ترجمات عبرية

هآرتس / ثمن التحريض

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 27/8/2018

لقد كان الاعتداء على الشبان الثلاثة من سكان شفاعمرو في الشاطيء في كريات حاييم هو نتيجة مباشرة لالة التحريض اليمينية التي تعمل بكامل قوتها في ظل حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فقول أحد المعتدين “أيها العرب، لا يجب أن تأتوا الى هنا، اذهبوا الى اماكنكم”، هو تنفيذ لروح قانون القومية، درة التاج في التمييز القومي المتطرف.  

لا عجب في ان أحدا من كبار مسؤولي الحكومة لم يتكبد عناء شجب الاعتداء. فنتنياهو ووزراؤه يفضلون الانشغال بالاعتبارات الانتخابية الضيقة وليس في تطوير دولة سليمة النظام، آمنة وديمقراطية، يشعر الاقليات فيها ايضا وكأنهم في وطنهم.

يسمح الحكم بحل اللجام العام تجاه كل من لا يستقيم في الخط مع عقيدة الاحتلال والتمييز. فقد اعتدي أول أمس على نشطاء تعايش ايضا على ايدي مستوطنين من البؤرة غير القانونية متسبيه يئير. وعلى حد قول النشطاء، فقد اعتدى عليهم نحو 10 حتى 20 مستوطن على مدى نحو 20 دقيقة، ركلوهم، ضربوهم و “ببساطة طيرونا” في المنزلق على الارض البور. اما الجنود في المكان وان لم يكونوا أطاعوا مطالب المستوطنين في ابعاد النشطاء، الا انهم لم ينجحوا في معاونة نشطاء المنظمة.

لقد نبع اهمال الجيش من معرفة من هو السيد في الميدان، الذي يقرر ويوجد فوق القانون. فهناك عدد لا يحصى من اعمال التنكيل العنيفة من مواطنين اسرائيليين يهود في الضفة الغربية بحق الفلسطينيين، نمط حياتهم وممتلكاتهم، واحيانا بحق نشطاء اليسار، تنتهي بلا شيء – بلا تحقيق، او باغلاق الملفات لدى الشرطة. ولا يمكن للجنود أن يمنعوا العنف لمعرفتهم انه لا اسناد ومصادقة لهم من فوق – لا من الجيش، لا من الحكومة، ولا من الشرطة – في صد المستوطنين.

من الصعب اتهام الجنود بعدم منع مثل هذه الجريمة، في الوقت الذي يصف فيه عضو في ائتلاف نتنياهو، بتسليئيل سموتريتش، نشطاء تعايش بالذات كـ “استفزازيين عنيفين يخرجون كل سبت من البيت ويسافرون كيلو مترات عديدة كي يشجعوا ويتعاونوا مع المشاغبين والمتجاوزين للحدود من العرب ممن يمسون بالاستيطان بعنف وبتعريض للحياة للخطر. معقول الافتراض انهم اصيبوا في اطار عنفهم أنفسهم وهم يفترون على المستوطنين، الذين في أسوأ الحالات يكونوا قد دافعوا عن انفسهم ضد المشاغبين والغزاة”.

لقد درج على اعتبار سموتريتش كرمز يميني متطرف “هاذ”، ولكن هو بالذات يعبر بوضوح وبلا التواءات عن التيار العميق الذي تحت الحكومة. تيار عميق يهودي قومي متطرف، يكره العرب ويميز ضدهم، يحصل بشكل ثابت على تعبير دستوري وتصريحي، وفي نهاية المطاف يتسلل الى الميدان. ان الحكومة تجعل اسرائيل دولة أبرتهايد عنيفة، تكره الاقليات، ومشكوك ان تكون ديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى