هآرتس: جبل جليد ضخم يقترب
هآرتس 23/9/2024، اسحق بريك: جبل جليد ضخم يقترب
في الوقت الذي يحتفل فيه العلمانيون هم لا يلاحظون جبل الجليد الضخم الذي يقترب من سفينتنا، التي تبحر في بحر عاصف، وبعد قليل ستتحطم على ضلع هذا الجبل. يصعب التصديق الى أي درجة هم ساذجون وقصيرو النظر، وكم أنه من السهل على المستوى السياسي والامني، اللذان يقودان الدولة الى الضياع، نثر الرماد في عيونهم.
لا يوجد من يمكن التحدث معه. تبلد الاحساس سيطر على كثيرين، وهم لا يرفعون رؤوسهم لرؤية ما يوجد حولهم وفهم وفحص ما الذي تغير ولماذا. على رأس الدولة تقف قيادة امنية وسياسية مهووسة، انزلت علينا كارثة 7 تشرين الاول، وهي لا تستثني أي خدعة أو حيلة كي تبقى وتتمسك بكرسي السلطة. ورغم النجاح التكتيكي امام حزب الله إلا أن الوضع الاستراتيجي لدينا يتدهور بوتيرة سريعة في كل مجالات الحياة: الامن، الاقتصاد، العلاقات الدولية، المناعة الاجتماعية، التعليم والصحة.
نحن لم نحقق أي هدف من الاهداف التي وضعناها لانفسنا في بداية الحرب: القضاء على حماس وتحرير المخطوفين. عمليا، ليس لدينا أي هدف آخر للحرب لأن بنيامين نتنياهو قرر محاربة كل العالم العربي المعادي لنا. هذه حرب بدون اتجاه أو اهداف أو جدوى، وبدون قدرة على الانتصار فيها، باستثناء التدمير الذاتي الذي نتسبب به لانفسنا ازاء عدم القدرة على الخروج من هذا المضيق. ايضا بعد النجاح التكتيكي في تفجير البيجرات لحزب الله وقتل قيادته العليا فان نيران صواريخه تستمر بلا توقف. نحن ننتشر مع جيش بري صغير بين الشمال والجنوب، ونقف بعجز حيث أمام ناظرينا يتم تدمير دولتنا. هذه هي نظرية “اموت مع الفلسطينيين”. مقاربة من هو مستعد لضرب الاعداء وقتلهم مع المعرفة بأنه بذلك هو نفسه سيُقتل. هناك شعارات يتم اطلاقها في الهواء في قنوات الاعلام، وتتم تغذيتها باكاذيب المستوى السياسي والمستوى الامني، التي تريد التغطية على الفشل امام حماس عن طريق استعراض عبثي للانتصار على حزب الله.
اذا واصلنا هذا النهج فلن نكون هنا. الطريقة الوحيدة التي بقيت لنا هي التوصل الى اتفاق واطلاق سراح والمخطوفين ووقف القتال. كل ذلك على أمل أن يوقف حزب الله ايضا اطلاق النار. هذا الوضع سيمكن من استبدال القيادة العسكرية والسياسية بالانتخابات والانطلاق الى طريق جديدة. وطالما أن نتنياهو ومقاولي التنفيذ لديه، يوآف غالنت وهرتسي هليفي، يستمران في تولي منصبيهما فلن يكون نهوض لشعب اسرائيل.