هآرتس: حتى شركاء نتنياهو لا يصدقونه، المخطوفون هم الذين يدفعون الثمن
هآرتس 1/5/2024، سامي بيرتس: حتى شركاء نتنياهو لا يصدقونه، المخطوفون هم الذين يدفعون الثمن
التفضيل الواضح للعملية في رفح على اعادة المخطوفين، كما يطلب ذلك وزراء اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، يعكس سلم اولويات يعني تخلي آخر عن الاشخاص الذين تم اختطافهم من البيوت والأسرة في 7 اكتوبر. أي تأخير في اعادة المخطوفين يكلفهم حياتهم، واذا اقتحم الجيش الاسرائيلي رفح فان هذه العملية يمكن أن تستغرق وقت طويل وتكلف حياة مخطوفين آخرين. سموتريتش وبن غفير وبعض اعضاء الليكود، الذين ليست لديهم احاسيس ازاء المعاناة الفظيعة للمخطوفين وعائلاتهم، عمليا هم يحكمون على المخطوفين بالموت.
ما يوجههم هو الانتقام والكرامة الوطنية وليس حياة الانسان. الاهانة الفظيعة التي تكبدتها اسرائيل في يوم السبت اللعين في ظل حكومة الفشل والحاجة الى الانتقام، هي التي توجه اليمين. ولكن الكرامة الوطنية التي تحطمت في 7 اكتوبر تستمر في التحطم منذ ذلك الحين وبسرعة كبيرة، وحتى أنها اصبحت خطر وطني ويهودي لسنوات كثيرة. موجة اللاسامية وكراهية اسرائيل في العالم، والخطوات التي تتراكم في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لفرض عقوبات على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الاركان هي مس شديد ليس فقط بالكرامة الوطنية، بل بقدرة الدولة وقدرة الرؤساء فيها ومواطنيها على العمل وعلى اقامة علاقات تجارية واكاديمية.
عن أي كرامة وطنية يدور الحديث؟ في ظل هذه الحكومة تعرضت اسرائيل للكارثة الاكبر في تاريخها. فقد زادت كراهيتها الى رقم قياسي غير مسبوق منذ سنوات كثيرة. وكل ذلك في الوقت الذي فيه عشرات آلاف الاسرائيليين ما زالوا مخلين من بيوتهم. وعملية في رفح الآن فقط ستعمل على تفاقم الوضع في كل الجبهات وستمنع عودة المخطوفين ولن تعيد أي شيء من الكرامة الوطنية. ومن المرجح أيضا أنها ستجبي حياة البشر، لأن اعادة البناء الطويل الذي جرى لها بالاساس يساعد حماس في اعداد العبوات المتفجرة في الوقت الذي فيه رجالها محميون في اعماق الانفاق. الحرب ضد حماس ستستمر في السنوات القريبة القادمة مهما كانت الحكومة التي ستحكم، لأنه بعد 7 اكتوبر لا يمكن الاعتقاد بأنه توجد طريقة لاقامة حياة آمنة الى جانب منظمة جهادية كل هدفها تدمير اسرائيل وزرع الموت والخوف. وحتى الى رفح سيكون بالامكان الوصول بعد ذلك. من المهم اكثر اعادة المخطوفين والدفع قدما باتفاقات سياسية التي ستلقي المزيد من المسؤولية ايضا على مصر في كل ما يتعلق بتهريب السلاح من حدودها الى داخل القطاع.
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يعمل من خلال الحاجة الى الحفاظ على حكومة الـ 64، يبدو أنه يمكنه ادخال سموتريتش وبن غفير الى غرفة مغلقة والتوضيح لهما الحقيقة البسيطة: دائما ستكون لدينا رفح، لكن في البداية هناك نزيف يجب وقفه. يجب اعادة المخطوفين لأنهم يموتون في الاسر، ويجب وقف الانتقاد الدولي الشديد لاسرائيل الذي يمكن أن يزداد، ومنع اصدار مذكرات اعتقال ضد القيادة الوطنية، وأن نسمح للجيش باعادة تنظيم نفسه بعد اشهر من الحرب الطويلة، وأن نسمح بعقد اتفاق في الشمال واعادة السكان الى بيوتهم هناك. بالطبع توجد احتمالية ايضا لاتفاق تطبيع مع السعودية، لكن مشكوك فيه اذا كان نتنياهو يمكنه دفع الثمن المطلوب، وأنه لن يعرض للخطر استقرار حكومته.
يبدو أنه حتى سموتريتش وبن غفير يمكن أن يقتنعا بأن رفح لن تختفي، وأنه في أي لحظة زمنية يمكن للجيش الاسرائيلي العمل هناك. هكذا، ليس من المهم اذا عملنا هناك الآن أو بعد شهرين أو بعد نصف سنة. من ناحية عسكرية ربما يكون من الصحيح العمل هناك بشكل مفاجيء من اجل التوصل الى نتيجة افضل، لكنهم يجدون صعوبة في الموافقة على اقوال كهذه على لسان نتنياهو، لأنهم ببساطة لا يثقون به. سموتريتش اطلق عليه في حينه “كذاب ابن كذاب”. وفي الحقيقة هذه هي المشكلة الرئيسية لرئيس الحكومة، حتى الشركاء المتطرفين لا يثقون به وهم دائما يستخدمون الضغط عليه. ولو أنه قام بتطوير صورة موثوقة لكانت له فرص اكثر للمناورة امامهم.