هآرتس: تومر يروشالمي ستحاكم وتسجن لكن الائتلاف الحاكم لن يحاسب
 هآرتس 3/11/2025، يوسي فيرتر: تومر يروشالمي ستحاكم وتسجن لكن الائتلاف الحاكم لن يحاسب
48 ساعة من التهجم الإعلامي، بعضه (بفضل المذيعين والمعلقين الذين يشوهون سمعة كبار المسؤولين القضائيين باستمرار) ويشبه الإعدام خارج نطاق القانون، توجت بمأساة إنسانية انتهت بتنفس الصعداء. لقد تم العثور على المدعية العسكرية العامة، الجنرال يفعات تومر يروشالمي على قيد الحياة بعد ساعات على اختفائها.
لكن حتى في الساعات التي كان فيها “خوف كبير على حياتها”، العصابة الموجودة في السلطة لم تنجح – ربما حتى لم تحاول – في اظهار أي ضبط للنفس. وكما هي الحال مع اسماك القرش التي يجب ان تتحرك للبقاء على قيد الحياة، هكذا يجب أن تكون حملة الصيد التي يقومون بشنها ضد رؤساء المنظومة، وعلى رأسهم المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا.
في خضم كل هذه القذارة البشرية التي يحيط بها نتنياهو نفسه، يبرز المتحدث باسم حزب الليكود غاي ليفي، بصورة سلبية. في الوقت الذي تواصل فيه البحث عن المدعية العامة اتهمها ليفي بالمسؤولية عما حدث لها، وطالب باعتقالها والتحقيق معها “الليلة”، ايضا هاجمت عضوة الكنيست تالي غوتلب المدعية تومر يروشالمي باسلوبها الدنيء. ولكنهما مجرد اعشاب ضارة تنمو وتتغذى على اصيص بنيامين ويئير نتنياهو السام. في بداية اجتماع الحكومة صباح امس القى نتنياهو كلمة، وهذا ما قاله رئيس وزراء 7 أكتوبر، الشخص الذي شجع الوزراء، وما زال، على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة منذ اكثر من سنتين: “الحادث في سديه تيمان… ربما يكون اكثر هجوم دعائي منذ قيام الدولة”.
ليست الدعوات المتواترة للوزراء بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير واوريت ستروك، أعضاء الكابنت السياسي الأمني للتطهير العرقي في غزة والسيطرة اليهودية على القطاع، وليس القنبلة النووية لعميحاي الياهو، وليس “يجب حرق غزة” التي اطلقها نسيم فاتوري، وليس المؤتمرات المجنونة التي تدعو الى استيطان القطاع، وليس الجرائم التي ارتكبت في قاعدة سديه تيمان والقتل الجماعي للأطفال في القطاع.
كل ذلك بالطبع هو مجرد موجة عابرة وجدت نفسها بسبب “معاداة السامية” كنجمة تلمع في لاهاي، لكنهم يتقزمون مقارنة بالفيديو الذي يزعم انه يوثق انتهاكات داعشية لجنود الجيش الإسرائيلي ضد معتقل فلسطيني. لا جدال في ذلك: التسريب خطير والاكاذيب الموجهة لمحكمة العدل العليا ووزير الدفاع ورئيس الأركان اكثر خطرا بسبعة اضعاف. هذا انهيار شامل للأنظمة. ولكن الصدمة والغضب الشديد، والزبد على افواه العصابة الاجرامية التي تدافع بشراسة عن المشتبه فيهم والمتهمين في قضية قطر غيت وصحيفة بيلد وأ. من الشباك، هي قمة النفاق. فجأة أصبحت الإدارة السليمة تسري في شرايينهم، والسلوك الرسمي هو جزء من انفسهم، والتسريب؟! هو سطو وتدمير.
ما كشف حتى الان في النيابة العسكرية هو تهديد وامر فظيع – لكنه لا يقترب من كواحل قضية قطر غيت، التي ورطت امن الدولة وتقترب من التجسس. وزراء الليكود، الذين هم ارانب مقنعين بقناع الزعماء، لا ينبسون ببنت شفة. هم يسيرون مع الفساد والعفن، وتنقصهم القدرة على اسماع كلمة انتقاد.
وزير الدفاع يسرائيل كاتس سبق نتنياهو عندما اعلن ان لائحة الاتهام ضد الجنود في قضية التنكيل في سديه تيمان هي “افتراء”. لقد حاكمهم وبرأهم (رغم وجود ادلة دامغة). وبكلامه الفارغ سمم وادان المدعية العسكرية العامة التي فعلت ما كان يتوقع منها، فتحت تحقيق ضد المشتبه فيهم وقدمتهم للعدالة. وبالطبع ياريف لفين، مشرعن الفساد والمحرض المناوب والمفتري على المنظومة، سبق وصرح بان المستشارة القانونية للحكومة ممنوعة من التحقيق مع المدعية العسكرية وكبار المسؤولين في مكتبها لانها متورطة. فهي أيضا من بين الفاسدين. اذا كان هناك افتراء في إسرائيل فهو ما تمر به غالي بهراف ميارا التي تظهر الصمود والشجاعة النادرة.
من المرجح ان تحاكم تومر يروشالمي. وقد ينتهي بها المطاف في السجن. وتفقد رتبتها ورخصة مزاولة مهنة المحاماة. ما تفكر فيه لا يصدق. لقد تركت رسالة لعائلتها واختفت لساعات، وهي تعاني من العذاب والالم. لكن التحالف الخبيث الذي يحكم إسرائيل برئاسة نتنياهو ومجموعة من الوزراء الكهانيين والفاشيين، المسؤولين عن مذبحة 7 أكتوبر، لم يظهروا أي ندم أو حساب للنفس أو ألم حقيقي. هم سيواصلون إيذاء المجتمع الإسرائيلي واضعافه وتقسيمه وتحريضه وفقا لرؤية “التعافي وتوحيد القلوب”، الذي أشار اليه رئيس الحكومة في الكنيست.
دائما ستكون لهم شكما بارسلر بالمرصاد. لقد غردت امس: “الذين حرضوا ضد رابين حصلوا على السيطرة على الشرطة”، وعلى الفور تقرر فتح تحقيق ضدها. على ماذا بالضبط؟ ايتمار بن غفير حرض، والآن هو وزير الامن الوطني. لقد قالت شكما الحقيقة. هي فقط سارعت بدرجة كبيرة الى تابين المدعية العامة العسكرية بتغريدتها. حول ذلك يقولون عندنا “نتمنى لك حياة طويلة”.
 
 


