ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب اثبت في لقائه مع الشرع: إسرائيل فقدت تفوقها في واشنطن

هآرتس 15/5/2025، حاييم لفنسونترامب اثبت في لقائه مع الشرع: إسرائيل فقدت تفوقها في واشنطن

في الاشهر التي اعقبت سقوط نظام الاسد عمل احمد الشرع (الجولاني) على التقارب من اسرائيل. فقد ارسل رسائل ومعلومات عبر وسيط في محاولة للتلميح لاسرائيل بأن توجهه هو نحو السلام البارد وتطبيق متشدد لاتفاق فصل القوات من العام 1974. حتى الان يصعب تقدير نوايا الشرع. هل هو “بن غوريون السوري”، الذي سيقوم بتفكيك التنظيمات الارهابية في سوريا واقامة دولة مستقلة، مستقرة وليبرالية، أو هو الجهادي الذي فاز بجائزة في اليانصيب. حتى الآن يظهر الامر وكأنه يحاول على الاقل. نظام الاسد يعاني من مشكلات اقتصادية وتنظيمية حادة تصعب عليه تثبيت حكمه في كل ارجاء سوريا، والغرب توجد له مصلحة في مساعدته في ذلك على امل أنه ذات يوم سيقوم بتاسيس دولة معقولة، الامر الذي يمكن ان يضع حد للحرب والسماح للاجئين في اوروبا بالعودة اليها. 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزير رون ديرمر رفضا أي مبادرة من قبل الرئيس السوري. وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يتجول كسائح في عواصم العالم، يقوم بزيارة اليابان في الوقت الذي فيه كل الشرق الاوسط يتجمع في المنطقة. لا توجد أي سياسة خارجية أو استراتيجية خارجية، بل توجد محافظة نتنياهو وقول “لا” كرؤية. العنصر الصقوري في الحدث هو رومان غوفمان، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة وأبو استراتيجية “نتنياهو هو درع الدروز”. حسب رأيه اسرائيل ستثير المشاكل في سوريا وستجذب الدروز الى صفها وستحافظ على العلاقات التجارية معهم. ومن يعرف، ربما يحلون ذات يوم مكان العمال الفلسطينيين من المناطق الفلسطينية. هذه ليست نكتة، بل هذه هي الخطة. 

اضافة الى ذلك نتنياهو حتى حاول الادارة في واشنطن باتخاذ خط متصلب تجاه الشرع. في حينه حاول. الشرع سافر الى السعودية وحصل هناك على بطاقة دخول الى واشنطن. اللوبي اليهودي – الاسرائيلي، الذي كان يشكل رعب للبيت الابيض في الخمسين سنة الاخيرة، ببساطة لم يعد ذا صلة. ترامب قام برمي امتداده الاسرائيلي، مايك وولتس، وهو الآن يفعل ما يخطر بباله. 

استعراض القوة السعودي هو اشارة على تغيير ميزان القوة في الشرق الاوسط. اسرائيل ليست الامبراطورية الاقليمية الوحيدة. لم تعد فيلا في الغابة. ومحمد بن سلمان حصل على هدية كبيرة من ترامب عندما قام الاخير برفع العقوبات عن سوريا ببث حي امام كل العالم، كمعروف شخصي لولي العهد. لا يوجد شيء اقوى مما حصل عليه. هذه الرسالة تجد صداها في كل عواصم المنطقة: ترامب يستمع الى ابن سلمان، وهو الطريق الى واشنطن. اسرائيل لم تعد ذات اهمية.

نتنياهو اكثر من الادعاء في خطاباته خلال السنين بأنه يقود اسرائيل الى “العظمة”، لكن الواقع مختلف. دول الخليج الثلاثة التي يقوم بزيارتها الان، “الديكتاتوريات المدارة”، تعمل لنتنياهو مدرسة للقوة. نموذجها هو تحد لكل الديمقراطيات، لكن بشكل خاص للجارة اسرائيل. الديكتاتورية لم تعد شيفرة لدولة لا تقوم بعملها بشكل جيد، والتي تنهار بسبب الفساد وقمع المدنيين. هي يمكن ايضا ان تكون وطن للابداع، التكنولوجيا، الثقافة، الرياضة والعلوم، التي تعطي من يعيشون فيها الامن الشخصي والحرية التجارية للنجاح والازدهار. عندما بدات السعودية وقطر واتحاد الامارات في فعل شيء ما مجدي باموال النفط والغاز لديها لم يكن لدى اسرائيل أي رد.

الصورة الاكثر بروزا في زيارة ترامب في السعودية هي المحادثة بين سام التمان، مدير عام “اوبن آي”، ربما رجل الاعمال الاكثر اهمية في العالم، وبين ترامب وابن سلمان. التمان هو شخص مثلي علني ومتزوج من رجل، ولو انه كان يعيش في السعودية لكان تم جلده علنا. ولكن الاعمال هي الاعمال، والسعودية تستثمر الآن مئات مليارات الدولارات بهدف المشاركة في عالم التكنولوجيا المتطور. في المقابل، اسرائيل التي كانت ذات يوم دولة عظمى في التكنولوجيا والابداع، بقيت في الخلف. ثورة الذكاء الصناعي تقفز عنها، وكثير من رجال التكنولوجيا يحذرون منذ سنوات بأننا لم نعد في الدائرة. نتنياهو لا يهمه ذلك، وحتى لو أنه كان يهتم لما كان لديه الاشخاص المهنيين والادارة للقيام بفعل ذلك. 

هذا ليس امر يتعلق بالاموال، بل يتعلق ايضا بالاجواء. في دول الخليج سعداء من المبادرين ويفعلون كل ما في استطاعتهم للتسهيل عليهم. يوجد لديهم برامج استراتيجية بعيدة المدى وهم ينشرون في كل سنة كيف انهم يتقدمون في تطبيقها. في اسرائيل البرنامج الاستراتيجي للمدى البعيد هو “نتنياهو 2030″، الذي يفسر كيف سيبقى في الحكم رغم الحرب. في دول الخليج يشغلون اشخاص مهنيين ولا يخجلون من جلب اشخاص اجانب من الخارج عندما يكونون بحاجة الى المساعدة. في اسرائيل لا يوجد وزير واحد يفهم بالعمل الذي يجب عليه القيام به. في دول الخليج يستثمرون في بنى تحتية ستمكن من نمو شركات خاصة – مثل مطارات تحرك اقتصاد العالم. في اسرائيل يتشاجرون منذ 15 سنة حول مكان بناء مطار صغير آخر.

في اسرائيل حكومة نتنياهو تعادي القطاع التجاري وتعتبره يساري خائن. هم يفضلون ضيقي الجبهة في القناة 14 على رجال الهايتيك والابداع. وحتى الآن نتنياهو لم يكلف نفسه عناء قول كلمة عن صفقة “ويز”، التي هي واحدة من الصفقات العشرة الكبيرة في تاريخ الهايتيك العالمي. وكي نكون منصفين هو لم يكلف نفسه حتى عناء التفكير في كيفية الاستعانة بمعرفته بمؤسسي الشركة من اجل تسويق المزيد من هذه الشركات. في قطر كان رجال الاعمال مرتبطين بالعائلة المالكة، في اسرائيل هم يستحقون الاحتقار، لينتقلوا الى برلين. 

ترامب وقع في السعودية على صفقات سلاح ضخمة، واذا كانت الولايات المتحدة قالت في السابق بانه دائما سيتم الاحتفاظ لاسرائيل بالاولوية الاستراتيجية، فان الامر لم يعد كذلك. السعودية ستحصل على كل منظومات السلاح المتقدمة جدا التي يمكن للولايات المتحدة ان تعرضها. صفقات مشابهة ستوقع ايضا في قطر رغم أنها دولة صغيرة وجنودها عددهم محدود. ايضا في الموضوع الايراني اسرائيل الآن توجد في الزاوية. موقف القدس ما زال يسمع في واشنطن، لكنه ليس الموقف الذي يقرر. المصلحة القطرية – السعودية – الاماراتية هي التوصل الى اتفاق مع ايران وتجنب أي حرب ستعرض للخطر البنى التحتية فيها للتنقيب عن النفط في الخليج الفارسي. الآن هذا اكثر اهمية من موقف اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى