ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب ونتنياهو: مرحلة الاقالة تقترب

هآرتس 27/5/2025، عيران يشيف: ترامب ونتنياهو: مرحلة الاقالة تقترب

في المقال الذي نشرته قبل نصف سنة تقريبا (“هآرتس”، 6/11) كتبت بأنه يوجد للامريكيين مفهوم يصف الشخص الذي يحتاج الى صيانة عالية، وقدرت بأنه بسبب ذلك سيقوم ترامب بازاحة بنيامين نتنياهو عن الحكم، ترامب يعتبر نتنياهو السيد “صيانة عالية”. بعد ان حصلت اسرائيل من الولايات المتحدة على 18 مليار دولار مساعدات امنية في السنة الماضية. ترامب يعتقد ويقول ايضا بأنه لا يريد استثمار الاموال، سواء في اوكرانيا أو في اسرائيل. واستمرار الدعم بالجنون الشرق اوسطي ليس في اجندته. ايضا كتبت ان ترامب يريد اتفاق مع السعودية، الذي سيزيد ثراءه وثراء عائلته كما حدث في اتفاقات ابراهيم. 

خلافا للراي السائد فان نتنياهو هو العائق بالنسبة لترامب. مصالح ترامب تتساوق مع مصالح اسرائيل ولكن ليس مع مصالح نتنياهو. وأن نتنياهو يزعجه في تحقيق اهدافه. أنا توقعت أنه بعد احتراق نتنياهو سيقوم بطرده. التطورات في الفترة الاخيرة تقرب نتنياهو من مرحلة الاطاحة. ترامب وطاقمه يدركون أنهم لن يتقدموا معه الى أي مكان، وأنه يوجد له بديل.

ارغب في التوضيح: أنا غير محسوب على مؤيدي ترامب. بالعكس، أنا اعتقد أنه يسبب الدمار للديمقراطية والمجتمع والعلوم في الولايات المتحدة. التحليل التالي يتعلق فقط بعلاقته مع نتنياهو والمتطرفين الذين يوجدون بجانبه.

ترامب يريد الدفع قدما بالسلام من اجل تحقيق اهداف اقتصادية. لا توجد له أي مصلحة في الحروب التي ستحتاج الى تدخل الولايات المتحدة في المنطقة. مثلا، هو تخلى عن الحرب ضد الحوثيين. في المقابل، نتنياهو يواصل اشعال الشرق الاوسط ويعبر عن رغبته في مهاجمة المنشآت النووية في ايران وتدمير قطاع غزة. نتنياهو، وهذا واضح لواشنطن ايضا، قام برعاية حماس لسنوات وهو يواصل منع قدوم بديل واقعي لحكمها في القطاع. ترامب لا يريد الانجرار الى تورط عسكري، ولا يريد مواصلة صب ملايين الدولارات على حروب نتنياهو، وهو غير معني بتعريض صفقاته الجديدة في شبه الجزيرة العربية للخطر. وهو بالتاكيد يستمع الى محمد بن سلمان اكثر مما يستمع لرجال نتنياهو. 

بنظرة عالمية لا يوجد لنتنياهو مؤيدين، سواء في اوساط الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الغرب أو اشخاص مثل فلادمير بوتين أو رجب طيب اردوغان، المقبولين على ترامب. في قائمة “انجازات” نتنياهو يمكن الاشارة الى تنكر معظم زعماء دول العالم له. ويوجد هناك امر اعتقال له في معظم الدول الاوروبية. 

رجال الادارة في واشنطن يدركون ان نتنياهو ضعيف ويتعرض للابتزاز بشكل دائم. وفي الاستطلاعات يجد نتنياهو نفسه مرة تلو الاخرى في الاقلية. هم ادركوا ان نتنياهو يجرهم بدون توقف، واحيانا ايضا يقوم بخداعهم. رجال الادارة يرون انه توجد في اسرائيل بدائل سياسية مريحة اكثر لهم، ومن المرجح أنهم سيعملون على الدفع بها قدما. يبدو ان زعماء كندا وفرنسا وبريطانيا، وربما ايضا ألمانيا، سينضمون الى هذه العملية. انتخابات في اسرائيل في اقرب وقت هي الاحتمالية المفضلة والمعقولة. ايضا معظم الجمهور في اسرائيل يؤيد هذه الاحتمالية التي هي عملية ديمقراطية مطلوبة، ولن يصعب عليه الدفع بها قدما. تلميحات من قبل ترامب بشأن اشكالية نتنياهو واليمين المتطرف فقط ستقوي المنحى السائد في الاستطلاعات منذ فترة طويلة. 

الادارة الامريكية الحالية توجد لها اداة ضغط مهمة على الحريديين، وهذه الادوات سيحسنون استخدامها على فرض انهم لا يريدون تفويت القطار. اذا تعاونوا في اسرع وقت لترسيخ مصالحهم في الحكومة القادمة. ولكن أنا اقدر أنهم سيصممون وسيخسرون لأنه حسب رأيي رؤساء الحريديين قصيرو النظر. في الولايات المتحدة ايضا يدركون القوة الصغيرة نسبيا لشركاء نتنياهو في اليمين المتطرف. مثلا، سموتريتش الذي لا يتوقع اجتياز نسبة الحسم.

الاطاحة بنتنياهو يمكن ان تكون مرفقة بانتقاله الى امريكا، الى جانب تسوية اموره القضائية التي يتوقع تفاقمها في اعقاب قضية قطر غيت وتشكيل لجنة تحقيق رسمية. ترتيب مشابه تم في السابق مع زعماء فاسدين في امريكا اللاتينية عند استقالتهم.

صبر ترامب ينفد. ليس لديه أي مصلحة في أن يتسبب نتنياهو “الخاسر” في تآكل انجازاته الهامة الاخيرة. مرحلة الاطاحة بنتنياهو تقترب.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى