ترجمات عبرية

هآرتس: حان وقت وقف النار ووقف الهجمات التي تزيد غضب الإيرانيين

هآرتس 17/6/2025، يوسي بن آري: حان وقت وقف النار ووقف الهجمات التي تزيد غضب الإيرانيين 

 غبار عملية “شعب كالاسد” لم يتلاشى بعد. ولكن الان يمكن قول عدة أمور عن ما كان وعن ما يجب أن يكون. استراتيجيا، الأيام ستخبرنا اذا كان قرار الهجوم هو قرار صحيح. انا أيضا حاولت تسريع الهجوم الوقائي في ايران (“هآرتس”، 4/11/2024)، بعد ان تبين الى أي درجة ايران مكشوفة لقدرتنا الاستخبارية ولسلاح الجو الإسرائيلي. كتبت ان هذا لا يجب ان يكون فقط هجوم وقائي لإحباط اعداد ايران لعملية، بل “جميع الأهداف التي يجب مهاجمتها من اجل احباط، اذا لم يكن منع، التهديد الايراني لسنوات كثيرة قادمة”.

 لكن يجب متابعة التطورات والامل بان ما يظهر الان كحلم لن يظهر خلال أيام، أسابيع أو اشهر، بأنه كابوس. الان النتائج القاسية من ناحية المصابين والدمار في ارجاء إسرائيل، الواقع الذي لم نعرفه في السابق، تثير علامة استفهام كبيرة. عمليا، وسام كبير للجيش الإسرائيلي، على الأفكار العملياتية والتخطيطية، التمويه، الخداع، السرية، واكثر من ذلك على الأداء الرائع.

 تكتيكيا. وسام تميز خاص تستحقه منظومات الاستخبارات (أمان والموساد)، سلاح الجو ومنظومات الدفاع. خطواتهم التي ما زالت تجري سيتم تعليمها في المدارس العسكرية في العالم.

 التطلع الى الامام. دائما يجب العودة الى كلاوزوفيتش: “الحرب ليست الا استمرارية للسياسة بوسائل أخرى”. هكذا أيضا النجاح في الحرب يجب ان يترجم الى إنجازات سياسية. هذا الهدف سيكون صعب على التحقق بسبب المس الشديد بكرامة ايران. مع ذلك، رغم أنه يبدو أن “صاحب البيت قد أصيب بالجنون” ومستوى العنف امام ايران هو غير معقول، يبدو أنه في نهاية المطاف يجب التطلع الى تهدئة الساحة لفترة طويلة.

 هذا سيتم تحقيقه فقط من خلال إعادة ايران الى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة، من اجل التوصل الى اتفاق شامل. في الواقع الرئيس الأمريكي يتصرف على الاغلب بصورة غير ثابتة، ولكن منذ بداية الحدث هو يتبع استراتيجية صحيحة من ناحيته، التي نتذكرها من فترة الرئيس بيل كلينتون: دع الجروح تلتئم. هو لا يزعج “مردخاي في ضرب احشوارش”. ولكن على الأقل في هذه الاثناء لا يشارك بالفعل.

دونالد ترامب يؤمن بان الضربات التي تعرض لها خامنئي ستجعله في نهاية المطاف يبتلع السم ويعود الى النقاشات حول الاتفاق الشامل، بما في ذلك الموافقة على شروط الولايات المتحدة حول الموضوع النووي.

من المثير وبحق أن طائرات سلاح الجو تتمتع بسماء صافية فوق طهران وكل الأراضي الإيرانية السيادية، لكن توجد شوكة في خاصرتها. فهذا فقط يزيد غضب الإيرانيين والرغبة في الانتقام. لذلك، يجب عدم تركيع ايران. نحن تعلمنا بالفعل أن عنصر الكرامة هو عنصر له أهمية كبيرة في الشرق الأوسط. ومن اجل تهدئة هذا العنصر فانه يجب على المستوى الأمني العودة الى صوابه. والاقوال المبالغ فيها وغير الضرورية من قبل المتحدثين الرسميين والمسربين من المؤسسة والمحللين في وسائل الاعلام، في نهاية المطاف ستتحطم بضجة كبيرة. وحتى قبل ذلك هم فقط يرفعون مستوى الغضب والاهانة في الطرف الآخر.

لذلك، رغم الحماس، يجب على إسرائيل على الفور تخفيف النغمة وتهدئة نشاطاتها العسكرية في هذه الساحة، أي أن تفعل فقط الضروري حقا في اطار الهدف الذي تم تحديده للعملية. محظور الانجرار وراء الفرص الاستخبارية والعملياتية، أو تحت ضغط بعيد عن الموضوع. في ظل الواقع القاسي الذي نشأ الآن في البلاد فانه بالتأكيد يجب وقف هجماتنا التي ننفذها في حرب الاستنزاف التي تطورت، حيث أنه يوجد لها ثمن باهظ جدا في طرفنا. بكلمات أخرى، لقد حان الوقت لوقف النار، بما في ذلك بوساطة الدول العظمى (الولايات المتحدة وربما روسيا أيضا).

بنظرة بعيدة المدى فان التحدي الحقيقي يقف امام الولايات المتحدة. من اجل إعادة خامنئي الى طاولة المفاوضات في سلطنة عمان أو روما، في الطريق الى التوصل الى اتفاق شامل، فان ترامب يجب عليه أن يكون مستعد لتقديم تنازلات، مثل السماح لإيران تحت رقابة مشددة بنشاطات بمستوى معين في المجال النووي، أي تخصيب بمستوى لا ينزلق الى انتاج إمكانية نووية  عسكرية كامنة، وهكذا أيضا بخصوص أي عمل آخر في هذا المجال، وبالتاكيد أي محاولة للدفع قدما بمنظومة السلاح. هذا التنازل هو امر يقتضيه الواقع، حيث أن الزعامة الإيرانية ترى في الحفاظ على قدرتها في المجال النووي (المدني كما يبدو) عامل سيادة رئيسي.

 إضافة الى ذلك سيتعين على ترامب تخفيف بدرجة معينة العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، التي تخنق الشعب تحت قيودها. يجب الامل بأنه لن يسمح بتسهيلات في المجالات التي يمكن ان تكون لها علاقة بالمجال النووي. ولكن توجد مجالات أخرى، مثل المجال الاقتصادي، العقوبات الشخصية على بعض الزعماء، التي من خلالها يمكن مد اليد للسكان والذهاب بدرجة معينة نحو ايران.

 فقط هكذا توجد احتمالية لاعادة ايران الى طاولة المفاوضات في طريق التوصل الى اتفاق، ونتيجة لذلك الوصول الى الهدف الاسمى لإسرائيل، سواء تم تحديده في اطار عملية “شعب كالاسد” أو في اطار ما يقتضيه المنطق.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى