هآرتس: حتى ترامب بدأ يدرك ان نتنياهو خطير على المنطقة وعلى العالم

هآرتس 14/9/2025، ايريس ليعال: حتى ترامب بدأ يدرك ان نتنياهو خطير على المنطقة وعلى العالم
هناك قضية ترتبط بقطر، التي يجب ان تقلق جدا بنيامين نتنياهو. الامكانية الكامنة للضرر الذي يمكن ان تسببه له مرتفعة، وهي ليست “قطر غيت”. قرار مهاجمة الدوحة من اجل اغتيال القيادة العليا لحماس في هذا التوقيت، خلافا لموقف جهاز الامن، يبدو أنه، بعد مرور ايام على تنفيذه، قرار هستيري – لا توجد كلمة اكثر دقة من ذلك.
حتى الآن نحن لم نحصل على أي تفسير معقول لسؤال ما الذي كانت ستحققه هذه العملية لو أنها نجحت، وهل تم اخذ الفشل في الحسبان بكل تداعياته. ولكن حتى لو أن هذه العملية نجحت فان ذلك كان سيكون خطأ كارثي. اسرائيل وافقت على وساطة قطر قبل سنتين وسلمت بالصمت بحقيقة أنها تستضيف قادة حماس، بمصادقة امريكا. تغيير كبير في السياسة، مثلما تمثل ذلك في العملية، من شانه ان يفسر بتغير الظروف. نتنياهو يحاول ربط التوقيت بالعملية التي حدثت قبل يوم في القدس. ولكنه هو ايضا يعرف ان هذا تفسير ضعيف.
النتيجة المعقولة للهجوم في هذه الاثناء هي ان الحرب في غزة ستستمر، والمقاطعة الدولية ستزداد وحياة المخطوفين ستكون في خطر. حتى لو كانت هذه هي النتيجة المرغوبة بالنسبة لنتنياهو فانه لم يفكر في كل التداعيات. في هذه الاثناء اسرائيل برئاسته تعتبر دولة غير متوقعة وخطيرة، وهو نفسه يعتبر مدفع سهل الانطلاق، ايضا دونالد ترامب ومحيطه المقرب بدأوا في استيعاب، ولو بتأخير مأساوي، انه في كل مرة يوجد فيها تقدم، يظهر أنه هو الذي يفجر شيء.
في اوساط الحزب الجمهوري فان عدم الرضا من نتنياهو ومن تاثيره على ترامب آخذ في الازدياد. في التعليق المرفق بفيلم انجته مجموعة تسمى “ماغا اف.ان.بي”، والذي بثته “فوكس نيوز”، جاء: كل من وثق بنتنياهو في أي يوم احترق… لقد سخر من رئيس امريكي ضعيف. ايها الرئيس ترامب، لا تجعله يفعل بك ذلك”. بعد هجوم اسرائيل ينظر الى ترامب في محيطه بانه شخص ربما يكون قد أيد العملية العسكرية ضد دولة لها مع الولايات المتحدة علاقات وثيقة، وأنه اذا لم يكن يعرف ذلك فهو عاجز عن كبح جماح نتنياهو.
اغتيال المؤثر الافنغلستي تشارلي كيرك انزل عن جدول الاعمال العملية في الدوحة. ترامب كان مدمر من عملية القتل، لكن ليس الى درجة ان لا ينجح في ملاحظة الفرصة والاعلان بان خطاب اليسار الراديكالي هو المسؤول عن عملية القتل. نتنياهو وابواقه سارعوا الى الانضمام للاحتفال من اجل التغطية على الرائحة النتنة التي فاحت من الفشل في الدوحة. فهم قالوا بان اليسار سيقود الى حرب اهلية وقتل يمينيين ايضا في اسرائيل. للنزاهة، يجب الاعتراف بانه تقريبا في كل دولة اليمين استغل هذه الحادثة لصالحه. في المانيا اليمين الفاشي استغل الاغتيال السياسي لهذا الشخص، الذي معظم الالمان سمعوا عنه من قبل، وحرض ضد اليسار والمهاجرين وكل الاهداف المعتادة. في بريطانيا يتم التخطيط لمسيرة كبيرة لليمين لاحياء ذكرى كيرك. يا مجانين العالم، اتحدوا.
الآن نتنياهو يحاول استغلال الاغتيال من اجل موضعة نفسه الى جانب ترامب، وحتى انه سارع الى وضع حجر الاساس لمتنزه في بات يم على اسمه. ولكن عندما يتلاشى الغبار وتتكشف تفاصيل اخرى حول المشتبه فيه بالاغتيال ودوافعه وتكتمل دورة التحريض والتملق – فان نتنياهو سيتعين عليه الاجابة على عدة اسئلة. سواء الثمن الذي ستجبيه قطر من ترامب على العملية، أو الخطر الذي يحدق في اعقابها باتفاقات ابراهيم العزيزة علينا، يمكن أن تغير موقفه من نتنياهو. من ناحيته ابتلاع جدال النشاطات العسكرية المعادية لنتنياهو عندما تنجح، هذا شيء، وفشلها هو شيء آخر.
يجب الصلاة من اجل حدوث ذلك، لانه اذا لم يقوموا بوقفه فان نتنياهو سيبحث عن طريق عسكرية ضخمة ومدمرة من اجل تعويض الفشل في الدوحة. لماذا ما زالوا يجدون صعوبة في قول هنا ما قيل علنا في وسائل الاعلام الاجنبية: نتنياهو هو شخص غير متزن واعتباراته معيبة، وهو خطير على المنطقة وعلى العالم.