هآرتس: بين المعسكر الذي يريد أن يتوقف وذاك الذي يدفع الى اسقاط النظام، نتنياهو يحتفل

هآرتس – حاييم لفنسون – 24/6/2025 بين المعسكر الذي يريد أن يتوقف وذاك الذي يدفع الى اسقاط النظام، نتنياهو يحتفل
بعد 12 يوم على الحرب يمكن تحديد المعسكرات السياسية في دائرة متخذي القرارات. من جهة، هناك مجموعة دادي برنياع – رومان غوفمان ويسرائيل كاتس (حسب ترتيب اهميتهما)، وهناك المجموعة الهزلية للوزيرة غيلا جملئيل التي تؤيد استمرار الهجمات على أمل أن تسقط هذه الهجمات النظام في ايران.
رون ديرمر، بدعم آريه درعي، يريد انهاء هذا الحدث مع الأمريكيين. نتنياهو كالعادة يوجد في الوسط، مرة يستمع الى هذا ومرة يستمع الى ذاك، وينتظر رؤية الى اين ستتدحرج الأمور. هو في حالة نشوة، التي تتقزم امام أيام البومات النصر ويقضي الوقت في مقابلات لقطيع المتملقين له. حسب ديرمر فان العملية في ايران اوشكت على استنفاد نفسها، والدعم الأمريكي كامل، ولا توجد حاجة الى مواصلة المغامرة اللانهائية. في الاقوال العلنية التي تقال في واشنطن، سواء من قبل الرئيس ترامب ونائبه ووزير الدفاع ووزير الخارجية، فان العملية الامريكية، بالأساس في فوردو، هي عملية لمرة واحدة وهدفها هو تدمير النووي الإيراني ليس أكثر. من صباح الغد يمكن ابتلاع الفشل والعودة الى طاولة المفاوضات، وتفكيك المشروع النووي، وتبني نهج جديد بين الشعوب. في مقابلات أيام الاحد في التلفزيون في الولايات المتحدة قال نائب الرئيس جي دي فانس بشكل صريح بأنه ليس لواشنطن أي مصلحة في تغيير النظام، وهي الكلمات المكروهة على اليمين الانعزالي في أمريكا منذ فترة تغيير النظام في العراق وفي أفغانستان، الامر الذي جر تعقيدات ومشاكل.
بين واشنطن والقدس يتطور سيناريوهان. الأول يتحدث عن استسلام رسمي لإيران. في الفترة الأخيرة تم نقل رسائل من جهات حكومية في ايران بطرق دبلوماسية، وبحسبها اذا توقفت إسرائيل عن المهاجمة، حتى بهدوء، فيمكن التحدث. مع ذلك، من غير الواضح اذا كان هذا الاقتراح مقبول على الزعيم الأعلى خامنئي، الذي حسب بعض التقارير هو مقطوع عن الاتصال. دائرة المقربين الإسلاميين المخلصين له تشير الى انه لا توجد له أي مصلحة في ذلك. السيناريو الثاني هو وقف اطلاق النار من جانب واحد. إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ستعلن عن انهاء الهجوم في ايران وأنه تم تحقيق اهداف العملية. واذا استمرت ايران في اطلاق اكثر من رشقة رمزية فهذا سيمكن النظام من بيع لمؤيديه “نحن انتصرنا”، وإسرائيل ستبدأ في تدمير بصورة ممنهجة رموز النظام، التي بشكل متعمد لا تقوم بمهاجمة الآن بيت/ مكتب خامنئي ومبنى البرلمان وما شابه.
خلال ذلك في إسرائيل ينتظرون مشاهدة ماذا ستفعل ايران ردا على الهجوم الأمريكي. أمس قامت بمهاجمة بشكل مكشوف ومتوقع وغير هام، باستثناء الدعاية الداخلية، قاعدة العديد الامريكية في قطر. وعلى الفور قامت بالاعتذار من قطر. في “نيويورك تايمز” نشر ان الهجوم كان بالتنسيق. وهو هجوم يذكر بالرد على تصفية قاسم سليماني، الذي يمكن النظام من القول “نحن هاجمنا بسم الله” من اجل اقناع المقتنعين ومواصلة الحياة بدون تقويض النظام. لا يوجد لدى ايران أوراق هجومية كثيرة. اغلاق مضيق هرمز سيكون بمثابة انتحار، ومن غير المؤكد كم هذا قابل للتطبيق إزاء التواجد الكثيف للولايات المتحدة في المنطقة. اغلاق المضيق يعني أيضا وقف سفن الغاز السائل لقطر، وهي من الحلفاء القلائل الذين بقوا لإيران في العالم.
حتى الآن صناعة النفط ما زالت خارج اللعبة، من خلال مصلحة أمريكية – إيرانية مشتركة. اذا كان ما زال يريد البقاء من ناحية اقتصادية فان فتح حرب تشمل البنى التحتية للطاقة سيدمر مستقبله. بناء على ذلك يمكن ان تحاول ايران القيام برد محدود ومحسوب على شاكلة الرد على تصفية سليماني في 2020، الذي كان في أساسه مهاجمة القوات الامريكية في الخليج للقول “نحن هاجمنا وانتقمنا بسم الله”، بدون الانجرار الى تصعيد واسع. أول امس أصدرت السفارة الامريكية في قطر بيان استثنائي لرعاياها وطلبت منهم البقاء في أماكنهم لدواعي الحذر. البيان يعكس الخوف الأمريكي من مهاجمة قاعدة العديد بمسيرات إيرانية.
امام هذا المحور يوجد في إسرائيل محور آخر يريد اسقاط النظام في طهران. وكما نشر في “هآرتس”، فان الهجمات في هذا الأسبوع يمكن أن تدفع قدما بهذا الهدف: تدمير قدرة النظام على مهاجمة المعارضة. هذه الاقوال العلنية المتغطرسة لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي يعد بنهاية خامنئي ونظامه تزيد التخوف من أن يرغب الجيش في زيادة الهجمات، وحتى دعم من الجو الانقلاب اذا شاهد أن هذا الامر أصبح واقعي. عمليا، إسرائيل تقول للمعارضة بكل طريقة: “انهضوا واذهبوا وشاهدوا طهران”. وزيرة العلوم والتكنولوجيا التي لمعت منذ اندلاع الحرب نشرت أمس فيلم بهذه الروحية. مع ذلك، حسب قول مصدر إسرائيلي مطلع على الاحاطات التي تعطى للوزراء فان إسرائيل لا تلاحظ أي انخفاض في ثقة “النواة الحاكمة” في ايران في اعقاب الحرب أو أصوات داخل الحرس الثوري، أو القيادة العسكرية العليا فيما يتعلق بتغيير النظام. نتنياهو ما زال يحذر من هذا الخيار، بسبب احترام الأمريكيين وأيضا بسبب الشك بأن هذه العملية، سقوط النظام، يمكن أن تحدث في الفترة القريبة القادمة.