هآرتس: تسريبات، توزيع سلاح وتحريض على العنصرية: التحقيقات في محيط بن غفير
هآرتس 4/12/2024، يهوشع براينر: تسريبات، توزيع سلاح وتحريض على العنصرية: التحقيقات في محيط بن غفير
التحقيق الجديد الذي تم الكشف عنه أول أمس الذي في اطاره تم اعتقال قائد الوحدة المركزية في لواء شاي الضفة الغربية، العميد شرطة افيشاي معلم، وتم التحقيق مع مفتش مصلحة السجون الجنرال في الشرطة كوبي يعقوبي، هو المرة الأولى التي يتم فيها التحقيق مع ضباط كبار ومقربين من وزير الامن الوطني بن غفير، بتهمة خطيرة تتعلق بعلاقتهما مع الوزير. هذا التحقيق هو الأخير في سلسلة طويلة من تحقيقات جنائية جرت في محيطه منذ تسلمه منصبه قبل سنتين تقريبا.
التحقيق الحالي
معلم، الذي تم تمديد اعتقاله أمس لاربعة أيام، متهم بأنه نقل الى مكتب بن غفير معلومات سرية اطلع عليها بحكم وظيفته، مقابل ترقيته. مؤخرا الوزير طلب ترقيته وتعيينه في منصب رئيسي وحساس في الشرطة، يمكنه من الوصول الى معلومات سرية جدا. الوحدة المسؤول عنها معلم منذ سنة تقريبا تعمل بشكل روتيني في التحقيق مع نشطاء في اليمين المتطرف والإرهاب اليهودي.
في هذه المرحلة معلم متهم باعطاء رشوة لموظف عام، خرق الأمانة والاخلال بالواجب – وهي التهمة التي تعني الاشتباه بالتسريبات. هو ينفي هذه الاتهامات الموجهة اليه، وبن غفير يقول بأن الامر يتعلق بمحاولة المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، التسبب باقالته، وطلب من أعضاء الحكومة التصويت مع اقالتها. في منظومة انفاذ القانون قالوا للصحيفة بأنه تمت بلورت ما يكفي من الأدلة التي تشير الى سلوك معلم المعيب.
حتى الآن من غير الواضح اذا كان بن غفير نفسه سيتم استدعاءه الى غرف التحقيق كمتهم في القضية. معلم متهم، كما قلنا، باعطاء رشوة، التي هي المعلومات التي نقلها كما يبدو لمن يعتبر في قسم التحقيقات مع رجال الشرطة، كـ “جهة سياسية”، لكن التهمة الأكبر ضده هي خرق الأمانة والاخلال بالواجب، التي تتعلق بنقل المعلومات، والتي كما يبدو من الاسهل اثباتها. لذلك، يبدو أنه في هذه المرحلة التحقيق لم يصل مباشرة الى الوزير.
في نفس الوقت تم التحقيق في هذه القضية مع مفتش مصلحة السجون، كوبي يعقوبي، بتهمة خرق الأمانة والتشويش على إجراءات التحقيق. يعقوبي اعتبر كمن يفعل ما يريده بن غفير، واعتبر صديق مدجير مكتب الوزير والمقرب منه، حنامئيل دورفمان، وزوجة الوزير ايلا. وفي محادثات مغلقة أشار الى اعجابه بالوزير.
قبل بضع سنوات كان يعقوب نائب مفتش السكرتارية الأمنية لمن تولى منصب وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان. في أواخر العام 2022 تولى بن غفير منصبه كوزير للامن الوطني، وفي آذار 2023 اختار يعقوبي لتولي منصب السكرتير الأمني له، بعد تسعة اشهر فقط على تسلمه منصب قائد منطقة تسيون في لواء القدس في الشرطة. في أيار 2023 تمت ترقيته الى رتبة المفتش، وفي كانون الثاني الماضي عينه بن غفير في منصب نائب مفتش مصلحة السجون، بدون أن يخدم في هذه المؤسسة في أي يوم. بعد ذلك اصبح هذا التعيين دائما. ضابط آخر في وحدة معلم، برتبة رائد في الشرطة، تم التحقيق معه في القضية بتهمة خرق الأمانة والتشويش على إجراءات التحقيق.
قضية توزيع السلاح
في تشرين الثاني 2023 كشف في “هآرتس” أن وزارة الامن الوطني قامت بتعيين اشخاص غير مؤهلين قانونيا للمصادقة على رخص السلاح. من بينهم، وظيفة مؤقتة للترخيص، كان رجال مكتب بن غفير والمقربين منه وأعضاء كنيست وموظفين في وزارة الامن الوطني. وحسب ما نشر فان هؤلاء الموظفين قاموا بتوزيع آلاف رخص السلاح بدون أن يتم تأهيلهم لذلك. في الأسبوع الماضي تم التحقيق مع ثلاثة في مكتب بن غفير بتهمة خرق الأمانة في القضية، وموظفة تم استدعاءها لتقديم شهادة مفتوحة. الثلاثة يتولون وظائف ولاء ومقربون من بن غفير، تم التحقيق معهم بتهمة اصدار عشرات رخص السلاح للمواطنين الذين توجهوا اليهم خلافا للقانون، رغم أنهم لم يكونوا مؤهلين لذلك. من بين من تم التحقيق معهم أيضا المستشار السياسي للوزير، دافيد بابلي. أيضا في هذه الحالة هاجم بن غفير المستشارة القانونية للحكومة وقال إنه “توجد هنا مستشارة قانونية ومدعي عام سياسي، من اعلى الرأس الى اخمص القدم، يحاولان تلفيق قضايا والقيام بانقلاب ضد حكومة اليمين”.
التحقيق مع بنتسي غوفشتاين
مؤخرا تم التحقيق مع المقرب من بن غفير، المستشار والناشط في اليمين المتطرف ورئيس جمعية لاهفاه، بنتسي غوفشتاين، بتهمة التحريض على العنصرية. في الشهر الماضي كشف في الصحيفة أن غوفشتاين، الذي خلفيته الأمنية تتمثل بأنه هدف رئيسي للقسم اليهودي في الشباك، هو من أعضاء الخلية الضيقة لوزير الامن الوطني، وحتى أنه يقدم له الاستشارة في المواضيع الأمنية. في كانون الثاني الماضي تمت ادانة غوفشتاين بتهمة التحريض على العنصرية، لكن تمت تبرئته من تهمة التحريض على العنف والإرهاب. النيابة العامة استأنفت على تبرئته من تهمة التحريض على العنف والإرهاب، وفي الوقت الحالي تتم مناقشة الالتماس. قبل أسبوعين تم التحقيق معه مرة أخرى بسبب الاشتباه بهذه التهمة، حيث تم الادعاء بأنه قام بالتحريض على العنصرية في الأفلام التي نشرها في تلغرام من قبل منظمة لاهفاه.
غوفشتاين هو صهر رئيس مكتب بن غفير حنامئيل دورفمان، الذي كان في السابق أيضا هدف للقسم اليهودي في الشباك. ومثلما كشف في السابق في “هآرتس” فان سلطة الضرائب قامت بفتح تحقيق بشأن دورفمان بعد أن تم توثيقه وهو يشغل بسطة لبيع “الأربعة أصناف”، بدون إعطاء المشترين وصولات. طلب “هآرتس” الذي قدمته لسلطة الضرائب حول مصير الفحص لم يتم الرد عليه. في نفس الحالة سمح دورفمان لزبون بحمل مسدسه خلافا للقانون.
في شهر أيلول 2023 كشف في “هآرتس” أن بن غفير أمر سائقه بارتكاب مخالفة سير. في اعقاب شكوى من رجال حماية الوزير قاموا بتقديمها للمسؤولين عنهم في الشباك، توجه الشباك لمكتب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع. في حينه قال مصدر امني للصحيفة: “هو يتصرف وكأنه رئيس الحكومة، ولا يوجد أي وضع يجعله يقف في ازدحامات سير”.