هآرتس – تسفي برئيل يكتب – هل ربما حقا لا يوجد بديل لنتنياهو؟
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 3/2/2021
” اذا كان هو الواحد والوحيد فمن المحظور السماح للمحكمة بأن تأخذه منا. نحن بحاجة اليه، والآن أكثر من أي وقت مضى. هكذا يُعرفون الكارثة “.
قائمة الاغراء التي تنشرها “نتيفلكس” قبل عرض افلام جديدة بعنوان “يستحق الانتظار”، يجب علينا أن نضيف اليها ايضا محاكمة بنيامين نتنياهو التي ستبدأ في يوم الاثنين القادم شريطة أن لا يتم بشكل مفاجيء اكتشاف سلالة جديدة وقاتلة لفيروس الكورونا ستجبرنا على اغلاق المحاكم، بالضبط بالصدفة، ستبدأ المحاكمة قبل يوم من قيام نتنياهو بزيارة خاطفة لاتحاد الامارات لبضع ساعات.
في نهاية المطاف ليس هناك مثل عرض دولي في دولة حمراء من اجل تهدئة التقارير عن الخطوة الاولى في حملة طويلة، من شأنها أن تقود رئيس الحكومة الى السجن. وأي دليل افضل يمكن أن يكون لقدرته الهائلة على ادارة دولة اسرائيل، الى جانب ادارة محاكمته؟.
في الوقت الذي ستولد فيه احزاب وتتحطم احزاب، ورؤوس سياسيين سيتم قطعها خلال ايام ورؤوس جديدة ستظهر مكانها، ومقاعد تأخذها الرياح واستطلاعات محتدمة، ومنحنيات تعوج، والاقتصاد على البخار، ونسبة العدوى تحتاج الى فهم عميق لنظرية “الكموم” (النظرية الكوانتية). فقط أمر واحد بقي ثابتا مثل الصخرة: نتنياهو رئيس الحكومة. لقد كان وهو كائن وسيكون. التفسير الوحيد الذي يمكن اعطاءه لهذه الظاهرة فوق الطبيعية هو أن نتنياهو نجح في أن يطبق بشكل كامل نظرية ديكتاتورات سبقوه. لقد زرع وعي جديد بحسبه يمكن العيش مع الكارثة. ليس فقط يمكن، بل يجب الاعتياد عليها كنمط للحياة. فقط هناك ضرورة لتعريفها بصورة صحيحة.
على سبيل المثال، الكورونا ليست المأساة. فمعها نحن نعرف كيف نتعامل، حيث أن رئيس الحكومة نفسه قام باحضار ملايين التطعيمات، وقد وجه بنفسه كيف تتم ادارة نظام توزيعها، وأمر بالحفاظ على الحجر ووضع الكمامات، وحتى أنه اعطى امثلة على كيفية فرك الأنف ورمي المنديل في سلة القمامة. الكارثة الحقيقية تكمن في سلوك الجمهور، الذي يخرق القانون والتعليمات. فهو يضغط من اجل فتح الاقتصاد وقتح مدارس تعليم التوراة ويتوق الى الطيران الى دبي، والآن يشتكي من أنهم لا يسمحون له بالعودة.
هنا يظهر الجزء الثاني من بناء الوعي المشوه. ما الذي تريدونه من رئيس الحكومة؟ أن يطلق النار على كل أصولي يذهب لتعلم التوراة؟ أن يدخل العصي وقنابل الغاز المسيل للدموع الى داخل حفلات الزفاف العربية؟ هل يمكنه أن يفرض التطعيم على من لا يريد ذلك؟ أن يحمي مواطنين لا يريدون الحماية؟ نحن ديمقراطية، أيدي الدولة مكبلة. وفي افضل الحالات يمكنه أن يتخذ قرار هل يهاجم ايران أو يقوم بقصف غزة، من اجل الدفاع عن أمن المواطنين. ولكن أن يقوم بحمايتهم من الكورونا؟ هذا غير مكتوب في العقد بين الدولة ومواطنيها.
من هنا الى المرحلة الاخيرة من نظرية “التشويه”. اذا كان يوجد أي أحد يعتقد أن رئيس حكومة آخر، رئيس حكومة غير متهم ولا ينشغل بمحاكمته يمكنه أن يتعامل بشكل افضل مع الاصوليين والعرب ومع حفلات الاثرياء والشخصيات المشهورة، فرجاء قوموا بعرضه. ولكن أنتم (نحن) نعرف جيدا بأنه لا يوجد أي بديل لنتنياهو. ومن الافضل حتى أن لا تحاولوا. هذا الادراك نجح في الحفاظ على حكم المستبدين على مدى فترات طويلة. ومشاعر الطريق المسدود بدأت بالتجذر ايضا في اسرائيل، لا سيما بعد أن بدأ الاحتجاج الجماهيري بالخفوت وسرقة بني غانتس للاصوات حطمت أي أمل والايمان بوجود أي بديل. والاخطر من ذلك، الاحباط العميق يزيد الخوف من التغيير. هل ربما حقا لا يوجد من يستطيع أن يتحدث مباشرة مع مدير عام “فايزر”، أو يحقق لنا السلام مع الدول العربية، أو يعرض علينا خطة اقتصادية تنقذ الدولة من الازمة، ويعيد العاطلين الى العمل؟.
فجأة نتنياهو هو بالاجمال أقل الشرور. وفي الظروف الحالية هذا غير قليل، لكنه هذا غير كاف. واذا كان هو الواحد والوحيد فمن المحظور السماح للمحكمة بأن تأخذه منا. نحن بحاجة اليه، والآن أكثر من أي وقت مضى. هكذا يُعرفون الكارثة.
******