ترجمات عبرية

هآرتس / تذكير مناسب

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 22/11/2018

ان الرد الهستيري لوزراء الحكومة على تصريح شركة الاستئجار الشراكي Airbnb وبموجبه  ستكف عن نشر اعلانات لاستئجار الشقق في المستوطنات هو دليل خالد على أن مشروع الاستيطان يوجد في رأس سلم اولويات الحكومة. فحكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو مستعدة لان تدفع اثمانا عالية في كل مجال حياة ممكن – على حساب الجمهور وانطلاقا من الاستعداد للمس بمكانة اسرائيل وصورتها – كي تشطب التمييز بين اسرائيل السيادية وبين المناطق المحتلة.

لقد جر اعلان Airbnb سلسلة ردود افعال: فقد أمر وزير السياحة يريف لفين رجال وزارته بان يبلوروا خطوات تقيد نشاط الشركة في البلاد؛ ودعا وزير الامن الداخلي جلعاد اردان اصحاب العقارات الذين سيتضررون من الخطوة الى التفكير في رفع دعاوى ضد الشركة؛ ووزيرة العدل آييلت شكيد توجهت الى المستشار القانوني للحكومة افيحال مندلبليت بطلب للنظر في امكانية رفع لائحة اتهام ضد الشركة.

لقد سارع الوزراء الى اتهام حركة بي.دي.اس المؤيدة لمقاطعة اسرائيل، ولكن من الاهمية بمكان الايضاح بان Airbnb لا تقاطع دولة اسرائيل بل تقاطع المستوطنات فقط، التي تسمى ارضا محتلة. فهي لا تقاطع اسرائيل السيادية ولا تريد ان توقف نشاطها في نطاق الخط الاخضر. ولكن هذا بالضبط هو التمييز الذي يرغب اليمين الالحاق في تشويشه. فاليمين الاستيطاني يريد أن يشبه مكانة اسرائيل السيادية بمكانة المستوطنات، حتى لو ساءت جراء ذلك مكانة الدولة في رغبته ان يدفع الاسرائيليين الى التفكير بان الخطوة تنبع من اللاسامية وانه “مرة اخرى تجري عملية انتقاء لليهود”، مثلما قال شاي الون، رئيس مجلس بيت ايل. ولكن هذا تلاعب كاذب يخدم من هو معني بتشريع الضم وعرض العداء للاحتلال والمستوطنات كعداء لليهود.

وزير السياحة مستعد لان يتخلى عن نشاط Airbnb في اسرائيل – وفقا لاحصاء اجرته بلدية تل أبيب – يافا قبل سنة، ضربت المدينة رقما قياسيا عالميا في معدل السياح الذين يستأجرون الشقق عبر Airbnb – على أن يتوقف العالم عن التمييز بين اسرائيل الشرعية واسرائيل غير الشرعية. مستعد لان يسيء لشروط السياحة في اسرائيل كي يشبهها بتلك التي في المناطق المحتلة.

غير أن  قرار Airbnb هو تذكير اخر على ان التمييز بين اسرائيل السيادية والمناطق المحتلة سائد وقائم. فموقف العالم هو ان المستوطنات غير قانونية. يعترف العالم باسرائيل السيادية ويرفض الاعتراف بالمستوطنات. اما اليمين الالحاقي فمستعد لان يخاطر بان يتوقف العالم عن الاعتراف بدولة اسرائيل على الا يتخلى عن التمييز بين اسرائيل والمناطق المحتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى