ترجمات عبرية

هآرتس: توجد فقط طريقة واحدة للاستجابة لمذكرات الاعتقال

هآرتس 22/5/2024، الوف بن: توجد فقط طريقة واحدة للاستجابة لمذكرات الاعتقال

مساء أمس، بعد بضع ساعات على بيان المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، كريم خان، الذي طلب اصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزير الدفاع للاشتباه بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، قمت بتصفح مادة نتنياهو في “ويكيبيديا”. وقد جذب انتباهي معرفة ما الذي سيعرفه سكان العالم الذين سيهتمون بزعيم اسرائيل من هذا الموقع الاكثر أهمية. “حكومة نتنياهو تم اتهامها بالابادة الجماعية”، كتب هناك. وبعد ذلك تم ذكر طلب اصدار مذكرة اعتقال ضده “كجزء من تحقيقات المحكمة حول فلسطين”.

نتنياهو بالتأكيد كان سيقوم بصياغة هذه المادة عن نفسه بصورة مختلفة. فقد كان سيكتب “في ايار 2024 نتنياهو كان ضحية هجوم لاسامي للمدعي العام”، اضافة الى الهجوم على المحكمة التي تساعد ارهاب حماس. ولكن هذه الرسائل يتم بثها وتجد الصدى فقط في اسرائيل. خارج مطار بن غوريون القصة مختلفة. فهناك عدد من مجرمي الحرب الذين يتجولون بحرية في العالم مثل فلادمير بوتين وعمر البشير ويحيى السنوار وبنيامين نتنياهو ويوآف غالنت. هذه ليست القائمة التي اراد نتنياهو أن يتم ضمه فيها. ولن تساعده أي “دعاية” أو أي تهديد للمحكمة من اجل شطبه منها. هكذا سيتم ذكره من الآن فصاعدا في العالم. 

نتنياهو يحظى بالتأكيد بدعم كبير من الـ 106 اعضاء، وحتى من خصمه الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي لا يريد الظهور كشريك في جرائم قادة اسرائيل. محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تم اعدادها لمحاكمة المجرمين وليس محاكمة الدول. ونتنياهو يحاول الادعاء بأن كل دولة اسرائيل تجلس على كرسي المتهمين، ليس فقط هو وغالنت، بيبي والمناويء لبيبي. 

في هذه الاثناء لمح رجل القانون البيبي، البروفيسور يوفال البشان، الى خط دفاع نتنياهو. القاء التهمة على الجيش، على شكل تهربه من المسؤولية عن هجوم حماس على اسرائيل ومذبحة 7 اكتوبر. في المقال الذي نشره في “يديعوت احرونوت” تساءل البشان “كيف يتم اتهام قادة الدولة بجرائم حرب في حين أن قادة الجيش الاسرائيلي، الذين ينفذون، لا يتم اتهامهم، خلافا لنظرائهم في حماس؟”. يوجد لالبشان اجابة على ذلك وهي أن هذا لا يتعلق بالعدالة، بل بالنخبة الامنية والسلاح في واشنطن. حسب قوله. بالنسبة للبيبيين نتنياهو دائما سيكون ضحية النخبة، التي في هذه المرة قامت بترتيب أمر اعتقال لمحمد ضيف وغض النظر عن هرتسي هليفي. 

من مواد لائحة الاتهام التي تم تفصيلها في طلب اصدار مذكرات الاعتقال، يتبين أن اسرائيل فشلت بالكامل في الحرب في غزة. واذا قامت حقا بارتكاب جرائم كما تولد الانطباع لدى المدعي العام، أي إذا قامت بشكل متعمد بتجويع سكان غزة وقتل المدنيين حتى بطرق متطرفة تصل الى مستوى جرائم ضد الانسانية، لم تنجح في هزيمة حماس. هنا يوجد شيء نتن. وكل تصريحات الحكومة والجيش عن اهداف الحرب وطريقة العمل كانت مجموعة اكاذيب غطت على حملة انتقام وحشية وعديمة الجدوى.

هنا توجد طريقة ناجعة واحدة للاستجابة الى طلب الاعتقال الذي سيقدمه كريم خان. فبدلا من الصراخ بـ “لاسامية” و”نازيين” يجب فحص بشكل موضوعي ادعاءاته. تشكيل لجنة تحقيق رسمية تفحص اذا كان بالفعل تجويع متعمد لسكان قطاع غزة، واذا كان الجيش الاسرائيلي قد هاجم المدنيين في غزة وقام بقتلهم بشكل متعمد. الاعضاء في هذه اللجنة يمكن أن يكونوا قاض وخبير في التغذية وضابط سابق. هكذا فقط ستنفذ اسرائيل مبدأ “المكملات”، وتجعل تحقيق المحكمة الدولية ومذكرات الاعتقال أمر لا لزوم له، وايضا أن تعطي الجمهور في اسرائيل الجواب على السؤال الاكثر اقلاقا وهو هل الدولة يقودها شخص مجرم ضد الانسانية؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى