ترجمات عبرية

هآرتس: تعيين يحيئيل لايتر هو جزء من ازالة الغطاء الشرعي عن سياسة الحكومة

هآرتس 11/11/2024، نوعا ليموناتعيين يحيئيل لايتر هو جزء من ازالة الغطاء الشرعي عن سياسة الحكومة

تعيين يحيئيل لايتر في منصب سفير اسرائيل في الولايات المتحدة هو الدليل على التدهور الاخلاقي للدولة في السنة الاخيرة، وقراءة واضحة للتوجه بخصوص المستقبل. تعيين من كان في السابق رئيس مقر نتنياهو هو بمثابة تساوق مع المؤشرات المتطرفة والمسيحانية للائتلاف. 

بصفته مستوطن وناشط من اجل الاستيطان والضم، وله ماضي كهاني، وكان باحثا في منتدى “كهيلت”، الذي دفع قدما بالانقلاب النظامي، وكاتب وباحثا في معاهد ابحاث اخرى متماهية مع اليمين في اسرائيل وفي الولايات المتحدة، فان الخط الموجه لعمله امام ادارة ترامب هو خط واضح: طرد الفلسطينيين من شمال القطاع واقامة المستوطنات، الضم والاستيطان الكثيف في الضفة، منطقة أمنية في لبنان، وربما ايضا مهاجمة مشتركة للمنشآت النووية في ايران. كل ذلك يسير مع تصفية المؤسسات الديمقراطية في اسرائيل وجعلها ديكتاتورية دينية، وهو الحلم الآخذ في التحقق. 

هذا التعيين هو علامة فارقة في الطريق الى ازالة الغطاء الشرعي عن سياسة الحكومة. اذا كانت ادارة بايدن قد اجبرت نتنياهو ولو قليلا على اخفاء نواياها الحقيقية والاعلان بأن اهدافه ليست الضم والاستيطان في القطاع، وأن اهداف الحرب هي تدمير حكم حماس هناك واعادة المخطوفين، فانه امام ترامب لم تعد حاجة الى النفاق. يمكن تعيين سفير يعكس حلم ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش: ارض اسرائيل الكاملة من البحر وحتى النهر. وما يحظر على المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الهتاف به مسموح لاسرائيل الرسمية الاعلان عنه. 

لا يوجد أي عزاء في أن المارد خرج من القمقم، رغم أنه من السائد رؤية الصدق والشفافية قيم سليمة، ويبدو أنه اذا كانت الامور ظاهرة للجميع ولا تحدث في الظلام، فمن السهل معارضتها – في هذه الحالة اهمال التظاهر يشير الى الهاوية الاخلاقية التي وقعنا فيها. فهو يدل على غياب الخجل، ويبدو أنه كلما زاد الاستغراب من سلوك الائتلاف الذي يتصرف مثل المافيا، كلما اصبحت معارضته اسهل.

رغم أن الاستطلاعات الاخيرة تظهر أن غالبية الجمهور في اسرائيل تدرك أن الحرب تستمر فقط لاعتبارات سياسية، إلا أنه يبدو أن هذا الفهم لا تتم ترجمته الى نظرية كاملة للواقع والمطلوب فعله من اجل تغييره. تعيين لايتر يجب أن يوضح بشكل نهائي للاغلبية العقلانية التي ترزح تحت عبء خدمة الاحتياط الطويلة: هذه التضحية ليست من اجل أمن الدولة، بل بالعكس هي تضر به. الضم والاستيطان في غزة ليس فقط جريمة حرب، بل هو سيضمن قتل الجنود في المستقبل وسيترك اسرائيل في وضع أبدي من الحرب وسيرفع نهائيا الشرعية عن المشروع الصهيوني.

استمرار الحرب لن يضر بنا، نحن الذين نعيش هنا ونرسل اولادنا الى الجيش، بل هو يمس ايضا بأمن الاسرائيليين واليهود في ارجاء العالم. كما ظهر في مظاهر اللاسامية العنيفة المتزايدة كلما استمر التدمير والقتل في القطاع. التضحية ايضا ليست من اجل اعادة المخطوفين الذين سيبقى اهمالهم الى الأبد وصمة عار لن تمحى وصدمة للاجيال القادمة. الحرب الفظيعة وضحاياها، جسديا ونفسيا واقتصاديا واخلاقيا، تستهدف تحقيق حلم الاستيطان والضم. 

كلما مر الوقت يتبين أن مذبحة 7 اكتوبر هي حادثة خدمت الحكومة – سواء المصالح الشخصية للاعضاء فيها أو مصالحهم السياسية. وبناء على ذلك فان الدرس يجب أن يكون معارضة بكل القوة لاستمرار الحرب والعمل – بكل الطرق القانونية المحتملة – على اسقاط الحكومة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى