطة.
إن مظاهر العنف العنصرية هي نتيجة تحريض الحاخامات والسياسيين. واحساس بالقوة والحماية لدى المعتدين. وبالتالي فان التحقيقات والعقوبات ذات المغزى من جانب الشرطة والنيابة العامة هي حيوية، ولكن الى أن تنتقل حكومة اسرائيل الى جانب المكافحين ضدالعنصرية وليس المروجين لها، لن يكون ممكنا القضاء عليها.