هآرتس: تحقيق الجيش وصور الأقمار الصناعية تظهر: تخطيط عليل أدى الى قتل العشرات في رفح
هآرتس 3/6/2024، ينيف كوفوفيتش وآفي شاريف: تحقيق الجيش وصور الأقمار الصناعية تظهر: تخطيط عليل أدى الى قتل العشرات في رفح
صور الاقمار الصناعية والتحقيق الذي اجراه الجيش الاسرائيلي حول موت اكثر من 40 مواطن فلسطيني في رفح في اعقاب اغتيال اثنان من كبار نشطاء حماس، تدل على أنهم في الجيش لم يقدروا بشكل صحيح الاضرار التي ستنتج عن هذا الهجوم. الاكواخ التي كان يوجد فيها هؤلاء الاثنان، كانت جزء من منشأة مكتظة، التي بعد ذلك تبين أنه يعيش فيها عشرات الأشخاص.
الهجوم في يوم الاحد الماضي، 26 أيار، كان موجه لرئيس قيادة حماس في الضفة الغربية ياسين ربيع، وناشط كبير في هيئة القيادة، خالد النجار. حسب السلطات في غزة فان 45 شخص قتلوا في الحريق الذي اندلع في منشأة الاكواخ، على بعد 200 متر لمخيم مؤقت للنازحين تابع للامم المتحدة في مخيم تل السلطان.
التحقيق العسكري وتحليل صور الاقمار الصناعية تشير الى أن تخطيط مسبق عليل أدى الى هذه النتائج الصعبة. في الجيش اوضحوا بأنه جرت فحوصات مسبقة للتأكد من أن الكوخ الذي كان يوجد فيه ربيع والنجار لا يوجد فيه مدنيون. ولكن يبدو أن هذا الفحص لم يتم على الاكواخ القريبة المصنوعة من الصفيح الرقيق. الكوخ الذي كان يوجد فيه اعضاء هيئة قيادة الضفة في حماس كان جزء من مجموعة تتكون من 13 كوخ، المسافة بين كل كوخ وآخر هي 2 – 3 متر.
الى جانب هذين الكوخين هدف الهجوم، اللذان كان يوجد فيهما ربيع والنجار فان الحريق الذي اندلع في المكان اصاب ثلاثة اكواخ قريبة، هذا ما يتبين من تحليل صور الاقمار الصناعية والخرائط والرسوم البيانية التي نشرها الجيش الاسرائيلي كجزء من عملية الفحص.
في الجيش يتمسكون بادعاء أنهم لم يعرفوا أنه كان يوجد في الاكواخ القريبة عشرات المدنيين. واوضحوا ايضا في الجيش بأنه في هذا الهجوم تم استخدام ذخيرة دقيقة، تؤدي الى تدمير محدود بشكل نسبي حول الهدف.
بشكل استثنائي فانهم في الجيش قدموا تفاصيل اخرى حول نوع الذخيرة واشاروا الى أن الامر يتعلق بقنابل وزن الرأس المتفجر فيها 17 كغم. ولكن الوزن الشامل لكل قنبلة من التي القيت على الكوخين كان 100 كغم. الضرر الشمولي الذي ينتج عن مثل هذا الهجوم هو دائرة نصف قطرها بضعة امتار. وهذا رقم يجب أخذه في الاعتبار، مع ضرورة ايضا احتمالية وجود اشخاص غير متورطين بالفعل في الاكواخ المحاذية. صور الاقمار الصناعية في نهاية الاسبوع تظهر أنه بعد ثلاثة ايام على الهجوم فان منشأة الاكواخ تم اخلاءها بالكامل، ايضا الخيام في مخيم الامم المتحدة القريب.
في الجيش قالوا إن الحريق في المكان كان بسبب انفجار ذخيرة أو مواد قابلة للاشتعال كانت موجودة قرب هدف الهجوم. في احدى الصور التي نشرت بعد الفحص الاولي تمت الاشارة ايضا الى منصة لاطلاق الصواريخ تم دفنها تحت الارض في المكان، لكن في الجهة الاخرى لمنطقة الاكواخ. ولكن مصادر في جهاز الامن، مطلعة على التفاصيل، تعتقد أنه ايضا بدون الحريق كان هناك مصابون مدنيون يعيشون قريبا، حتى لو أن عددهم أقل بكثير. حسب هذه المصادر فان التخطيط المسبق للهجوم كان اشكالي.
مصدر امني قال للصحيفة بأنه لو أنهم كانوا يعرفون عن وجود مدنيين في الاكواخ القريبة لما كان الهجوم سيخرج الى حيز التنفيذ، حتى بثمن هرب الشخصين هدف التصفية. الادراك في الجيش هو أن موت المدنيين في الحريق له تداعيات كبيرة على استمرار القتال في رفح. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال إن الهجوم تم توجيهه ضد “اهداف ارهابية مهمة في رفح، من بينها شخصيات رفيعة في هيئة قيادة الضفة في المنظمة الارهابية حماس، التي اعطت التعليمات لنشطاء حماس في يهودا والسامرة لتنفيذ عمليات فتاكة ضد المواطنين الاسرائيليين. وقد تم تنفيذها بناء على معلومات استخبارية مسبقة عن وجود المخربين في المكان”.
وقد ورد أنه “قبل الهجوم تم اتخاذ عدة خطوات لتقليص المس بالاشخاص غير المتورطين، شملت الفحص من الجو واستخدام ذخيرة دقيقة ومعلومات استخبارية اخرى. الهجوم تم تنفيذه بواسطة قنبلتين مع رؤوس متفجرة صغيرة مناسبة لمهاجمة اهداف من هذا النوع. الحادثة يتم فحصها من قبل جهاز الفحص التابع لهيئة الاركان، وهو جسم مستقل مسؤول عن فحص الاحداث الاستثنائية في القتال. هذا الجهاز يقوم بفحص ظروف قتل مدنيين كانوا في مجال الهجوم. في الجيش الاسرائيلي يأسفون على المس بأشخاص غير متورطين اثناء القتال”.