هآرتس: حتى النصر المطلق لحماس
هآرتس – مقال – 28/5/2024، زهافا غلئون: حتى النصر المطلق لحماس
هناك تقريبا 35 قتيل وعشرات الجرحى في الهجوم لسلاح الجو في رفح. كل ذلك من اجل تصفية اثنين من نشطاء حماس. في الجيش اعلنوا أن التصفية نجحت، وحتى أكثر مما كان متوقعا. لقد قمنا بالقضاء عليهما، وعلى جيرانهم، وحسب التقارير ايضا أبناء جيرانهم. 35 رجل وامرأة وطفل قتلوا في هذا الهجوم. واذا كانت التقارير صحيحة فهم كانوا يوجدون في منطقة أعلنا عنها بأنها آمنة ولا حاجة لاخلائها. لقد قتلوا بسبب النار التي اشتعلت بالخيام. كثيرون ماتوا لأنه لا توجد مستشفيات أو عيادات في المنطقة يمكن أن تقدم العلاج لهم. مأساة متدحرجة من النوع الذي كل من له عيون في رأسه كان يمكنه تخيلها. عمليا، مأساة توقعها كثيرون وحذروا منها.
هذا حدث، ضمن امور اخرى، لأن لا أحد لدينا يتجرأ حتى على التطرق لهذه الكارثة. من غير الصحيح سياسيا التحدث عن دماء الفلسطينيين، وبالتأكيد ليس عن السكان في قطاع غزة، ولا سيما بعد المذبحة الفظيعة في 7 اكتوبر، لذلك، هم يتجاهلون، ولم يقتل بشر. يمكن ايضا عدم التجاهل، اذا رغبنا، والتحدث عن الهجوم هناك كـ “ضرر اعلامي”. اذا كنتم في عمق اليمين يمكنكم ايضا الاحتفال بهذا الموت، مثل يانون ميغل ونافا درومي، اللذان بالنسبة لهما الناس الذين احترقوا هم طريقة اخرى للاحتفال بعيد “لاغ بعومر”.
يجب على أحد هنا البدء بتقديم اجابة سريعة. هل الجيش هاجم بشكل متعمد منطقة يمكن أن تكون منطقة آمنة؟ الى أي مستوى كان مهم هدف الهجوم، الذي تصفيته تبرر قتل 35 شخص؟ هل ستكون عقوبة بالحد الادنى ضد الاشخاص الذين يحتفلون في الشبكات الاجتماعية بموت الاطفال؟. ربما هذه الكلمات تضيع في الحكومة. ربما أن قلوبكم اصبحت قاسية تجاه دماء المدنيين. والغضب والدماء أخذت منكم جزء اساسي مما يجعلنا من بني البشر. ولكن اذا كان هذا هو ما حدث فاسمحوا لنا بالتحدث معكم باللغة الوحيدة التي تفهمونها، لغة المصالح.
إن تفجير اطفال وقتلهم في منطقة اعتبرتموها منطقة آمنة، بعد دقيقة على مناقشة موضوعكم في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ليس هو الوصفة المؤكدة لهزيمة حماس. الامر اصبح يتعلق بوصفة ممتازة لتصفية بقايا الشرعية الدولية القليلة لاستمرار الحرب. عيناب تسينغاوغر، والدة الجندي المخطوف متان، لاحظت ذلك قبل فترة طويلة قبل جميع الجنرالات، وحذرت بأنه اذا استمرت الحرب بهذا الشكل فان العالم في نهاية المطاف سيجبرنا على وقفها دون اعادة المخطوفين. انظروا حولكم وقولوا إنها لم تكن محقة. هي محقة، ضمن امور اخرى، بالضبط لأننا نسمح بمثل هذه الهجمات في اوساط المدنيين ولا نعرف ما هي المشكلة.
عندما سيضطرنا العالم الى وقف الحرب، من خلال فرض العقوبات وعدم التزويد بالسلاح والمشنقة الاقتصادية، فان اشخاص مثل نتنياهو سيقولون لقد كنا على بعد خطوة من النصر المطلق، لكن اللاساميين في العالم لم يسمحوا لنا بذلك. عندها يجدر القول وعلى الفور: اذا كانت خططك الاستراتيجية لا تأخذ في الحسبان شرعية اسرائيل الدولية فهي لا تساوي أي شيء، هي مجرد وهم مضحك. من لا يدرك أن القتال في مخيم لاجئين مكتظ هو احتكاك محتم مع السكان المدنيين وتعريض النتائج للخطر مثلما حدث في قصف رفح، لا يجب أن يكون رئيس حكومة، لأننا وبحق كنا في هذه الحملة اكثر من مرة وكل عاقل يعرف أن السؤال ليس هل، بل متى.
لا يوجد نصر مطلق، هذا يجب أن يكون واضح. نحن في نهاية الاعتماد الدولي. نتحرك على رائحة الوقود. أي كارثة كهذه، يجب على امثال يانون ميغل ونافا درومي الذين يحتفلون حولها، تقربنا اكثر فأكثر مما توقعته سانغكاوغر – وقف القتال وما زال المخطوفين في غزة، واسرائيل ضعيفة وفقيرة أكثر ومحاطة بالاعداء.
يوجد في غزة بشر، اطفال ونساء ورجال ابرياء. يوجد في غزة ايضا مخطوفين اسرائيليين. واذا رغبنا في تحقيق شيء يشبه النصر فيجب أولا البدء في التعامل مع حياة هؤلاء بخوف مقدس. يجب اعادة المخطوفين في صفقة الآن. وتعيين لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 اكتوبر وسيرورة هذه الحرب ووقفها. وإلا فانه وبحق كل ما سنحصل عليه، بعد كل الدماء التي سفكت، هو نصر لحماس.
في هذه الاثناء يبدو أن هذا هو بالضبط ما يريده بيبي.