هآرتس: حرف الخطاب الى القضايا القانونية يخدم نتنياهو
هآرتس 13/11/2024، رفيت هيخت: حرف الخطاب الى القضايا القانونية يخدم نتنياهو
اليوم ستجتمع هيئة القضاة في محاكمة نتنياهو التي لا تنتهي لمناقشة طلبه تأجيل تقديم افادته لعشرة اسابيع، التي كان يجب أن تبدأ في 2 كانون الاول. هذا على خلفية رد النيابة العامة الشديد، التي تحاول رفض طلب التأجيل المتكرر لنتنياهو، وايضا على خلفية قضايا جديدة توجد الآن في مراحل تحقيق مختلفة تتناول أداء مكتب رئيس الحكومة.
“هو والمحامون يبثون في الخارج بأنهم على ثقة بالبراءة التامة، لكنهم يعرفون أنه لا يوجد وضع سيخرجون منه من الملف 1000 بدون ادانة، وهذا هو السبب في أنهم يحاولون تأجيل المحاكمة الى الأبد”، قال أحد الوزراء في الحكومة. “على خلفية تقديم الافادة والقضايا المختلفة ايضا، فان نتنياهو في حالة هستيريا، وقد عاد الى ايامه الكبيرة في فترة التحقيق معه في ملفات الآلاف، حيث وقف بكل القوة ضد جهاز القضاء”.
الحديث يدور عن قضية اثارت الشك بأن موظفي مكتب نتنياهو، بالاساس رئيس الكادر تساحي برفرمان، استخدموا أو امتلكوا معلومات حساسة تتعلق بضابط في الجيش الاسرائيلي بنية استخدامها من اجل الحصول على محاضر سرية. ايضا الحديث يدور عن قضية تم فيها التحقيق مع ايلي فيلدشتاين، وهو أحد المتحدثين بلسان رئيس الحكومة، بتهمة نقل معلومات استخبارية تمت سرقتها من الجيش الاسرائيلي الى مجلة “بيلد” الالمانية، بهدف خدمة خط نتنياهو. “لا أحد يعرف ماذا يقول فيلدشتاين الآن في اقبية الشباك. نحن يمكن أن نستيقظ صباح الغد على واقع اصبح فيه شاهد دولة”، قال هذا الوزير. “مع ذلك من ناحية عامة هذا لا يضر نتنياهو، هذا يهم الجمهور الذي يقف ضده من البداية”.
في المعارضة ايضا يقولون بأن الاشتباهات والتحقيقات التي تضاف الى محاكمته ورسالة التحذير القاسية التي نشرتها لجنة التحقيق في موضوع شراء الغواصات والسفن، لا تضر به سياسيا، بل بالذات تسمح له بالعودة الى طبيعته الاصلية. “الجميع يعرفون أن حاشية نتنياهو تتكون من مجرمين، لكن جميع هذه القضايا لا تضر به سياسيا”، قال مصدر رفيع في المعارضة. “نحن نحاول تقريبا بالقوة أن يبقى النقاش حول اهمال المخطوفين وقانون الاعفاء من الخدمة، الذي هو حقل الالغام السياسي الحقيقي الذي يقف في طريقه”.
عن حالة الضغط الموجودة فيه حاشية نتنياهو يمكن المعرفة من الاعلان اللاستثنائي لرئيس الحكومة ضد الشباك، الذي فيه احتضن كما يبدو فيدلشتاين، الذي حاول التنصل منه بشكل كامل في السابق – واعتبر التعامل معه “تنكيل”، وكذلك من التطاول منفلت العقال ضد الشباك من قبل المتحدث الاصيل والاكثر اخلاصا لنتنياهو، نجله يئير.
جبهة اخرى لنتنياهو في اطار حربه ضد جميع السلطات هي مع المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، التي زاد رئيس الحكومة مؤخرا وتيرة الهجوم عليها. مع ذلك، في المنظومة السياسية يسود الافتراض بأن نتنياهو لن يقوم باقالة المستشارة القانونية للحكومة بسبب الخوف من أن يجعلها هذا الامر تقوم بالبدء في عملية اعتباره غير مؤهل.
يصعب وصف الامور بشكل مختلف: في منتصف حرب متعددة الساحات فان رئيس الحكومة، ومكتبه ايضا، غارق حتى رقبته في اتهامات واشتباهات وتخوف من نيابة عامة، عصابية وفاسدة، ومن معايير رعب مأخوذة من افلام اجرامية. هذا لا يعتبر فيلم، بل هو واقع مخيف.
ما الذي يُضحك غالنت
يوآف غالنت تلاءم مع الحياة الجديدة كعضو عادي في الصفوف الخلفية. حسب مصادر في محيطه فان غالنت يصمم على استمرار تواجده في الليكود، وحتى الترشح في الانتخابات التمهيدية القادمة. باستثناء 2 – 3 وزراء يؤيدونه، فان غالنت يوجد الآن في عزلة في الليكود. وحسب بعض المصادر فانه في جلسة الليكود الاخيرة تمت مهاجمته من كل الجهات. عندما يسمع بأنهم يقومون بتصنيفه مع يئير لبيد أو بني غانتس هو يضحك، كما يقولون في حاشية وزير الدفاع المقال.
أمر آخر مثير للضحك، هذه المرة لدى نفس الاصدقاء العدائيين تجاه غالنت، هو دخول يسرائيل كاتس الى وزارة الدفاع. “الجميع يعرفون أن نتنياهو لا يقدر كاتس، ولا ينوي أن يعطيه موطيء قدم مهم”، قال احد وزراء الليكود. “هذه الخطوة قضت على طموح كاتس في أن يكون زعيم مهم”.
هناك في الليكود من لا يسارعون الى انهاء قضية العلاقة بين غالنت ونتنياهو. عندما نشاهد نتنياهو وجدعون ساعر في قاعة الكنيست ندرك بأن كل شيء محتمل. مثلما عاد ساعر بعد كل الدماء الفاسدة وبعد أن ذهب غالنت، فان هذا يمكن أن يحدث بشكل معاكس”، قال أحد اعضاء الليكود في الائتلاف.
كل شيء محتمل في السياسة، وبالتأكيد طالما تتواصل سلطة الهستيريا لعائلة نتنياهو. ولكن مع ذلك يجب ترتيب الحقائق. ساعر وقف ضد نتنياهو لأنه قام بقص اجنحته السياسية، وعاد كي يبقى على العربة بعد أن فشل في مشروعه المستقل. غالنت تمت اقالته على خلفية تأييد صفقة اعادة المخطوفين وتشكيل لجنة تحقيق، وتقويم الظلم الذي يتمثل بتهرب الحريديين من الخدمة. مع ذلك، ما زال يوجد فرق صغير.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook