ترجمات عبرية

هآرتس: تعيين زيني يجب أن يخيف عائلات المخطوفين وكل مواطن شريف

هآرتس 25/5/2025، يوسي فيرترتعيين زيني يجب أن يخيف عائلات المخطوفين وكل مواطن شريف

هناك عدة تساؤلات تحيط بقرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعيين الجنرال دافيد زيني في منصب رئيس الشباك. التساؤل الاول هو ما الذي تغير في السنة الاخيرة، التي فيها تحول من مرشح غير جدير بمنصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الى مرشح ممتاز لمنصب رئيس الشباك؟ الجواب واضح وهو قضية “قطر غيت” والـ 58 مخطوف الذين بقوا في الاسر وتم تركهم لمصيرهم. 

زيني تم اختياره من اجل احباط “التحقيقات المستقبلية” (الحالية منها هو لا يمكنه احباطها لأن القطار انطلق)، و”صفقة مستقبلية”. هذا يعني انه جزء من النادي المحترم: وزير الدفاع يسرائيل كاتس تم تعيينه من اجل احباط تجنيد الحريديين للجيش الاسرائيلي، رون ديرمر تم تعيينه رئيسا لطاقم المفاوضات من اجل احباط أي احتمالية للصفقة. ديرمر لم يخب الامال (تحرير عيدان الكسندر تم تحقيقه فقط لأن ديرمر بقي خارج الدائرة). زيني يمكن ان يوفر لنتنياهو الخاتم الامني لوقف كل صفقة من جهة، والانسحاب من هذه المفاوضات الفارغة من جهة اخرى.

رونين بار، الذي تم عزله من طاقم المفاوضات، كان مثل بعوضة مزعجة، التي طنينها ازعج ولم يوفر الراحة لنتنياهو في قضية المخطوفين. هو طوال الوقت جاء بمبادرات وافكار واقتراحات اصيلة، مع زيني في الميدان لا يوجد توتر، الدليل الاخير قدمه مساء يوم الجمعة يارون ابراهام في اخبار 12، الذي جلب اقتباس لزيني من منتدى هيئة الاركان: “انا اعارض صفقات التبادل، هذه حرب خالدة”. 

لا توجد موسيقى لطيفة ومهدئة اكثر لاذن نتنياهو من هذه الكلمات السبعة. اذا كانت “المسيحانية الزائدة” له قد حولت زيني الى شخص لا يصلح لوظيفة السكرتير العسكري، فانه في نهاية المطاف عندما يكون الامر يتعلق برئيس الشباك فان هذا العيب يصبح ذخر. ايضا السكرتير العسكري خاضع لرئيس الاركان، في حين ان رئيس الشباك خاضع لرئيس الحكومة، أو في الحالة الحالية لرئيس الحكومة وزوجته التي لا شك أن لها دور كبير في هذا الاختيار. زيني اذا تم تعيينه اخيرا سيكون رئيس “الشابام” الاول وليس رئيس الشباك، أي رئيس جهاز العائلة. 

احتمالية تحقق هذا التعيين هي ضئيلة للوهلة الاولى. نتنياهو قام به بصورة ملتوية ومشوهة جدا، وكأنه يتوسل وبحق لالغائه كي يستطيع الانقضاض على المستشارة القانونية للحكومة والمحكمة العليا لاتهامهم بالمس بامن الدولة وتحريض مؤيديه ضده. كل سيناريو، مهما ظهر أنه مريض ومخيف جدا، فانه منطقي تماما عندما يكون الحديث يدور عن نتنياهو.

الوضع الذي فيه رئيس الطاقم تساحي بارفرمان يطلب من الجنرال أن يركب في سيارة رئيس الحكومة، وهناك يتحدثان 5  دقائق أو لفترة طويلة (هذا يتعلق بالمراسل)، يذكر بافلام المافيا. اخفاء الاقتراح عن رئيس الاركان، المسؤول المباشر عن زيني، خلافا لكل اجراء سليم، استهدف اهانة رئيس الاركان ايال زمير، الذي في مسالة المخطوفين تبنى موقف سلفه. ايضا هو يعتقد انه قد حان الوقت لعقد الصفقة، وان كل واحد يعرف معناها. حقيقة ان زيني لم يشرك رئيس الاركان في الاقتراح الذي حصل عليه، تظهر من هو الزبون. لا شك انه قد وافق شن طبقة، من قام بالتعيين ومن تم تعيينه. 

اضافة الى ذلك فان رؤساء الشباك الثلاثة، الحالي والسابقين نداف ارغمان ويورام كوهين، قدموا شهادتهم في السابق بأن نتنياهو قد طلب منهم استخدام صلاحيات الجهاز على مواطني اسرائيل. هم رفضوا ذلك. زيني، المرتبط بالحاخامات الاكثر تطرفا في التيار الذي يسمى “الصهيونية الدينية” يمكن ان يوفر له ايضا هذه الخدمة. حقوق المواطن غير مكتوبة في التوراة. 

هذه ليست العقبات الوحيدة في طريق زيني للمصادقة على تعيينه. نتنياهو اختاره بدون التشاور مع رؤساء شباك سابقين، وهو اجراء ثابت. جميعهم اعضاء في “الزمرة”، و”الدولة العميقة”، ولا يمكن الاعتماد عليهم. “انا اتابعه منذ 18 سنة”، برر نتنياهو في فيلم نشره. هذا جيد، لماذا لم يوافق على أن يكون سكرتيره العسكري؟، “قرات تقريره (الذي يقول بانه وجد عيوب جوهرية في استعدادات فرقة غزة لهجوم محتمل)”، قال رئيس الحكومة. “لو أنني فقط عرفت ذلك”. وماذا بالنسبة للامور التي عرفها  -تحذيرات متكررة للاستخبارات العسكرية والشباك من احتمالية عالية لاندلاع حرب بسبب التفكك الاجتماعي على خلفية الانقلاب النظامي؟ كلها رفضها بازدراء. 

نتنياهو قام باقالة بار في اجراء غير سليم، الذي تم الغاءه في المحكمة العليا، وهو الآن يقوم بتعيين وريثه باجراء غير سليم، الذي سبق للمستشارة القانونية للحكومة ان قالت بانه يعكس تضارب مصالح خطير. كلمات “غير سليم” اصبحت منذ فترة الاسم الوسطي لرئيس الحكومة الذي يتصرف وكأنه يتخبطه الشيطان. في كل مرة يقف فيها في مفترق طرق اخلاقي ومبدئي هو يختار طريق الخداع والكذب والاخفاء وازدراء الدولة وخيانة الامانة. وفكرة جلوس زيني في مكتب رئيس الشباك يجب أن تخيف كل مواطن شريف، وليس فقط عائلات المخطوفين. هو سيكون مثل الصنم في المعبد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى