ترجمات عبرية

هآرتس – بيغن هاجم المفاعل في العراق، بيبي جبان

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 20/4/2021

بيبي هو جبان في اتخاذ القرارات، وهو لا يعرف أن عدم اتخاذ قرار هو قرار بحد ذاته، وأن الامر الذي لا تحله الآن لا يختفي، بل هو ينمو ويصبح اكثر خطورة  “.

لنترك جانبا الرشوة والتحايل وخرق الامانة، ونفحص الى أين اوصلنا بنيامين نتنياهو بعد 12 سنة من حكمه، في الموضوع الاكثر اهمية بالنسبة لنا وهو المشروع النووي الايراني.

في نهاية المطاف، بالنسبة له ايران هي المانيا النازية، والسنة هي 1938، لذلك يجب علينا فعل أي شيء من اجل وقف ايران. في الحقيقة كان يجب علينا فعل ذلك منذ زمن.

ولكن الحقائق هي أنه بعد 12 سنة من احاديث الشجار، ايران قريبة الآن من القنبلة النووية اكثر من أي وقت مضى. يوجد لديها المزيد من المواد النووية المخصبة، والمزيد من البنية التحتية العلمية، وهي حتى بدأت في تخصيب اليورانيوم بمستوى 60 في المئة، الامر الذي يمكنها من القفز الى مستوى

90 في المئة. وهو الامر الذي سيجعلها تعتبر دولة على شفا الذرة.

بيبي فشل امام ايران لأنه جبان. هو غير قادر على اتخاذ قرارات صعبة. وهو يقوم بتأجيل كل شيء. ويفضل دائما السباحة في مياه راكدة. وقد نشر في السابق بأن اسرائيل استعدت طوال سنوات لمهاجمة المنشآت النووية في ايران. وقد استثمرت مبلغ 11 مليار شيكل في التدريبات وفي وسائل تكنولوجية من اجل الهجوم. ولكن نتنياهو لم يصدر الامر. لذلك وصلنا الى التهديد الحالي الذي هو أخطر من أي وقت مضى.

بيبي فشل ايضا في محاربة مبعوثي ايران في المنطقة، حزب الله وحماس. الآن هم اقوياء واكثر ترسخا مما كانا قبل 12 سنة. يوجد في حوزة حزب الله عشرات آلاف الصواريخ الموجهة نحو اسرائيل.

ذات يوم كان عندنا زعماء من نوع آخر. في 7 تشرين الثاني 1981 أصدر مناحيم بيغن الأمر لمهاجمة المفاعل النووي في العراق. وقبل ذلك ببضعة أشهر هدد صدام حسين بأن يتسبب بضرر كبير لاسرائيل، وهذا كان كافيا لبيغن.

في اعقاب الهجوم الناجح تعرضت اسرائيل للادانة من الامم المتحدة ومن كل حكومات العالم، وتعرضت لانتقاد شديد من الولايات المتحدة لأننا لم نقم بابلاغها مسبقا. ولكن كل ذلك جاء بعد تدمير المفاعل وتم القضاء على المشروع النووي العراقي.

اهود اولمرت ايضا عرف كيف يتخذ قرارات صعبة. فقد أمر بمهاجمة المفاعل السوري في 6 تموز 2007 لأنه كان من الواضح أنه قبل انتهاء تلك السنة سيصبح المفاعل ساخن. ايضا هذا الهجوم نجح وتم تدمير المفاعل بحيث لم يعد بالامكان اصلاحه، وتم وقف البرنامج النووي السوري. خلافا لنتنياهو حافظ اولمرت على غطاء سري: لم يتحدث ولم يعط أي اشارات. وهكذا مكن بشار الاسد من نفي أن ما تمت مهاجمته كان مفاعل نووي. فقط يجب علينا تخيل الشرق الاوسط الآن، حيث يكون لدى الاسد قنبلة.

ولكن ليس فقط في المواضيع الامنية يخاف نتنياهو ويؤجل ولا يتخذ أي قرار. ايضا في المواضيع السياسية هو يتصرف هكذا. في حين أن بيغن اتخذ قرار مصيري حول السلام مع مصر عندما وافق على التنازل عن كل شبه جزيرة سيناء حتى الشبر الاخير، وايضا عن حقول النفط والموانيء والمطارات (وتعرض بسبب ذلك للانتقاد من اليمين)، إلا أن نتنياهو لم يدفع قدما بأي اتفاق مع الفلسطينيين، حتى ولم يقم بالضم. وكل ذلك من خلال نفس المقاربة الجبانة، بحيث يكون من الافضل عدم اتخاذ قرار لأن كل قرار يمكن أن يزعزع الكرسي. ولكن المشكلة هي أنه حتى عدم اتخاذ قرار يعتبر قرار. ببساطة هو قرار اسوأ.

هناك من يقولون، بالذات اعضاء اليسار، إن نتنياهو مفضل على زعماء آخرين في اليمين لأنه غير متحمس للحرب، يقولون. هذه ليست سياسة مخطط لها ولا حتى استراتيجية، هذا مجرد جبن وعدم قدرة على اتخاذ القرار. هم ايضا لا يدركون أن ما لا تحله اليوم لن يختفي، بل هو سينمو وسيصبح أكثر خطرا.

ها هو الرئيس جو بايدن مستعد الآن للتوقيع مع ايران على الاتفاق القديم، السيء، الذي وقع عليه براك اوباما في 2015. وهو مستعد حتى لأن يرفع عن ايران جميع العقوبات وأن يمكنها من تطوير صواريخ بعيدة المدى وأن لا يفرض عليها تدمير اجهزة الطرد المركزي المتطورة. هو ببساطة لا يحسب أي حساب لبيبي، الامر الذي يضع اسرائيل امام خطر حقيقي.

في نهاية المطاف، من الواضح، للشخص غير الساذج، أن ايران ستستمر في السباق نحو القنبلة حتى بعد التوقيع على الاتفاق. الذرة هي بوليصة التأمين لرؤسائها.

لذلك، في السطر الاخير من الواضح أن بيبي قد فشل كليا في صد ايران. هذا ما يحدث الجبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى