ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب أعطى إسرائيل تفويض للعمل في قطاع غزة، مع جدول زمني محدود

هآرتس 4/4/2025، عاموس هرئيل: ترامب أعطى إسرائيل تفويض للعمل في قطاع غزة، مع جدول زمني محدود

أينما ننظر نرى أن بنيامين نتنياهو يوجد الآن في تضارب مصالح واحد تلو الآخر. الحديث لا يدور فقط عن المفهوم ضمنا، القضية القطرية التي فيها مكتب رئيس الحكومة متورط حتى عنقه، في الوقت الذي هو نفسه يحاول فيه التخلص من المستشارة القانونية للحكومة ورئيس الشباك. نتنياهو أمر باستئناف الحرب في قطاع غزة في الشهر الماضي، مع تعريض حياة المخطوفين الباقين للخطر، وأيضا الجنود الذين يدخلون الآن الى القطاع. هو يدير سياسة هجومية في سوريا وفي لبنان، مرفقة بالتواجد العسكري هناك وفي حالة احتكاك دائم. حسب التقارير الكثيرة في وسائل الاعلام الأجنبية ربما أن هجوم إسرائيلي في ايران يقف على الاجندة. هل الشخص الذي اتخذ كل القرارات حول هذه المواضيع الحساسة يمكنه فعل ذلك بصورة نقية وموضوعية، في الوقت الذي يغرق فيه في معركة ثنائية مع سلطة القانون؟ هل الأفلام الكثيرة التي نشرها في هذا الأسبوع، تقريبا كل يوم، ضد جهاز القضاء والشباك تظهر أن رئيس الحكومة هاديء ومسيطر بشكل كامل على الوضع؟.

في هذا الأسبوع وسع الجيش نشاطاته في قطاع غزة. حتى الآن هذه ليست الحرب الكبيرة التي وعد بها الحكومة رئيس الأركان ايال زمير عند تسلم منصبه. في هذه الاثناء تعمل في القطاع ثلاث فرق بحجم قوات مقلص وبدون الإعلان عن تجنيد خاص للاحتياط. الخوف من عدم امتثال عدد كبير من رجال الاحتياط يستمر في التحليق فوق كل الخطط العسكرية. هكذا أيضا، في بعض الوحدات بصعوبة يمتثل 50 في المئة من الجنود. المشكلة هي عملية اكثر مما هي سياسية. صحيح أن الاجماع حول مجريات الحرب تآكل بسبب سلوك الحكومة، لكن التهديد الملح اكثر بالنسبة لهيئة الأركان يتعلق بالصعوبة الشخصية لرجال الاحتياط. عدد كبير منهم اجتاز عتبة الانكسار إزاء تحمل العبء. هذا عائق اكثر وضوحا امام تحقيق اهداف الحرب من التأييد المتزايد للرفض. 

هدف توسيع العملية، كما قال أمس وزير الدفاع يسرائيل كاتس، هو زيادة الضغط على حماس كي تتنازل في المفاوضات حول استمرار صفقة التبادل. أقواله تظهر مثل تصريح تم تنسيقه مع الأمريكيين، وربما تم طلب ذلك من قبلهم. ليس بالصدفة أن ستيف ويتكوف اختفى، المبعوث الأمريكي، من خارطة الاعلام في الفترة الأخيرة. يبدو أن الإدارة الامريكية أبقت لإسرائيل هامش لعملية عسكرية، على أمل أن تحسن القدرة على المساومة في المفاوضات، ولكن يبدو أنها ستكون محدودة زمنيا. الرسالة الحالية من واشنطن تقول إنه اذا كانت إسرائيل المحاربة في غزة فهي مدعوة لفعل ذلك، والإدارة الامريكية الحالية أيضا ستوفر لها كل السلاح المطلوب لذلك. ما سيحدث بعد ذلك يمكن أن يكون مختلف قليلا: ترامب يتوقع أن يزور السعودية في الشهر القادم. ومشكوك فيه اذا كان يريد أن تعتم صور الحرب من غزة هذه الزيارة. في الأسابيع الأخيرة نشرت اقتراحات أمريكية، إسرائيلية وفلسطينية، بخصوص العودة الى صفقة التبادل. بالخطوط العامة يبدو أن إسرائيل تريد تحرير في المرحلة الأولى 11 مخطوف على قيد الحياة (هناك كما يبدو 21 مخطوف احياء من بين الـ 59 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع). حماس وافقت على اطلاق سراح خمسة مخطوفين احياء. هنا يوجد هامش موافقة محتمل بين الطلبين. ولكن قبل ذلك سيكون سفك دماء متبادل، الذي ستطرحه الحكومة على الجمهور بشكل مضلل، كخطوة حيوية في الطريق الى النصر. 

قبل بضعة أيام من كاتس، في بداية جلسة الحكومة في يوم الاحد، تحدث نتنياهو عن اهداف الحرب. الاهداف التي وضعها كانت طموحة اكثر. حسب رئيس الحكومة فانه في نهاية العملية الإسرائيلية حماس ستلقي سلاحها، وقادتها الكبار سيسمح بخروجهم الى الخارج، و”سنمكن من تطبيق خطة ترامب بشأن الهجرة الطوعية”. اذا كان نتنياهو وبحق يأمل في تحقيق هذه الأهداف فانه سيتعين عليه استخدام المزيد من الضغط العسكري. من غير المؤكد أنه سينجح في ذلك. وفي الطريق يوجد خطر واضح، موت معظم المخطوفين.

كاتس تحدث مع المراسلين العسكريين، الذين رافقوه في جولة في جنوب لبنان. وقد قيل للمراسلين أنه محظور نشر نية الجيش الإسرائيلي تطويق رفح من الشمال والشرق في موازاة التقدم نحو محور فيلادلفيا. هذا الامر تم بواسطة السيطرة على محور موراغ، الذي يمر عبر انقاض المستوطنة التي أقيمت في حينه بين خانيونس ورفح. المبرر لمنع النشر هو الحفاظ على سلامة القوات. هذا لم يزعج نتنياهو في التفاخر باحتلال موراغ في الفيلم الذي نشره بعد بضع ساعات. لقد كان هنا كالعادة أيضا تلميح للمستوطنين وأحزاب اليمين المتطرف في الحكومة التي تأمل بمحو إجراءات الانفصال وإعادة الاستيطان في القطاع.

في هذه الاثناء اعلن الجيش الإسرائيلي عن البدء في تحقيق خاص به في القضية الاستثنائية في رفح، حيث قتل هناك 15 من رجال الإسعاف وعمال مساعدة فلسطينيين، الذين تم العثور على جثامينهم في قبر جماعي في اعقاب حادثة كانت في صباح 23 آذار. الطبيب الجنائي الذي قام بفحص الجثث، قال إن الضحايا تم اعدامهم بواسطة اطلاق النار من مسافة قصيرة. شهود عيان فلسطينيين قالوا إن بعض الجثث كانت مكبلة الأيدي والارجل. في المقابل، في الجيش قالوا، بعد فحص أولي، بأن الحديث لا يدور عن مذبحة، وأن بعض القتلى تم تشخيصهم كاعضاء في حماس، وأنه حسب الاشتباه فقد استخدموا سيارات الإسعاف من اجل النشاطات العسكرية.

في الوقت الذي فيه في الضفة الغربية تمكن المستوطنون من تنفيذ مذبحتين عنيفتين بشكل خاص، في قرية في منطقة نابلس وفي قرية في منطقة الخليل. في الأراضي السورية قام حاخام (82 سنة)، الذي هو من قدامى زعامة المستوطنين الدينية، بزيارة قوات الجيش الإسرائيلي وهو يضع الاوسمة ويرتدي الزي العسكري (على الأقل هذه المرة لم يقتل أي جندي من اجل توفير الحماية لهذه المغامرة التي لا حاجة اليها). في عيد الفصح يتم التخطيط لعقد مؤتمرات مدنية مختلفة بمساعدة الجيش الإسرائيلي، والقيام بنزهات عائلة وراء الحدود داخل هضبة الجولان السورية. ما الذي يقوله رجال الشرطة في لندن في المسرحيات الكوميدية البريطانية القديمة؟ لا يوجد أي شيء لمشاهدته هنا. استمروا في التصرف بشكل عادي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى