ترجمات عبرية

هآرتس: تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله يتفاقم وقد يدفع الطرفين الى الهاوية

هآرتس 6/6/2024، عاموس هرئيل: تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله يتفاقم وقد يدفع الطرفين الى الهاوية

في الوقت الذي تزيد فيه الولايات المتحدة الجهود لعقد صفقة تبادل ووقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، يتصاعد التوتر على الحدود في الشمال. فتبادل الضربات بين اسرائيل وحزب الله تفاقم (بالاساس تعزز الرأي العام حول خطورة الوضع). أمس أصيب 11 شخص بقصف مسيرة في بلدة حورفيش في الجليل الغربي. وحزب الله تحمل المسؤولية عن هذا الحدث. اسرائيل تهدد الآن بهجوم واسع في لبنان اذا لم يتوقف حزب الله عن هجماته. مبعوثو الادارة الامريكية الذين سيصلون الى المنطقة في الفترة القريبة القادمة على أمل التوصل الى اتفاق في القطاع سيجدون أنفسهم ينشغلون ايضا جهود التهدئة في لبنان. التوتر هناك اصبح يقترب من المستوى الذي سجل في بداية الحرب في تشرين الاول الماضي، عندما بدأ حزب الله يمهاجمة الجليل، وفي الكابنت فحصوا تنفيذ ضربة وقائية.

من بين التصريحات الكثيرة في الفترة الاخيرة برزت اقوال رئيس الاركان، هرتسي هليفي، اثناء جولته في قيادة المنطقة الشمالية أول أمس. فقد أعلن بأن “الجيش الاسرائيلي مستعد للهجوم” و”نحن نقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ قرار”. ولكن هذه الاقوال لم تسمع بشكل عابر. يبدو أن بعض اعضاء هيئة الاركان الذين يوجدون الآن في نقطة حضيض صعبة على خلفية التحقيق في الحرب والقرارات المختلف عليها لرئيس الاركان حول تعيين كبار الضباط، يلاحظون نقطة خروج محتملة. بدلا من المراوحة في المكان في شرك غزة فان اسرائيل تنزل ضربة قاضية على حزب الله وتبدأ في املاء الاحداث، وليس الانجرار اليها. المنطق هو أنه يمكن الاثبات لحزب الله الثمن الباهظ الذي يمكن أن يدفعه اذا اندلعت حرب شاملة، وبالتالي جعل حسن نصر الله يتراجع وينسحب.

الخطر بالطبع هو أن اسرائيل لا يمكنها التحكم بحجم اللهب. في الطرف الثاني توجد قيادة لها تجربة، والتي رغم تطرفها إلا أنها لا تميل الى عمليات غير محسوبة. من المرجح أن حسن نصر الله ايضا قام بالعاب الحرب الخاصة به واستعد لسيناريوهات مثل “الردود”. ومناورات التخويف المتبادلة على شفا الهاوية يمكن أن تدفعالطرفين الى الهاوية. لا يوجد هنا ما نعزي به انفسنا حول الدمار المتوقع في لبنان. فهو سيكون كبير الابعاد، واللبنانيون سيحتاجون الى سنوات كثيرة من اجل ترميمه. ولكن ايضا اسرائيل لا ينتظرها واقع متفائل. فالاضرار التي يمكن أن تحدث هنا، في مدن الشمال والوسط، لا تشبه أي شيء مما شاهدناه من حماس. والجيش الاسرائيلي سيصل الى مواجهة كهذه بعد ثمانية اشهر من الحرب القاسية في غزة، التي استنزفت قدراته وقوة صموده والوسائل القتالية والاحتياطي في الوحدات. يطرح ايضا سؤال هل الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه في نهاية الحرب، على فرض أن الجيش الاسرائيلي سينتصر، لن يشبه ما يطرحه الامريكيون والفرنسيون الآن. 

في هذه الاثناء اهتمت ايران بصب الزيت على النار. بعد قتل ضابط حرس الثورة في هذا الاسبوع في قصف نسب لسلاح الجو الاسرائيلي في مدينة حلب، اعلن قائد الحرس الثوري بأن “اسرائيل يجب أن تنتظر الرد”. في منتصف شهر نيسان بعد عملية الاغتيال التي نسبت لاسرائيل لقائد قوة القدس التابع لحرس الثورة في سوريا ولبنان، حسن مهداوي، ردت ايران بهجوم لاكثر من 300 صاروخ بالستي وصواريخ مجنحة ومسيرات اطلقت نحو اسرائيل. ايران ارادت تحديد لاسرائيل خطوط حمراء حول المس برجالها في المنطقة. والسؤال هو الى أي درجة ستريد ايران تطبيق هذه الخطوط الآن. في الخلفية تكمن مشكلة استراتيجية حاسمة اكثر تتعلق بايران: ترسخها كـ “دولة حافة” ننوية، التي حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية هي قريبة جدا من تجميع كمية يورانيوم مخصب تكفي لانتاج قنبلة.

خوف الامريكيين من الحرب الاقليمية، حيث يكون لبنان في مركزها، أكبر من الخوف من استمرار الحرب في غزة. الادارة الامريكية تريد انزال هاتين المشكلتين بسرعة عن جدول الاعمال الدولي، قبل دخول الحملة الانتخابية للرئاسة في الصيف الى المرحلة الحاسمة، قبل الانتخابات في تشرين الثاني. مواجهة عسكرية تشمل ايران ايضا يمكن أن ترفع اسعار النفط وتهدد نية الديمقراطيين في عرض بايدن كمن قام باصلاح الاقتصاد في امريكا. بعد خمسة ايام على خطاب جو بايدن فانه لم يصل حتى الآن أي رد رسمي من حماس على اقتراحه لصفقة التبادل، التي ترتكز الى اقتراح اسرائيلي سابق. وحسب الاشارات المتراكمة فان حماس لا تريد الرد ببساطة بـ “نعم”. ابراهيم الأمين، محرر صحيفة “الاخبار” اللبنانية والمقرب من حزب الله، كتب أمس بأن حماس تنتظر ارسال الاقتراح اليها في وثيقة تتم صياغتها بشكل واضح، وتطلب التزام مباشر من نتنياهو بتنفيذ وقف اطلاق النار. هذا الطلب يتعلق بخوف حماس الرئيسي بأن المفاوضات ستتعثر بعد استكمال المرحلة الاولى في الصفة التي سيتم فيها اطلاق سراح مخطوفين لاسباب انسانية، وأن تستغل اسرائيل ذلك من اجل استئناف القتال.

في القطاع بدأت عملية جديدة للفرقة 98، التي قامت باقتحام مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، البريج ودير البلح. في المخيم الثاني توجد كتيبة حماس الاخيرة في المنطقة، التي حسب الجيش الاسرائيلي لم يتم تفكيكها حتى الآن. في المقابل، تستمر عملية الفرقة 162 في رفح. ولكن في الحالتين من الجدير التعامل بحذر مع المصطلحات العسكرية. ورغم أنه توجد في رفح اربع كتائب لحماس إلا أنها لا تكثر من التصادم مباشرة مع قوات الجيش الاسرائيلي، ومن المرجح أن عدد كبير من رجالها انسحبوا من المدينة. التقدم العسكري بطيء نسبيا وهو لا يمس تقريبا وسط رفح المكتظ، والآن اصبح يوجد تقدير بأن العملية ستنتهي قبل نهاية الشهر. لا توجد هنا عملية ممنهجة لتفكيك القدرات حتى الكتيبة الاخيرة وتحقيق النصر المطلق، بل عملية محدودة مع الوعي بأنه بعدها في المستقبل ستكون اقتحامات اخرى.

مفترق طرق

خطوات نتنياهو نجحت مؤخرا في اغضاب الشريك الاستراتيجي الاكثر اهمية بالنسبة لاسرائيل، الاردن. علاقات رئيس الحكومة مع ملك الاردن في حالة توتر منذ سنوات. نتنياهو يتذمر من التصريحات المناهضة لاسرائيل التي يطلقها الملك حول القضية الفلسطينية، وفي الاردن يستاءون من موقفه المنفر. ورغم ذلك يوجد تنسيق امني. الجيش الاردني يقوم باحباط منذ سنوات وبشكل ناجع عمليات تسلل المخربين وتهريب السلاح، التي تقف من ورائها ايران وحزب الله، من المملكة الى الضفة الغربية. عندما تم احباط هجوم ايران بالصواريخ والمسيرات في منتصف شهر نيسان الماضي لعب الاردن دور مهم حسب وسائل الاعلام الاجنبية. طيارون في سلاح الجو الاردني وانظمة دفاع جوية لعبت حسب التقارير دور في اعتراض عشرات الاطلاقات الى اراضي اسرائيل.

حتى الآن ثارت مؤخرا من جديد مشكلة جديدة. منذ اتفاق السلام بين الدولتين في منتصف التسعينيات اسرائيل تقوم بتحويل المياه الى الاردن، التي تسحبها من نهر الاردن. أحيانا في فصل الصيف فان الاردنيين يطلبون ويحصلون على اضافة. مؤخرا وافقت اسرائيل فقط على استئناف تحويل المياه لفترة اقصر مما في السابق، ستة اشهر. بالنسبة للاردن فان هذه مشكلة حاسمة. العلاقات بين الدولتين متوترة في الاصل على خلفية الحرب في غزة وانتقاد الاردن لعمليات اسرائيل هناك. في شهر ايلول يتم التخطيط لاجراء الانتخابات لمجلس الاعيان ومجلس النواب. في البلاط الملكي توجد خشية من صعود كتلة تؤيد الاسلام، التي ستدعم خط اكثر متطرفا للبرلمان تجاه اسرائيل، هذا في الفترة التي فيها اسرائيل قلقة من ارتفاع عمليات تهريب السلاح، وتحتاج الى تنسيق امني وثيق أكثر مع الاردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى