ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب ونتنياهو يتحدثان بصوت واحد وانهاء الحرب لا يبدو في الأفق

هآرتس 23/4/2025، ليزا روزوفسكي: ترامب ونتنياهو يتحدثان بصوت واحد وانهاء الحرب لا يبدو في الأفق

عندما دخل دونالد ترامب للمرة الثانية الى البيت الأبيض فان النشوة تملكت دوائر واسعة في اسرائل. ففي اليمين اعتبروا انتخابه ضمانة لاستئناف المساعدات الأمنية غير المحدودة لإسرائيل، الى جانب بطاقة حرة لفتح باب جهنم على قطاع غزة، وربما أيضا ضم الضفة الغربية. في اليسار، أو بقاياه، وفي المعسكر الذي يمكن تعريفه بـ “من اجل إعادة المخطوفين” اعتبروا عودته بوليصة تأمين لانهاء الحرب. قبل استكمال مئة يوم على ولاية ترامب الثانية، التي تتميز بالنرجسية والتقلب، يمكن القول إن بعض آمال اليمين قد تحققت، في حين أن معسكر اليسار – وسط مرة أخرى خاب أمله وبدرجة كبيرة.

الآن اصبح من الواضح أن صفقة المخطوفين التي خرجت الى حيز التنفيذ في كانون الثاني كانت وليدة اجتماع ظروف تحدث لمرة واحدة. استبدال الإدارة في واشنطن اثار في مكتب رئيس الحكومة التخوف الممزوج بالأمل. على الطاولة انتظرت صفقة كانت معدة منذ اشهر، وتعهد – سواء بـ “وثيقة جانبية”، كما يقولون في محيط نتنياهو، أو الصمت – بأن إسرائيل يمكنها استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى في اتفاق وقف اطلاق النار.

منذ عودة ترامب الى الحكم تبنوا في مكتب رئيس الحكومة شعار “لا توجد فجوة بين القدس وواشنطن”. في أسابيع ولايته الأولى كان يمكن الاعتقاد بأن الامر يتعلق بشعار يعكس طموح إسرائيلي ولا يعكس بالتحديد الواقع. ولكن منذ أن فرضت إسرائيل الحصار على القطاع واستأنفت القتال فان الرسائل التي تخرج من البيت الأبيض حول هذا الامر وكأنها كتبت على يد مستشاري رئيس حكومة إسرائيل.

لكن الحديث لا يدور عن رسائل بسيطة، بحسبها حماس لن تستطيع البقاء في القطاع، وأنه على إسرائيل انهاء العمل وتصفيتها. وأنه اذا كان يجب استخدام الضغط على أي أحد من اجل انهاء الحرب وإعادة المخطوفين، فان هذه الجهة هي حماس وليس إسرائيل. هذه بالضبط هي النقاط التي أشار اليها السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل، مايك هاكبي، في تغريدته الأولى بعد تقديم كتاب الاعتماد للرئيس اسحق هرتسوغ. هذه هي ايضا الرسائل القليلة التي تخرج ،كرد على أسئلة المراسلين، من البيت الأبيض ومن وزارة الخارجية الامريكية.

إضافة الى ذلك اعلان ترامب أمس بعد محادثته مع نتنياهو، الذي بحسبه الاثنان يقفان في نفس الطرف في جميع المواضيع، يشكل مثال آخر على تنسيق الرسائل بين القدس وواشنطن. في محادثات مع جهات في الإدارة الامريكية واشخاص على تواصل معها ومع المصادر المطلعة على تفاصيل ما يحدث بين القدس وواشنطن، يتضح أن الإدارة الامريكية وبحق لا تستخدم الضغط على نتنياهو لانهاء الحرب، ضمن أمور أخرى، لأنهم في البيت الأبيض يدركون جيدا الوضع السياسي الموجود فيه رئيس الحكومة نتنياهو، وهم غير معنيون بتعريض ائتلافه للخطر. التصريحات المهمة والحادة ضد نتنياهو، كانت حول قضية غزة في آذار الماضي، على لسان المبعوث الخاص ويتكوف بعد عدة أيام على انتهاك إسرائيل لوقف اطلاق النار واستئناف القتال. في مقابلة مع تاكر كارلسون، قال ويتكوف في حينه بأن قضية الرهائن “تمزق” إسرائيل، وأنه يتفهم لماذا يعتقد الناس بأن نتنياهو يفضل الحرب ضد حماس على اطلاق سراح الرهائن. ومنذ ذلك الحين ملأ ويتكوف فمه بالمياه. 

تغريدات نجل ويتكوف، اليكس، الذي يكثر من مشاركة أفلام الفيديو والصور والاخبار المتعلقة بالمخطوفين ويشارك في احداث كجزء من النضال على اطلاق سراحهم، تشير الى أن الموضوع يستمر في اشغال والده وأنه يوجد على سلم أولوياته، رغم أنه توقف عن اطلاق التصريحات حول هذا الامر. يبدو أنه بعد سلسلة التصريحات المتضاربة في وسائل الاعلام وفي “اكس” بشأن المحادثات النووية مع ايران في الأسبوع الماضي، وعلى خلفية عدم نجاح المفاوضات حول وقف اطلاق النار في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تبنى ويتكوف نهج اعلامي حذر أكثر. هكذا فان البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة في اعقاب الجولة الثانية للمحادثات مع ايران في روما، كان غامض وغير ملزم، بل تم نسبه لـ “مسؤول رفيع” مجهول، وليس لويتكوف. 

في اقوال الرئيس ترامب في الغرفة البيضوية الى جانب رئيس الحكومة نتنياهو قبل أسبوعين، قال الرئيس إنه حتى في المانيا النازية كانت هناك رحمة لليهود اكثر مما في القطاع، وهذه اقوال تبدو كتكرار للادعاء الذي يقول بأنه لا يوجد أبرياء في القطاع، وأن حكم حماس، الأسوأ من النازية، هي التصفية المطلقة. إضافة الى ذلك أوضح ترامب بأنه يتوقع انتهاء الحرب “في المستقبل غير البعيد جدا”. عدد من المحللين والذين استمعوا لاقوال الرئيس الأمريكي أعطوا لقوله “المستقبل غير البعيد” معنى يقول بأنه ينوي انهاء الحرب “قبل موعد وصوله الى الشرق الأوسط في الشهر القادم”. ولكن باستثناء أقوال ترامب الضبابية، فانه لا توجد أي إشارة تشير الى ذلك. يبدو أن وزن الادعاء الأول، المقارنة بالنازية، يفوق وزن المسألة الثانية. 

غير معروف بعد اذا كان ترامب سيزور إسرائيل كجزء من جولته في الشرق الأوسط، التي يتوقع أن تتركز في دول الخليج وعلى رأسها السعودية. رغم الجهود العلنية للرئيس الفرنسي ماكرون لاحياء اجندة التطبيع بين إسرائيل والسعودية، فان احتمالية نجاح هذه الجهود، التي هي كما يبدو حسب تقدير فرنسا بدون تنسيق مع أمريكا، ضعيفة. 

حسب اقوال لور فوشا، الباحثة في صندوق البحث الاستراتيجي (اف.آر.اس) في فرنسا، والمتخصصة بالشرق الأوسط، فانه لا توجد للسعودية الآن أي مصلحة في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، رغم العلاقة الوثيقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبين ماكرون. لا يوجد سبب لأن يوافق ابن سلمان على استبدال البرنامج العربي (حل الدولتين مقابل الاعتراف بإسرائيل) باعتراف فرنسا بفلسطين. لا سيما اذا كان الامر يتعلق بخطوة تصريحية فقط بدون خطوات حقيقية. مع ذلك، فوشا تؤكد على أن السعودية ودول أخرى في الخليج معنية بصفقة نووية بين الولايات المتحدة وايران، لأنها ستضمن الهدوء في المنطقة والأمن لحقول النفط. بناء على ذلك أيضا هنا مثلما في المسألة الفلسطينية فان مصالح السعودية وإسرائيل هي متناقضة في الوقت الحالي.

هل الصوت الموحد والمتناغم بين الإدارة الامريكية والقدس بشأن الحرب في غزة منذ استئناف القتال، هو إشارة على أن الولايات المتحدة تدفع ثمن صبر اقرب حلفاءها في الشرق الأوسط بشأن القضية النووية الإيرانية، أم أن واشنطن على قناعة بأن الطريقة الوحيدة للخروج من الصراع هي تحقيق النصر العسكري على حماس، وأنه نصر محتمل؟ يصعب التنبؤ بالمستقبل، لكن الجمهور في إسرائيل الذي يرغب في انهاء الحرب وعودة المخطوفين يجب عليه التوقف عن تعليق الآمال على العم سام في أمريكا، والاعتماد فقط على نفسه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى