هآرتس: تصفية بثمن باهظ: الآن نتنياهو والطيارون اصبحوا اخوة في السلاح
هآرتس 30/9/2024، روغل الفر: تصفية بثمن باهظ: الآن نتنياهو والطيارون اصبحوا اخوة في السلاح
رغم أن وضعها الاستراتيجي اسوأ من أي وقت مضى، فان رواية المجتمع الاسرائيلي، القصة التي يرويها لنفسه، فان صورته الشخصية تغيرت بشكل عميق منذ هجوم البيجرات، لا سيما بعد تصفية حسن نصر الله. فقد توقف عن الاستماع الى الغرب. وهو لم يعد مجموعة الاهتمام لديه. من اجل الغرب اسرائيل لم تعد رأس الحربة التي تقود الحضارة في حربها ضد البربرية، بل هي شوكة في المؤخرة. لذلك فان الغرب ينفصل عن اسرائيل. يتوقف عن الطيران اليها، يتوقف عن الاستثمار فيها. الدولة التي تفرغ قاعة الجمعية العمومية للامم المتحدة عندما يصعد رئيسها لالقاء خطابه، هي دولة منبوذة ولا يمكن اعتبارها زعيمة اقليمية أو دولية. هي جمهورية موز مجذومة.
وكالة التصنيف الرائدة في الغرب “موديس” تشير الى انهيار اقتصاد اسرائيل، ضمن امور اخرى، نتيجة الانقلاب النظامي. ولكن اسرائيل لا يهمها التصنيف الاقتصادي الذي يعطيها اياه الغرب. جهود الغرب للتوصل الى وقف لاطلاق النار لا تهمها. اسرائيل منغلقة وتستمع فقط الى نشرات الاخبار لديها في التلفزيون، التي تخبرها بأنها منتصرة، وأن هناك سبب للاحتفال، وأن المرحلة القادمة في الاحتفال هي عملية برية في جنوب لبنان، رغم انف الغرب برئاسة الولايات المتحدة. اسرائيل لا تريد الدبلوماسية، ايضا المخطوفين وسكان الشمال يمكنهم الانتظار لأن اسرائيل تريد حرب اخرى. وهكذا هي موحدة وراء بنيامين نتنياهو.
الانقلاب الحقيقي في اعقاب قتل حسن نصر الله لم يكن في مكانة اسرائيل في العالم أو في المنطقة، بل في مكانة نتنياهو في اسرائيل. نتنياهو سينجح نسب الفضل لنفسه بذلك. هو جيد بذلك. افضل من هرتسي هليفي ويوآف غالنت ودادي برنياع. هو سينسب الفضل لنفسه عن قتل حسن نصر الله دون تحمل المسؤولية عن مذبحة 7 تشرين الاول. معارضة سياسية توجد له فقط في الغرب، خارج اسرائيل، عند بادين وميكرون وبريطانيا. الاسرائيليون لا يعنيهم ما تفكر فيه المعارضة. هو يقنعهم بأن كل العالم ضدهم، مثلما في فترة الكارثة، وفقط هو الذي سينقذهم.
وقف رحلات الطيران الى مطار بن غوريون هو رمز للانفصال عن العالم. الجميع لاساميون. وكالات التصنيف وشركات الطيران، لا توجد ثقة بها. لكن ثقة الاسرائيليين بالقوة الجوية بدأت تعود. سلاح الجو مرة اخرى قادر على كل شيء. ومرة اخرى يعرف كل شيء (ايضا بفضل الاستخبارات). نحن سنحتفل من اجل قيم العالم الحر. هو يصل الى كل مكان، ولا يوجد شيء لا يمكنه فعله. هكذا نضجت الظروف في اسرائيل لمهاجمة مبادر اليها في ايران. كل الطرق تؤدي الى هناك. العالم يمكن أن يحتج، مثلما اوضح نتنياهو في خطابه في الامم المتحدة، حيث حصل على الهتاف من المدرجات المليئة بالبيبيين، وهو وجه آخر لانغلاق وعي اسرائيل في واقع يبقي نظرة العالم في الخارج مشلولة ومستخف بها.
الآن سلاح الجو، ممثل النخبة التي تمردت على نتنياهو في الانقلاب النظامي، ينضم ونتنياهو نفسه ايضا الى السياسة التي يمكنها الحفاظ على هيمنتهما. قبل كل شيء داخل اسرائيل. نتنياهو والسرب 69، رمز المعارضة في الاحتجاج، يتوحدان حول قاسم مشترك جديد، المصير المشترك والمستقبل المشترك. الديكتاتور وذراعه الامبراطوري الطويل تم التوصل الى انفراج بينهما. نحن لسنا بحاجة الى حل السرب أو طرد الديكتاتور. الآن نتنياهو والطيارون اخوة في السلاح. قتل حسن نصر الله هو تصفية باهظة الثمن، تعزز قوة التدمير الداخلية في الدولة. حسن نصر الله في حصنه افضل من نتنياهو في الحكم لسنوات قادمة اخرى.