هآرتس: توجهوا الى الحكومة بلغتها: القوة
هآرتس افتتاحية 3/9/2024: توجهوا الى الحكومة بلغتها: القوة
الاحتجاج المدني الذي نشب من جديد في اعقاب اعدام ستة مخطوفين على أيدي حماس هو الامل الوحيد للمخطوفين المتبقين للنجاة من مصير مشابه. السبيل الوحيد لاعادة مخطوفين أحياء هو من خلال صفقة. هذا ليس سهلا، لكن لا بديل. المشكلة هي ان المسار السياسي عالق وليس فقط بسبب حماس. التوقيع على الصفقة ليس في رأس اهتمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. الحكومة ورئيسها لهم حسابات سياسية نتائجها تقول لهم ان الصفقة غير مجدية لهم سياسيا.
هكذا يفكر أيضا رئيس الولايات المتحدة جو بايدن. على حد قوله، “نحو قريبون جدا من اتفاق نهائي لتحرير المخطوفين”، لكن عندما سُئل اذا كان برأيه نتنياهو يفعل ما يكفي كي يحقق مثل هذا الاتفاق أجاب: “لا”. بايدن يعبر عن الإحساس إياه الذي لدى الجمهور في الشوارع. والدرس في الجغرافيا الذي قدمه نتنياهو أمس بالبث الحي والمباشر عزز فقط الفهم بان رئيس الوزراء ليس في الطريق الى الصفقة. فقد أوضح بان محور فيلادلفيا اهم من حياة المخطوفين.
عندما لا يستطيع الجيش إعادة المخطوفين احياء والحكومة ليست مستعدة لان تعيدهم احياء من خلال صفقة، فان الامكانية الوحيدة المتبقية للمواطنين هي العمل على تغيير إرادة نتنياهو. مهمة الجمهور هي الحديث الى عصبة الشكاكين التهكميين التي تتشكل منها لشدة العار حكومة إسرائيل، باللغة الوحيدة التي يفهمونها: القوة. على الجمهور ان يوضح لهم الثمن السياسي الباهظ الذي سيدفعونه اذا واصلوا السماح بإعدام المخطوفين الواحد تلو اخر.
الاحتجاج يجب أن يتواصل ويتعزز، يوما بعد يوم الى أن لا يبقى مفر امام الحكومة من التوقيع على الصفقة. الجموع التي تظاهرت ضد الانقلاب النظامي تخشىى من العودة الى الشوارع. ثمة من يقولون لها ان الاحتجاج “يرفع ثمن المخطوفين”، وعليه فبالذات من يؤيد الصفقة من الأفضل له أن يبقى في البيت ويتظاهر امام التلفزيون. غير أن هذه “النصيحة” تتجاهل ان السبيل الوحيد لتخفيض ثمن حياة الانسان هو تخفيض قيمتها. وهذا بالضبط ما تفعله هذه الحكومة.
لقد تجدد الاحتجاج ردا على بخس حياة الانسان تحت هذه الحكومة. فقد تجدد لان السبيل الوحيد للحفاظ على قيمة حياة الانسان في إسرائيل هي ان نكون مستعدين لان ندفع اثمانا مقابلها.
محظور الوقوع في احابيل نتنياهو وحكومته ومواصلة ترك المخطوفين لمصيرهم بسبب محور فيلادلفيا. وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي اوضحا بان لا مانع امنيا للتوقيع على صفقة. على الجمهور ان يواصل التظاهر من اجل وقف الحرب وصفقة مخطوفين، وينبغي الامل في أن ينضم القطاع التجاري، رؤساء السلطات وكل من توجد في يده قوة للتأثير الى أن تفهم الحكومة بان لا تفويض جماهيري لها لمواصلة ترك المخطوفين لمصيرهم.