ترجمات عبرية

هآرتس: تسريب مكالمة جزء من معركة تستهدف تحويل الشباك الى شرطة سياسية

هآرتس 9/4/2025، يوسي ميلمان: تسريب مكالمة جزء من معركة تستهدف تحويل الشباك الى شرطة سياسية

تسريب التسجيلات للمكالمة الهاتفية بين أ.، رئيس قسم احباط الارهاب اليهودي في الشباك، وبين نائب المفتش العام للشرطة افيشاي معلم، رئيس الوحدة الرئيسية في لواء يهودا والسامرة في الشرطة، يعتبر النقطة الحاسمة في العلاقة بين الجهازين، التي كانت في الاصل متضعضعة. التسجيلات تضر بالثقة التي كانت موجودة بينهما، وهي تعتبر ضربة قاسية وحتى شديدة، لقدرة الجهازين على التعامل مع محاربة الارهاب بشكل عام، ومع الحالة التي تتم مناقشتها الآن وهي محاربة الارهاب اليهودي.

علاقة ثقة كاملة هي أمر حيوي وناجع للجهازين، اللذين يتبادلان المعلومات الحساسة والسرية، التي ترتكز الى التنصت وتشغيل العملاء، والتعاون في تخطيط العمليات لاحباط الجريمة والارهاب، وايضا الشباك الذي لا توجد له صلاحية الاعتقال يحتاج الى الشرطة لفعل ذلك.

لا شك أن أ. الذي كان سينهي خدمته في الصيف وتعيينه في منصب رئيس قسم في الجنوب، زل لسانه. لقد اعترف بذلك وجمد عمله حتى انتهاء الفحص. مع ذلك يجدر التوقف عن الامور نفسها. الى جانب استخدام تعبير الايديش القديم “شموك” (الوغد)، سمع أ. وهو يقول إن “الامر سيستغرق بضعة ايام لاعتقالهم (المشتبه فيهم في الارهاب في شبيبة التلال) حتى بدون أدلة. ما المشكلة في ذلك؟”. معلم قال “سيقومون بتمزيقنا بسبب ذلك”. أ. قال “الامر يتم علاجه في مكتب رئيس الشباك ووزير الدفاع”. الصدمة التي تسببت بها هذه الاقوال محيزة في ضوء حقيقة أنه لا يوجد أي شيء جديد في معرفة أن مهمة الشباك هي جمع المعلومات الاستخبارية التي لا يمكن أن تترجم دائما الى أدلة. بالتالي، بناء على المعلومات الاستخبارية فقط فان الشباك يضطر احيانا الى اعتقال المشتبه فيهم والتحقيق معهم، على أمل أن يثمر التحقيق أدلة تؤدي الى التقديم للمحاكمة. 

إن ذكر وزير الدفاع ورئيس الشباك في المكالمة ليس صدفيا. اذا لم ينجح في الحصول على أدلة من اجل التقديم للمحاكمة فانه مطلوب من الشباك، بمصادقة من رئيسه ومن وزير الدفاع، اعتقال مشبوهين بالارهاب اداريا. هذه عملية معقدة وتعتبر مخرج أخير، ناهيك اذا كان الامر يتعلق بيهود، حيث يتم فرض قيود كثيرة على التحقيق معهم. جهود احباط نشاطات عنيفة وعمليات لاعضاء اليمين المتطرف وشبيبة التلال تواجه صعوبات كبيرة بشكل خاص.

في الثمانينيات عندما كان مناحيم بيغن رئيس الحكومة، الشباك، الذي كان يعمل بدون خوف ونفاق، كشف وأحبط عمليات ارهابية لاعضاء التنظيم اليهودي السري، وهم مستوطنون خططوا لتنفيذ عملية تخريبية كبيرة وتفجير المساجد في الحرم. بعد فترة هدوء استمرت عقد، الارهاب اليهودي لمدرسة المستوطنين، بدأ يرفع رأسه، والذروة كانت قتل رئيس الحكومة اسحق رابين. في السنوات الاخيرة رفع الرأس اصبح انتصاب للقامة، تقريبا على المستوى الوطني، وأمر دارج في ظل حكومة نتنياهو. اليمين المتطرف المتمثل في الحكومة من قبل بن غفير وسموتريتش يشجع بشكل علني وبالغمز على اعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

المكالمة بين أ. ومعلم جرت كما يبدو في اعقاب النشاطات الارهابية العنيفة لمئات المستوطنين المخلين بالقانون، الذين جزء كبير منهم يرتبط بالمستوطنة الفاشية يتسهار، التي تم ذكرها في التسجيلات، على صيغة اعمال الشغب في صيف 2024 التي تتمثل باحراق البيوت والسيارات واعمال العنف ضد الفلسطينيين وتخريب الممتلكات على شاكلة “ليلة الكريستال”. الجيش الاسرائيلي كالعادة وقف مكتوف الايدي. لذلك فان المكالمة تعكس يأس أ. الذي ادرك أنه في الحقيقة هو لوحده في المعركة، لأن الوحدة المركزية شاي برئاسة معلم سقطت تحت اقدام وزير الامن الوطني. بتعليمات من بن غفير فان معلم قام بتقييد خطوات الشباك وصعب عليه التحقيقات التي استهدفت العثور على واعتقال من نفذوا اعمال الشغب والارهاب. واذا لم يكن هذا كافيا فقد فرضت الحكومة مؤخرا قيود اخرى على نشاطات القسم اليهودي في الشباك. فوزير الدفاع يسرائيل كاتس منعه من استخدام سلاح الاعتقال الاداري ضد اليهود (أي ضد المستوطنين).

قبل اربعة اشهر تقريبا نشر أن معلم تم اعتقاله والتحقيق معه للاشتباه بنقل معلومات سرية اطلع عليها بحكم منصبه، وبمخالفة الرشوة وخرق الامانة. في التحقيق معه تم اخذ هاتفه المحمول، وتمت اعادته اليه قبل بضعة ايام. الامر الغريب هو أن فجأة تم نشر تسريب مكالمته مع أ. وليس بالصدفة أن التسريب وصل الى ايالا حسون، المراسلة المحببة على البيبيين. 

من الواضح مثل الشمس أن التسريب هو حملة تم تنسيقها بشكل جيد، وادارها ننتنياهو والوزراء ضد رئيس الشباك رونين بار. هذه الاجراءات هي تكتيك فقط، زبد على سطح المياه. الهدف الاستراتيجي هو ادخال فيروس قاتل الى منظومة مناعة الشباك من اجل جعله شرطة سياسية تخدم اليمين.

الى حين حدوث ذلك فان التسريب سيؤدي الى أن الشباك وشرطة لواء شاي (يهودا والسامرة) سيجدون صعوبة كبيرة في العمل معا. الشك بينهما سيزداد خوفا من أن المحادثات والنقاشات وجها لوجه سيتم تسريبها. من سيتحمل النتيجة الصعبة هي سلطة القانون والديمقراطية الهشة في اسرائيل، لا سيما مكافحة ارهاب اليمين المتطرف الذي يدعمه نتنياهو والحكومة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى