ترجمات عبرية

هآرتس: تنكيل، اعتداء واتلاف محاصيل المستوطنون يشكلون المشهد في ظل الحرب

هآرتس 27/6/2024، تسفرير رينات: تنكيل، اعتداء واتلاف محاصيل المستوطنون يشكلون المشهد في ظل الحرب

وزراء المعسكر الديني الوطني في الحكومة لا يتوقفون عن العمل من اجل ضم فعليا مناطق الضفة الغربية. وفقا لافضل تقاليد المستوطنين فان النشاطات على الارض تسبقهم، بجدية ومن خلال استخدام العنف هم يقومون بضم المشهد الطبيعي الذي كان يوجد حتى وقت قريب بفضل الرعاة الفلسطينيين. هذه جهود متواصلة استهدفت ابعاد الفلسطينيين، وفي المقابل، تصنيف السارقين كمن يشكلون المشهد الزراعي والتراث الثقافي الذي تطور في هذه المناطق على مر الاجيال.

منذ سنوات والمستوطنون يسيطرون على ينابيع المياه ويحولونها الى مواقع سياحية. الهدف هو دمجها في الاطار القروي للمستوطنات في محيطها. وجود الفلسطينيين في هذه الاماكن اصبح أمر غير مرغوب فيه، وهم يجدون انفسهم مقطوعين عن مصادر مياه الشرب والري، التي هي المكونات الاساسية في الثقافة الزراعية المحلية. في غور الاردن وجنوب جبل الخليل ظهرت مؤخرا عشرات المزارع المنعزلة، التي اصحابها يسيطرون على مناطق الرعي التي يستخدمها الفلسطينيون. هذه المزارع تحصل على الدعم والتأييد من الحكومة. واثبات هذا الوضع ظهر في الفيلم الذي وثق قبل بضعة اشهر في جنوب جبل الخليل، الذي يظهر فيه اثنان من المستوطنين وهما يمنعان الفلسطينيين من الدخول الى منطقة للرعي ولا يقيمون اي وزن لادعاءاتهم بأن لهم الحق الكامل في الدخول اليها. وكعادة جمهور المستوطنين فوق التلال فان احدهم كان ملثم.

الى جانب الرعي تجري نشاطات اخرى من اجل الاستيلاء على المشهد الزراعي، من بينها الكروم، والتسبب بضرر كبير للمشهد اثناء الاعمال لتسوية الارض. 

وضع تجمع الرعاة الفلسطينيين في منطقة سوسيا في جنوب جبل الخليل يقف في مركز مقال نشر مؤخرا في مجلة “قضاء وحكم” الذي كتبته المحامية قمر مشرقي اسعد، التي تعمل في حقوق الانسان. في جنوب جبل الخليل يوجد رعي خلال سنوات كثيرة يقوم على استخدام اراض غير خاصة الذي ينطوي على الاعراف المحلية. الحديث يدور عن تنظيم قطري وتعاون بين الرعاة، الى جانب الاراضي التي تمت فيها زراعة محاصيل مختلفة والرعي يكون فيها فقط بعد الحصاد. احيانا كانت مشكلات للرعي الجائر، الذي يضر بغطاء النباتات الطبيعية، لكن يمكن تسوية ذلك من خلال تخطيط متفق عليه لحجم الرعي.

هذا الواقع تغير بعد الاحتلال. اراضي في المنطقة تم الاعلان عنها من قبل الحكومة كاراضي دولة، وهكذا تم السماح باقامة المستوطنات. بقوة هذا الاعلان اعطي لعدد من المستوطنين اذن للرعي في اراضي الدولة. “توطين المستوطنين في المنطقة أدى الى عمليات التنكيل والاعتداء على الرعاة وقطعانهم وتخريب محاصيل الفلسطينيين بواسطة رعي المستوطنين داخل اراضيهم، ومنع وصولهم الى المراعي وآبار المياه، وفي بعض الحالات حتى طردهم من بيوتهم”، كتب في المقال. “ضد هذه النشاطات لم يتم تطبيق القانون، أو تم تطبيقه بشكل جزئي فقط”.

العنف ضد تجمعات الرعاة ازداد في فترة الحرب. هذا الواقع تم فحصه مؤخرا في المحكمة العليا في اعقاب التماسات قدمها فلسطينيون في جنوب جبل الخليل. في هذه الالتماسات طلبوا بأن تأمر المحكمة الدولة بتطبيق القانون على المعتدين عليهم والعمل على أن يتمكن السكان الذين تم طردهم بالعنف من العودة الى بيوتهم. في الامر المشروط الذي نشرته المحكمة قبل ثلاثة اشهر في أحد الالتماسات، أمرت المحكمة ممثلو الدولة بشرح لماذا لا يسمحون لسكان قرى فلسطينية بالوصول الى اراضيهم. ايضا طلب من الدولة شرح بالتفصيل خطواتها لمنع مصادرة وتخريب غير قانوني لمعدات زراعية وحيوانات أو محاصيل لسكان القرى.

الامر الذي يتناول الالتماس الثاني صدر في الشهر الماضي، الذي طلبت فيه المحكمة من الدولة تقديم بالتفصيل عدد لوائح الاتهام بسبب الجريمة القومية لاسرائيليين قدمت حتى الآن في نطاق اللواء العسكري الذي يعمل في المنطقة. ايضا طلب من الشرطة، التي اعتبر مؤخرا مفتشها العام كوبي شبتاي، أحد افضل الاشخاص في العالم، أن تشرح لماذا لا تصل تقريبا الى المنطقة من اجل جمع الادلة بعد حصولها على شكاوى عن اعتداءات المستوطنين.

المستوطنون يواصلون في هذه الاثناء البحث والتحقيق في المشهد الذي يسيطرون عليه. ايضا هذه النشاطات تتم بمساعدة من الحكومة لجهات مثل وزارة حماية البيئة. قبل سنة ونصف نشر المجلس الاقليمي جبل الخليل، الذي يشمل عدد من المستوطنات والمزارع، بأنه تم مسح “البنى التحتية الطبيعية” الذي شارك فيه علماء للبيئة. نتائجه تدل على الاسهام المهم لفلاحة الاراضي السائدة في الزراعة التقليدية الفلسطينية. من قاموا بعملية المسح يسمون الموقع الذي وجد فيه التركيز الاعلى للنباتات البرية “وادي الواقع النباتي”. غنى الانواع يتعلق حسب قولهم بالزراعة التقليدية في المناطق التي تمت فلاحتها خلال سنوات بدون استخدام المبيدات والاسمدة والحراثة السطحية بوسائل يدوية وبواسطة الحيوانات. هكذا نشأت ظروف لمنع الانجراف وتطور نباتات برية نادرة.

المسح لا يشير الى أنه في السنوات الاخيرة المزارعون الفلسطينيون أصبحوا نادرين في المنطقة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى