ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب يعقد مؤتمر سلام في مصر مما يدول عمليا القضية الفلسطينية

هآرتس 12/10/2025، جدعون ليفي: ترامب يعقد مؤتمر سلام في مصر مما يدول عمليا القضية الفلسطينية

ها هي بشرى طيبة أخرى: ثمة احتمال بان يكون النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني يوشك على أن يمر في تدويل دراماتيكي. ففي واقع مليء بالسواد للمستقبل، لا توجد بشرى طيبة اكثر من هذه. فالفلسطينيون واجب تخليصهم من العناق الإسرائيلي الخانق الابدي، والتدويل وحده يمكنه أن يفعل ذلك. فبعد اعمال إسرائيل الأخيرة في غزة وفي الضفة أيضا لم يعد ممكنا ترك مصيرهم في أيديها. النبأ المذهل الذي يقضي بان دونالد ترامب يوشك على أن يعقد في مصر هذا الأسبوع قمة مع زعماء الدول العربية، للبحث معهم في مستقبل غزة بغياب إسرائيل هو إشارة تبشر بالخير. ربما، ربما، سيتحرر فلسطينيون أخيرا من دوس القدم الإسرائيلية التي تجثم على رقابهم.

لقد بدأ هذا بالاتفاق لتحرير المخطوفين. ولم يكن للاحتجاج المصمم والمبهر من اجل تحريرهم في إسرائيل أي تأثير على الحكومة وعلى رئيسها، لكنه تبين كعامل مغير لقواعد اللعب في البيت الأبيض. المظاهرات، الإعلانات واساسا اللقاءات مع العائلات، مست بشكل عجيب شغاف قلب الرئيس النرجسي ومغلق الحس، وحثته على العمل. فجأة تبين ان النضال الصحيح هو ذاك الذي يجري في الخارج.

هذا درس هام لما سيأتي: قبل المهاجمة والاتهام بالخيانة المزدوجة لكل أولئك الذين يحتجون في الخارج، يقاومون في الخارج، يكافحون في الخارج ويطلقون صوتا تآمريا في بلدان البحر، يجدر بنا ان نفهم بان الساحة الحقيقية التي لا يزال ممكنا فيها احداث تغيير هي الساحة الدولية. من هناك فقط ستنمو بوادر الامل.

لم يعد يوجد أي احتمال لان ينقذ الإسرائيليون أنفسهم من الهوات الأخلاقية التي تدهوروا اليها، وسيستيقظون ذات صباح ليقولوا: هيا نضع حدا للابرتهايد، للاحتلال، للسيطرة المغرضة على شعب آخر. من يريد أن يكافح ضد هذه الظواهر ملزم بان يركز نشاطه في الخارج. هناك لا يوجد فقط أذن اكثر انصاتا بل أيضا احتمال للعمل. في اللحظة التي يتجند فيها مزيد من الحكومات للكفاح في اعقاب الرأي العام لديها – سيهل الأمل.

ان الادعاء بان هذا تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لإسرائيل هو بالطبع هراء وشرانية روح. فمصير الشعب الفلسطيني ليس شأنا داخليا لإسرائيل او شأنها على الاطلاق. فللعالم ليس له الحق فقط في ان يهرع لمساعدته – بل واجب كون الفلسطينيين يفتقرون لاي حماية في وجه هالة الاحتلال الإسرائيلي. التدويل سيدخل قوة جديدة لمعادلة الاحتلال والمحتل وهو فقط كفيل بان يقلبهما رأسا على عقب.

لا يدور الحديث عن اقوال فقط: “صفقة المخطوفين”، كاسمها المشوش تتضمن أيضا ادخال قدم العالم الى شق باب النزاع. واذا ما حصل غير المتوقع وتحققت البنود التالية فان العالم في الداخل. كما أن اعلان النوايا مشجع. العالم سيدخل الى غزة من خلال تقديم المساعدات، الاعمار وحتى قوات عسكرية تحل محل الجيش الإسرائيلي. حتى هنا، بعد كل هجوم دوري للجيش الإسرائيلي على غزة، هو ينسحب منها، يتركها لمصيرها حتى لحظة الاجتياح التالية التي هي دوما عنيفة اكثر من سابقتها. والان، ستدخل قوة أخرى الى الفضاء الذي يتبقى في غزة. ان شاء الله. ان شاء الله يجلب المشروع التجريبي في غزة الجيوش الأجنبية الى الضفة أيضا – لتحل هناك أيضا، في أرض البوار المطلق، القانون والنظام بدلا من الجيش الأجنبي الذي يسيطر هناك، الجيش الإسرائيلي. كل خطوة أخرى ستعرقلها إسرائيل والمستوطنون.

تخيلوا: جنود أوروبيون وامريكيون يحمون رعاة الغنم في الضفة من عنف المستوطنين. جنود قوة سلام يمنعون الجيش من اختطاف أناس من أسرتهم كل ليلة، كعادته. جنود العالم يفككون مئات الحواجز في الضفة ويساعدون في بناء واقع عادل.

أيبدو هذا كهذيان؟ بالتأكيد. لكن عشية تحرير المخطوفين الإسرائيليين والسجناء والمخطوفين الفلسطينيين، من واجبنا أن نهدأ. الفرحة بتحريرهم ستكون اكبر اذا ما عرفنا أنه سيكون لها تتمة والحرب الأفظع ستنتهي بأكثر من “صفقة مخطوفين”. الكرة في يد ترامب. على اجنحة الأنا الكبرى لديه لعلنا نصل بعيدا. في الحلم على الأقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى