هآرتس: تتعثر الطاقة الشمسية في إسرائيل، ولكنها تزدهر في المستوطنات
هآرتس 2023-09-05، بقلم: نير حسون: تتعثر الطاقة الشمسية في إسرائيل، ولكنها تزدهر في المستوطنات
في الوقت الذي تواجه إقامة منشآت طاقة شمسية فيه إسرائيل جداراً من المماطلة البيروقراطية، فإن هذا المجال مزدهر في المستوطنات ومتسارع النمو.
تدفع الإدارة المدنية قدماً في هذه الأثناء بـ 22 خطة لإقامة محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في مناطق ج في الضفة الغربية.
وحسب إحدى الخطط فإنه ستقام في غور الأردن منشأة قوة إنتاجها هي الكبرى من بين جميع منشآت الطاقة الشمسية في الدولة.
يمكن أن تحول هذه الخطط الطاقة الشمسية إلى فرع اقتصادي مهم في المستوطنات وتعمق اعتماد إسرائيل عليها.
ثمار هذه الخطوة ستقطفها، من بين جهات أخرى، المستوطنات التي توجد في الغور، والتي يتم التخطيط فيها لإقامة المنشأة الكبرى.
حسب الخطة التي تمت المصادقة عليها قبل أسبوعين فإن هذه المزرعة الشمسية ستقام على الأراضي الزراعية في مستوطنة نعمة وعلى أراضي 12 مستوطنة أخرى، وستمتد على مساحة 3250 دونماً.
ستكون قدرة إنتاج هذه المنشأة 320 ميغا واط، في حين أن ما توفره المنشأتان الكبريان التي تمت المصادقة عليهما في إسرائيل هو 250 ميغا واط. واحدة من المنشأتين، التي كان يمكن إقامتها قرب ديمونة، واجهت صعوبات وتم إلغاؤها.
إذا تمت إقامتها فإن المنشأة الشمسية الجديدة ستدر على المستوطنات فائدة اقتصادية كبيرة. “هذا مورد اقتصادي لا بأس به. نحن نقدم إسهامنا كجزء من الجهود لتحقيق الأهداف لتوفير الطاقة البديلة، ما سيعطي أيضاً الاستقرار في تزويد الكهرباء في المنطقة هنا”، قال رئيس المجلس الإقليمي، غور الأردن، دافيد الحياني، للصحيفة.
أيضاً رئيس الإدارة المدنية، العميد فارس عطيلة، بارك المصادقة على إقامة المنشأة وقال إنها “أحد المشاريع المهمة جداً التي سوقتها الإدارة المدنية مؤخراً”.
يتوقع أن تخدم المنشأة أيضاً هدفاً آخر للمستوطنين وهو تعميق اعتماد إسرائيل على المنشآت والبنى التحتية التي أُقيمت في المستوطنات.
الآن الكهرباء يتم إنتاجها في معظمها داخل حدود الخط الأخضر ويتم تزويد المستوطنات بها.
في حين أن تنفيذ هذه الخطط سيحول المستوطنات إلى المزود الرئيس للدولة بالكهرباء وكذلك الفلسطينيين في المنطقة.
حسب أقوال مصدر في الإدارة المدنية فإن الفلسطينيين لا يمكنهم التقرير بأنهم لا يريدون شراء الكهرباء التي يتم إنتاجها في المستوطنات.
هناك خوف آخر في أوساط مصادر في مجال الطاقة وهو أن هذه العملية يمكن أن تشوش على المدى البعيد خطط ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية – وهي خطوة، حسب أقوال الخبراء، مهمة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في إسرائيل.
مع ذلك، رفضوا في وزارة الطاقة الادعاء بأن الاعتماد على منشآت الإنتاج في المستوطنات يمكن أن يشوش على ربط إسرائيل بشبكة الكهرباء الأردنية. وقالوا إن هناك خططاً آخذة في التبلور لربط الشبكات والتعاون في مجال الطاقة مع الأردن.
إضافة إلى المنشأة الكبيرة يتم الترويج في هذه الأثناء لـ 21 خطة أخرى لإقامة منشآت أصغر للطاقة الشمسية في أرجاء الضفة، التي تبلغ مساحتها معاً نحو 7800 دونم.
وخلافاً لمشاريع الطاقة الشمسية في إسرائيل وفي الضفة والتي هي مشاريع ثنائية الاستخدام وتقام على أسطح المباني القائمة، فإن المشاريع الجديدة ستقام على أراضٍ لا تخدم أهدافاً أخرى.
في الوقت الذي دخل فيه معظم الخطط في المستوطنات إلى مرحلة متقدمة من المصادقة عليها فإن المشاريع داخل حدود الخط الأخضر يتم تعويقها وهي عالقة في متاهة البيروقراطية.
الشركات التي تعمل في تركيب محطات الطاقة الشمسية في إسرائيل تشتكي منذ فترة طويلة من المماطلة في المصادقة وفي ربط المنشآت الجديدة، وذلك بسبب النقص في خطوط النقل التي تزود الكهرباء، لا سيما في المناطق التي يوجد فيها احتياطي أراضٍ لإقامة المنشآت، مثلاً في جنوب البلاد وفي الشمال.
وحسب ادعاء وزارة الطاقة فإن أفضلية الضفة الغربية تكمن في قربها من مركز البلاد، ما يمكن من نقل الكهرباء مباشرة إلى مراكز الطلب.
المنطقة الأكثر ملاءمة حسب شركة الكهرباء هي جنوب غور الأردن بسبب قربها من القدس.
أُقيمت منشآت الطاقة الجديدة على أراضٍ تم الإعلان بأنها أراضي دولة أو أراضٍ زراعية. وحسب حركة “السلام الآن” فإن 99 في المئة من الاستخدام الذي تمت المصادقة عليه كأراضي دولة في الضفة الغربية يخدم المستوطنين.
“الفلسطينيون سيكونون سعداء لإقامة منشآت للطاقة الشمسية في مناطق ج، لكن من الواضح لهم أن اسرائيل لن تصادق على ذلك. لذلك، هم مسبقاً لا يطلبون”، قال الدكتور طارق أبو حامد، مدير معهد العربة والخبير في مجال الطاقة المتجددة.
تشجع السلطة الفلسطينية على إقامة منشآت الطاقة الشمسية، لكنها مقيدة جداً بقدرتها على إصدار الرخص. مناطق ج، التي تشمل 60 في المئة تقريبا من أراضي الضفة، وضمن ذلك تقريباً كل المناطق المفتوحة والمستوية المناسبة لإقامة مزارع الطاقة الشمسية تقع تحت سيطرة إسرائيل الكاملة.
“في ظل عدم وجود أي خيار آخر فإنهم يذهبون إلى مناطق ب، لكن الأمر هناك أكثر صعوبة”، قال الدكتور أبو حامد.
إلى جانب التشجيع على الطاقة الشمسية في المستوطنات فإن إسرائيل تقوم بشكل متواصل بتدمير منشآت صغيرة للطاقة الشمسية تقوم بإقامتها التجمعات السكانية لأغراض محلية، لا سيما في جنوب جبل الخليل وفي الغور.
تكفي هذه المنشآت الصغيرة بشكل عام للإنارة والتبريد وشحن الهواتف المحمولة.
وحسب المعطيات التي جمعها منسق أعمال الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإنه في السنتين الأخيرتين تم تدمير أو مصادرة 14 منشأة صغيرة للطاقة الشمسية أقامها الفلسطينيون.
في الضفة الغربية هناك أكثر من 125 تجمعاً للبدو أو للرعاة، تشمل نحو 11 ألف نسمة، تعتمد على كهرباء الطاقة الشمسية فقط.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook