ترجمات عبرية

هآرتس: حرب من أجل الدولة أم الحكومة؟

هآرتس 2024-01-31، بقلم: روعي شفارتس: حرب من أجل الدولة أم الحكومة؟

قبل بضعة أشهر فقط، عندما كانت دواليب الانقلاب النظامي تسير بسرعة، أعلن آلاف رجال الاحتياط أنه إذا تم استكمال التشريع فإنهم لن يمتثلوا للخدمة.

تلك كانت أيام قبل 7 أكتوبر، عندما كان يبدو أنه حتى لو حدث اشتعال أمني فإنه لن يصل إلى مستوى حرب لا مناص منها.

تلك كانت أيام فيها الأمر الأول الذي كان يخطر بالبال عندما يتم ذكر كلمة موقف ريعيم، السيارات.

وأول ما كان يخطر بالبال عند ذكر نير عوز، كيبوتس ريفي، وحرب نتنياهو، لتغيير وجه الدولة.

لكن في يوم السبت اللعين وفي الأيام التي أعقبته تقريباً لم يكن أي شك بأن هجوم حماس القاتل قد فرض على إسرائيل حرباً لا مناص منها.

حرب أي شخص في الاحتياط سواء كان مؤيدا لبيبي أو معارضاً للانقلاب كان سيمتثل فيها للأمر 8، وربما حتى كان سيتطوع دون هذا الأمر.

لكن بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر، حيث الحرب أصبحت موجودة عميقاً في مرحلة المراوحة في المكان، والمخطوفون يموتون في الأسر في القطاع، و”اليوم التالي” تحول في محيط رئيس الحكومة إلى كلمة بذيئة (مثل أوسلو والسلام)، فإنه يطرح سؤال: هل يجب إعادة فحص ذلك. هل هذه ما زالت حرباً لا مناص منها أم حرباً مفروضة؟

للوهلة الأولى يوجد في الحقيقة هدفان لهذه الحرب. الأول هو تدمير قدرات حماس والثاني هو خلق الظروف لإعادة المخطوفين. لكن هذين الهدفين يظهر أنهما متناقضان. فكلما استمرت الحرب الخطر على حياة المخطوفين يزداد، إذا لم نقل تقرير مصيرهم.

في غضون ذلك يظهر هدف ثالث غير علني، كما كتب هنا عاموس هرئيل “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يكرر شعارات فارغة (سنحارب حتى الانتصار)، ولكن هذا الأمر لديه ينبع بالأساس من اعتبارات بقائه. فهو يعرف أن دعم الجمهور المتزايد لصفقة تشمل تقديم تنازلات مؤلمة، فإن هذه العملية ستفكك حكومته من الداخل لأن شركاءه في اليمين المتطرف يمكن أن ينسحبوا منها” (“هآرتس”، 17/1).

عندما يكون هذا في الحقيقة هو الهدف الذي من أجله يمكن للحرب أن تستمر إلى الأبد، مع مخاطرة كبيرة بحياة المخطوفين، فهل هذه ما زالت حرباً لا مناص منها؟. هل ربما تكون قد غيرت وجهها، ليس فقط بطبيعتها، بل أيضاً بضرورتها الجارفة؟.

في الوقت الذي ما زالت فيه المدافع تدوي فإن أعضاء الحكومة لا يصمتون. فإلى جانب التبجح حول أهداف الحرب في الأشهر التي مرت منذ بدايتها، ربما الانقلاب توقف، لكن المس بالديمقراطية تسارع أكثر. وكما نشر هنا في 8/1 فإنه في الوقت الذي انقضى تم تقييد الحق في التظاهر وبدأ اصطياد المنشورات باللغة العربية في الإنترنت، والكنيست أيضاً صادقت على قانون يسمح للجيش الإسرائيلي والشاباك باختراق الحواسيب التي يوجد فيها توثيق لكاميرات حماية خاصة حتى دون معرفة أصحابها، ودون أن يعتبر هذا تنصتاً. هذا لشديد الاشمئزاز ليس سوى قائمة جزئية. فجأة يثور الشك في أن الذي يسعى إلى هذه الحرب هو أيضاً الذي سعى إلى الانقلاب.

لكن حتى لو قبلنا الساعة السادسة الأصلية، فإن التساؤلات تثور حول المرحلة التي تشير إليها الساعة السياسية.

عندما يرفض رئيس الوزراء بشكل حازم التحدث عن اليوم التالي، إلى درجة أنهم في الجيش أيضاً يحذرون من أن عدم وجود خطة سياسية يضر بإنجازات الجيش حتى الآن، فإنه لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل إذا كان الدفاع عن إسرائيل قد تم استبداله بالدفاع عن نتنياهو، هل التجند الحاشد من أجل الدولة في الحقيقة يدفع قدماً بأهداف من يقف على رأسها، وهل نحن الآن في منتهى يوم السبت اللعين ذاك، وهل الآن الحرب المفروضة هي فقط حرب ائتلاف نتنياهو، المسؤولة عن محاولة الانقلاب النظامي، التي تواصل الدفع قدماً بالقيم المناهضة للديمقراطية، التي تعتبر وقف الحرب من أجل إعادة المخطوفين خسارة كبيرة؟

إذا كان مئات آلاف الإسرائيليين قد خرجوا إلى الشوارع لمنع هذه الحكومة من تغيير وجه الدولة، فهل ربما يكون قد حان الوقت الآن ليخرجوا إلى الشوارع.

هناك خطأ سائد يقول إن الكثيرين من المتظاهرين في كابلان يوجدون الآن في الاحتياط، وعندما سينتهي كل شيء هم سيملؤون الشوارع للاحتجاج مثل الفطر بعد المطر. لكن ربما سيكون ذلك متأخراً جداً.

الآن حيث القافلة تسير بضجة وتطبق قيمها دون نضال وتطلق النار بلا توقف على قطاع غزة، الذي قتل فيه عشرات الآلاف ومئات الآلاف أصبحوا نازحين في أرضهم، وتُبعد أمد إعادة المخطوفين. لا يمكن أن لا نتساءل: هل يوجد الآن أمامنا في الحقيقة أي خيار؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى