هآرتس: تهرب نتنياهو من الصفقة قد يؤدي الى انفجار مع غالنت والرحلة الى أمريكا ستكون خط الفصل
هآرتس 17/7/2024، رفيت هيخت: تهرب نتنياهو من الصفقة قد يؤدي الى انفجار مع غالنت والرحلة الى أمريكا ستكون خط الفصل
الشرخ بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت لا يتوسع. فهو شرخ جوهري وواسع بما فيه الكفاية. وقد وصل الى الذروة على خلفية المفاوضات حول صفقة التبادل. مع ذلك، يمكن ملاحظة في العلاقة بينهما ما يسمى بالمصطلحات العسكرية “تدهور الوسائل”، أي التصعيد في اساليب العمل وقوة الهجمات المتبادلة. مثل كبار جهاز الامن الآخرين فان غالنت يؤمن بأنه قد حانت اللحظة الحاسمة لتنفيذ صفقة التبادل، وأن تأجيل نتنياهو المتكرر لها، الذي يتم التعبير عنه الآن في التقليص الجذري لتواجد الجيش الاسرائيلي في محور فيلادلفيا ومحور نيتساريم، ينبع من اعتبارات سياسية. جهات تشارك في خطة نتنياهو للصفقة مع حماس، التي تمت صياغتها في نهاية شهر أيار والتي تعرف ايضا باسم “خطة بايدن”، قالت إنه خلافا لاقوال نتنياهو بأنه لم يغير أي شيء فيها، فان السيطرة على محور فيلادلفيا ومحور نيتساريم لم تظهر فيها، وبالاساس موضوع فحص السكان الذين سيعودون الى شمال القطاع. صحيح أنه ظهر في الخطة المطالبة باعادة المدنيين فقط (باستثناء أي مخرب لحماس) الى شمال القطاع، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من المناطق المأهولة (في نهاية الصفقة الانسحاب الكامل من القطاع).
جهاز الامن اقترح الحلول للصعوبات الامنية التي ستطرح نتيجة الانسحاب من محور نيتساريم والانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا. رفض هذه الحلول وتضخيم القضايا يثير الشكوك في محاولة رئيس الحكومة افشال الصفقة أو على الاقل تأجيلها، حسب رأي مصادر في جهاز الامن، الى حين يفهم نتنياهو وضع الائتلاف وكيف يمكنه الحفاظ عليه. بالمناسبة، ايضا في الجناح الاكثر يمينية في الائتلاف يعتقدون أن سياسة نتنياهو هي خدعة اخرى لنتنياهو، خطيرة جدا حسب رأيهم، من اجل كسب الوقت والوصول الى افشال الصفقة.
بعض المصادر تقدر بأنه اذا قام نتنياهو بافشال الصفقة فان غالنت سيخرج مرة اخرى امام الجمهور، كما كشف في شهر ايار نية نتنياهو الزحف نحو الحكم العسكري في غزة لارضاء شركائه في الائتلاف، وحذر من ذلك.
الموقف الحازم لغالنت في صالح الصفقة بالتأكيد يقلق نتنياهو، غير الواثق بأنه توجد له شرعية جماهيرية لاقالة وزير الدفاع. على هذه الخلفية يمكن تفسير دعوات اعضاء الائتلاف لاقالة غالنت من منصبه. بكلمات اخرى (هناك جهات في المستوى السياسي تقدر بأن مصدر هذه الدعوات هو مكتب رئيس الحكومة).
سفر نتنياهو الى الولايات المتحدة في الاسبوع القادم الذي سيشمل لقاء مع الرئيس الامريكي والقاء خطاب في الكونغرس، هو نوع من مفترق الطرق المهم بخصوص ما سيأتي بعده. هل توجه نتنياهو هو نحو الصفقة والاعتدال، حتى بثمن حل الحكومة، أو أن توجهه هو نحو الانعطاف بشكل حاد نحو اليمين، الذي يمكن أن يشمل خطوات صادمة مثل اقالة غالنت والمستشارة القانونية للحكومة أو اجازة قانون تجنيد هش لصالح الحريديين.
في المعارضة يقدرون بأنه في الحالتين نتنياهو هو الذي سيقود حل الكنيست في تشرين الثاني القادم، على فرض أنه في جميع الحالات هو لن ينجح في تمرير الميزانية في هذه الحكومة. دلائل على هذا الافتراض يمكن ايجادها في الانشغال الضئيل في بلورة الميزانية وشلل الائتلاف وخيبة الامل الواضحة لآريه درعي وغضبه من وزير الامن الوطني، ايتمار بن غفير، الذي تم تجميده في اعقاب وفاة شقيق درعي.
هذه التقديرات تظهر كتقديرات متفائلة زيادة عن اللزوم. ويمكن اضافة الى التضخيم مدار الحديث في قضية محور فيلادلفيا ومحور نيتساريم، الذي يعتبر موضوع للتهديد بانسحاب جناح ستروك، ونقطة الخلاف لتفجير المفاوضات حول الصفقة، يمكن اضافة شهادات عن نشاطات نتنياهو الوحيدة منذ بداية الحرب، التمسك بالمقاعد الـ 64 مقعد.
المنصب مسجل على اسمهما في الطابو
رغم الطلب الكبير في الاستطلاعات، إلا أن تشكيل حزب اليمين الموحد الذي يمكن أن يكون البديل الساحق لنتنياهو وائتلاف الفشل، آخذ في الابتعاد. يوسي كوهين الذي كان يمكنه أن يكون أحد اللاعبين البارزين، الذي هو عمليا العامل الوحيد في الاستطلاعات الذي ينقل الاصوات من كتلة الى اخرى، اعلن بأنه لن يتنافس في هذه المرة (هناك جهات تقدر بأنه الى جانب التآكل في الاستطلاعات، ايضا تقرير لجنة التحقيق في قضية الغواصات لم يضف أي شيء لمجمل الاعتبارات). الاثنان اللذان يتنافسان على رئاسة الحزب، نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان، سيلتقيان اليوم للدفع قدما بهذه الخطوة، لكن التوقعات ضئيلة.
الاثنان يبثان كما يبدو التفاؤل في موضوع الاتحاد، لأن وضعهما كرئيسين محتملين للحزب الحاكم المتخيل، يساعدهما. ولكن حسب جهات كثيرة فان مسألة حسم الرئاسة ليست قريبة من الحل. فهما يعتبران انفسهما رؤساء حكومة في المستقبل. فحسب رأيهما هذا المنصب مسجل على اسمهما في الطابو.
حتى قبل ولادته فان حزب اليمين بدأ يستوعب المشكلات في الكتلة المعارضة لنتنياهو وحكومته، وهو لا ينجح في ترجمة افضليته الجماهيرية والمنطقية الى نتائج عملية.