هآرتس: تفجير أجهزة الاتصال حطم قوة ردع حزب الله لإسرائيل
هآرتس 19/9/2024، جاكي خوري: تفجير أجهزة الاتصال حطم قوة ردع حزب الله لإسرائيل
حرب التكنولوجيا بين اسرائيل وحزب الله، وبين اسرائيل ومن يوفرون القدرات لحزب الله، وعلى رأسهم ايران، لم تبدأ في الاشهر الاخيرة. حزب الله يناضل منذ سنوات من اجل منع اختراق شبكات اتصاله. وقد نشر الحزب اكثر من مرة عن اعتقال خبراء في الاتصالات والسايبر، الذين تم اتهامهم بالعمل، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مع اسرائيل. أو عن اكتشاف اجهزة تنصت تم اخفاءها في الدولة.
في المعركة الحالية اهتم حزب الله باظهار توثيق هجماته على ابراج الاتصال الاسرائيلية على طول الحدود، وقام بنشر صور جوية للمسيرات التي وثقت منشآت استراتيجية توجد في عمق اسرائيل وضربات دقيقة لاهداف عسكرية، رغم أنه من غير المؤكد أن هذا الامر ساعد التنظيم استراتيجيا. على الصعيد المعنوي التوثيقات منحت التأييد لحزب الله في اوساط الرأي العام في لبنان وفي اجزاء في العالم العربي. مع ذلك، قادة حزب الله عرفوا دائما بأن اسرائيل لن تتوقف وحذروا باستمرار اعضاء الحزب من محاولة اسرائيل المس بالبنى التحتية لاتصالات حزب الله واستخدام قدرتها التكنولوجية لجمع المعلومات. الفيلم الذي برز مؤخرا في الشبكات الاجتماعية في لبنان وفي العالم العربي كان مقطع لخطاب حسن نصر الله في شباط الماضي الذي حذر فيه بشكل صريح من قدرة اسرائيل على اختراق الهواتف المحمولة. “أنا ليس لدي هاتف محمول، لكن من يوجد لديه هاتف محمول فأنا أقول له، للمرة المئة، بالاساس للاشخاص في جنوب لبنان، تخلصوا منه. في كل تكون عملية اغتيال أو اختراق للحزب يقولون لنا ابحثوا عن العملاء. اسرائيل ليست بحاجة الى العملاء لأن كل هاتف محمول هو عميل بحد ذاته. فهو يعطي كل المعلومات لاسرائيل، حتى مكانك في البيت أو في الشارع أو في السيارة، أو اذا كنت تجلس في المقعد الامامي أو الخلفي”.
اذا لم تشوش الموجة الثانية لانفجارات اجهزة الاتصال مخططات حزب الله، فان حسن نصر الله سيلقي اليوم خطاب بعد الظهر. يتوقع بالطبع أن يتطرق للحادث الذي يعتبر في اوساط الكثيرين في الساحة اللبنانية كأحد الهجمات الشديدة التي تعرض لها الحزب في الحرب، اذا لم يكن الاصعب، وذلك ليس بسبب عدد المصابين، بل بسبب عمق الاختراق الاستخباري والقدرة العملياتية. الآن على مستوى التكتيك فان كل هاتف محمول وجهاز بيجر هو مشبوه باعتباره عبوة يمكن أن تنفجر في أي لحظة بأمر من منظومة تجسس متقدمة. اذا كانوا في حزب الله يتشككون بالاجهزة كوسيلة لجمع المعلومات الاستخبارية أو أداة للمراقبة والتعقب، فانها الآن اصبحت قنبلة موقوتة.
على صعيد المعنويات فان الضربة الشديدة تم تنفيذها، والجمهور في لبنان، بما في ذلك من يؤيدون حزب الله، اصبحوا يدركون أن الاحداث الاخيرة تلزم قيادة الحزب على اجراء فحص داخلي عميق يشمل متابعة سلسلة الشراء قبل تقرير الرد. ايضا على الصعيد العملياتي الهجوم سيضع حزب الله امام اسئلة كثيرة مثل هل طبيعة رد اسرائيل تتغير، وهل كل موجة هجمات بالصواريخ أو بالمسيرات الانقضاضية ستكلف حياة البشر ومصابين بواسطة الضغط على زر في اسرائيل.
اضافة الى تصريحات قادة حزب الله حول الاستمرار في النضال ودعم غزة والانتقام الذي سيأتي، فانه حتى الآن لا يوجد للحزب أي رد فوري عملياتي لم ينزلق الى معركة شاملة. المسافة بين هذه المعركة وبين كبحها، مرهون الآن بالضغط على الزر.