ترجمات عبرية

هآرتس – تحول ايران الى دولة حافة هو تحد لدولة اسرائيل ..!

هآرتس – بقلم  الوف بن  – 23/9/2021

” في اوضاع ضائقة امنية تميل اسرائيل لاعادة فحص السياسة التي بحسبها لا تؤكد على “المنشورات الاجنبية” حول قدراتها النووية. ورغم أن بينيت لا يرغب في تعريض العلاقة مع واشنطن للخطر إلا أنه سيضطر الى ذلك في الفترة القريبة القادمة “.

ايران تقترب بسرعة الى مكانة “دولة حافة” نووية، التي بحوزتها مادة متفجرة تكفي لقنبلة واحدة، وبعد ذلك ستكون هناك قنبلة اخرى واخرى. الاسرائيليون سيحتاجون الى وقت كي يستوعبوا، لكن مثلما كتب رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق، اهود باراك، في مقال نشره في “يديعوت احرونوت” في نهاية الاسبوع الماضي فانه منذ الآن هذا هو الواقع الاستراتيجي الذي تواجهه اسرائيل.

لا يوجد لايران سلاح نووي عملي. وكما هو معروف هم يتباطأون في تطوير القنابل ووسائل الاطلاق، ويركزون على تجميع اليورانيوم المخصب وتطوير البنية التحتية لانتاجه. هذا تأخير تقني يمكن التغلب عليه بجهود غير كبيرة وغير طويلة. ايران استغلت انسحاب الادارة الامريكية من الاتفاق النووي بتشجيع كبير من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، من اجل تثبيت حقائق نووية تعطيها افضلية في كل الاحوال، وتحسين شروط اتفاق مستقبلي مع ادارة بايدن وتعزيز مكانتها في المنطقة مع اتفاق كهذا وبدونه. 

نتنياهو خشي كثيرا من التقارب بين الولايات المتحدة وايران واستثمر جهوده الدبلوماسية والعملية لاحباط هذه العملية. ولكنه لم ينجح في تثبيت وقائع تمنع تخفيف التوتر بين الدولتين في المستقبل، وايضا عدم انتاج بديل على شكل حوار مباشر بين القدس وطهران، الذي سيساعد على تقليل التوتر ومنع حرب الطرفين غير معنيين بها.

قبل انتهاء ولاية نتنياهو رفضت ايران تحسسات اسرائيلية لفتح قناة مباشرة بين الدولتين. الاتصالات بينهما، اذا وجدت، جارية من خلال التحكيم حول توزيع اصول شركة “انبوب اسدود – ايلات”، والتي تجري في سويسرا؛ وبواسطة دولة ثالثة يثق بها الطرفان. اتصالات مباشرة اكثر، لو أنها نضجت، كانت ستمكن من الحوار في عدد متنوع من مشكلات اقليمية، وتقليل التوتر المتبادل وخطر الاشتعال الاقليمي. ولكن اذا لم يكن هناك من يمكن التحدث معه في الجانب الايراني فماذا سنفعل؟.

رئيس الحكومة السابق، اهود باراك، الذي من شأنه أن يكتب شيء ما حول هذه المواضيع قدر في مقاله بأنه لا يوجد لاسرائيل أي خيار عسكري آخر لمهاجمة المنشآت النووية في ايران، بصورة تؤخر لسنوات كثيرة اجتياز الحافة النووية. وهو يعتقد ايضا أنه للامريكيين، الذين جيشهم اقوى بكثير من الجيش الاسرائيلي، لا توجد خطط عملية أو مصلحة في مهاجمة ايران. استنتاجه هو أن اسرائيل يجب عليها تعميق اعتمادها على الولايات المتحدة وأن تطلب منها المزيد من الدعم والمساعدة الدبلوماسية والعسكرية.

التجربة تعلم أنه في اوضاع ضائقة امنية فان اسرائيل حقا تعتمد على الولايات المتحدة، لكنها ايضا تميل الى اعادة فحص “سياسة الغموض النووية” طويلة العمر، التي بحسبها هي لا تصادق على “المنشورات الاجنبية” حول قدرتها النووية، وتتجنب اجراء تجارب نووية أو التصريح بأنه يوجد لديها سلاح نووي. مرة تلو الاخرى منذ حرب يوم الغفران، عندما شخصت القيادة في اسرائيل خوف أمني لدى الجمهور، كانت دائما هناك شخصية رفيعة معينة اطلقت القليل من عنان الغموض وتحدثت عن قدرات اسرائيل. حتى باراك في مقاله مدح قوة الردع الاسرائيلية وقال إنه لا يجب علينا القلق.

إن ظهور دولة عظمى نووية جديدة في المنطقة، ودولة اخرى معادية لاسرائيل وتطالب علنا بـ “تدمير الكيان الصهيوني”، بالتأكيد سيرفع منسوب المخاوف في اسرائيل. هل حقا تنتظرنا “كارثة ثانية” حذر منها نتنياهو؟. هذه المعضلة ستوضع امام وريثه نفتالي بينيت: كيف نقوم بتهدئة الجمهور ونردع ايران ونحصل على الدعم من الامريكيين.

“مشروع دانييل”، وهو طاقم خبراء في الذرة والاستراتيجية، من اسرائيل ومن الولايات المتحدة، أوصى في 2003 رئيس الحكومة في حينه، اريئيل شارون، بما يجب عمله اذا حصلت دولة أو منظمة معادية لاسرائيل على السلاح النووي. حسب اقوال الطاقم فان ردع نووي “مؤكد وواثق” هو امر حيوي لوجود اسرائيل. لذلك، ربما أن اسرائيل “ستضطر الى تغيير سياسة الغموض بدرجة محدودة من الكشف عن قدرتها”. هذا النقاش سيثار مجددا كلما ازداد في اسرائيل الادراك بأن ايران تتقدم نحو الحافة النووية ونحو أبعد من ذلك.

الطاقم لم يفصل ما هو الكشف المحدود، على الاقل ليس بالصيغةالتي نشرت على الملأ. من تجربة دول اخرى في العالم، التي كشفت عن قدرتها النووية، بدء بالهند وحتى كوريا الشمالية، فان القائمة طويلة. من كشف نشاطات في منشآت نووية ومرورا بتصريحات للزعماء وانتهاء بتجارب نووية حقيقية. في حالة اسرائيل القدرة التكنولوجية كشفها مردخاي فعنونو في 1986، ومنذ ذلك الحين ترسخ لدى العالم الرقم “200 قنبلة نووية” كتقدير للقوة الاسرائيلية. هذا السر المكشوف يعرفونه ايضا في طهران. واهمية تآكل الغموض ليست في تعزيز الثقة فيما كشفه فعنونو، بل في التوضيح بأن ردع اسرائيل هو مكشوف اكثر.

القيد الاساسي امام ازالة الغموض هو تعهد اسرائيل للولايات المتحدة في 1969 بالحفاظ على ضبط النفس في هذا المجال. ضبط النفس هذا ستتم مكافأته بمظلة دبلوماسية امريكية تحمي ديمونة ومنتجاتها من مبادرات دولية لنزع السلاح والتجميد. عندما يشعر الامريكيون بأن اسرائيل تبتعد عن هذه التفاهمات فانهم يحررون تسريبات حول قدراتها. هكذا تم الكشف قبل بضعة اشهر عن اعمال التطوير الواسعة في قرية الابحاث النووية) بصور للاقمار الصناعية، التي نشرت عند استبدال الادارة الامريكية في واشنطن بواسطة معهد ابحاث امريكي.

بينيت لن يرغب في تعريض التفاهم مع الولايات المتحدة للخطر، الذي كرره في لقائه في الشهر الماضي مع الرئيس جو بايدن. ولكن سيستخدم عليه ضغوط لاعادة فحصه من جديد. في حين أن ايران تراكم المزيد من اليورانيوم المخصب، في الوقت الذي فيه الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي يحتج ايضا حتى على المساعدة العسكرية التقليدية لاسرائيل. هذا النقاش سيشغل في الفترة القريبة القادمة متخذي القرارات في القدس وفي وزارة الدفاع في تل ابيب والمسؤولين عن الملف الاسرائيلي في واشنطن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى