هآرتس: بن غفير يشم رائحة انتخابات لكنه لن يُسقط الحكومة
هآرتس 10/7/2024، رفيت هيخت: بن غفير يشم رائحة انتخابات لكنه لن يُسقط الحكومة
وفاة الحاخام يهودا درعي، شقيق آريه درعي، ربما ستؤجل قليلا الصراعات في الائتلاف، التي استؤنفت بعد هدنة استمرت لبضعة ايام – مرة اخرى على خلفية قانون الحاخامات، الذي يعتبر مهم جدا بالنسبة لشاس ودرعي. ايتمار بن غفير، الذي يدير في الفترة الاخيرة شجار علني مع شاس، بما في ذلك اتهام درعي بـ “الانهزامية اليسارية”، كان من الاوائل الذين نشروا بيان تعزية.
لكن هياج بن غفير في الائتلاف، الذي فصل التشاجر مع شاس هو فقط وجه واحد له، لن ينتهي. بن غفير يصمم على الحصول على مكان في مجلس الحرب المصغر، الجسم غير الموجود عمليا، بالاساس من اجل احراج نتنياهو الذي لم يضمه ولن يضمه الى المنتدى الاستشاري المقرب منه.
“الجميع في الائتلاف يدركون أنهم يتعاملون مع غبي”، قال وزير في الليكود عن بن غفير. “هذا الشخص مصاب بجنون العظمة بشكل لا يصدق، لكنه يشوش العقل، هو لن يسقط الحكومة لأنه عندها سيخسر مرتين. جمهور اليمين لن يغفر له اسقاط حكومة اليمين، وأنه بسبب ذلك ستقام الدولة الفلسطينية، وفي نهاية المطاف هو سيرسل الى المعارضة ولن يصبح وزير في أي حكومة”.
رغم المديح السخي لبن غفير إلا أنه يمكن ملاحظة المنطق السياسي في سلوك الوزير المهمل. “يبدو أن بن غفير يشم رائحة الانتخابات”، قال مصدر في الليكود. “هو لا يريد الصاق الوضع الامني به. لذلك فانه يطيل بقدر استطاعته السلوك المناقض الذي خدمه حتى الآن وجعله يتفوق في الاستطلاعات – رغم أنه عضو كبير في حكومة الفشل. من جهة، وزير كبير مشارك في قرارات حساسة ومصيرية مثل تعيين المفتش العام للشرطة وله تأثير جوهري على سلوك الشرطة وطابعها، ومن جهة اخرى، معارض مضطرب وشعبوي ويتهم الحكومة التي هو عضو فيها بالانهزامية واتباع نهج مرن.
مع ذلك فانهم في الليكود مثلما في الاحزاب الاخرى التي تشكل الحكومة لا ينفون الوضع السيء للائتلاف، الذي لم ينجح حرفيا في اجازة أي قانون. “الحكم ليس من نصيبنا”، اعترف وزير في الليكود. “من الواضح أنه توجد مشكلة صعبة في سلوك الكنيست”. وحسب مصدر في المعارضة فانه “مساء يوم الاثنين، الذي لم تنجح فيه الحكومة في تقديم للتصويت قانون الحاخامات المعدل، ربما كان المساء الاكثر تفاؤلا منذ أدت الحكومة اليمين. الائتلاف لم يعد يلتزم بنفسه وهو مشلول ولا ينجح في اجازة أي شيء في الواقع”.
“الديناميكية فيه غير جيدة”، قال نفس المصدر. “اذا نجحت المعارضة في الفوز في التصويت، ونحن لم ننجح، فان هذا سيكون اشارة سيئة جدا. هذا ما جعل لبيد ونفتالي بينيت يستسلمان في فترة ولاية حكومة التغيير. لا أصدق أنه توجد قائمة تريد الانسحاب من الائتلاف، لكن اذا استمرت هذه الديناميكية فأنا لا أرى أي طريقة لنجاح الحكومة في تمرير الميزانية في شهر آذار القادم. اضافة الى ذلك في كانون الثاني يمكن أن يتسلم درعي وزارة المالية من سموتريتش، الامر الذي يمكن أن يعطي سموتريتش سبب آخر لاسقاط الحكومة”.
على الرغم من هذه الامور إلا أن جميع الجهات في الحكومة تستبعد امكانية القيام بخطوة مبادر اليها من نتنياهو لحل الكنيست والذهاب الى الانتخابات. نتنياهو لن يتنازل عن الـ 64 مقعد الموجودة لديه، حتى لو كانت سيطرته عليها مهتزة وبن غفير يهتم باهانته.
اول المتشككين في الانباء عن الازمة في الائتلاف هو رئيس الاتحاد الجديد لاحزاب اليسار الصهيوني. “أنا لا أصدق كل هذه الاحاديث عن وجود شرخ وشكوك في الائتلاف”، قال يئير غولان. “هذا الائتلاف المتجمد يتكون من الجناح المسيحاني الذي يعتقد بأنه حدث شيء جيد في 7 اكتوبر، كما تثبت اقوال اوريت ستروك. ولا يهم اذا كان بعض من اصبحوا يونانيين قد ماتوا في الطريق. والجناح المتهكم والفاسد الذي رمزه آريه درعي”.
حسب قوله فانه “عندما لا تقرر الدولة ما ستفعله فنحن جميعا نكون عبيد للتكتيك، ولا نترك مصيرنا في أيدي الجهات المتطرفة والمتخلفة عقليا في الطرفين. الامر الاكثر خطورة هو أنه لا توجد معارضة. ليس فقط بني غانتس وجدعون ساعر اللذين تواجدا لاشهر في حكومة الهراءات هذه، أو اليمين المرن والعقلاني، الرسمي، غير مهم ماذا يسمي نفسه، بل ليبرمان أو بينيت، اللذان ليسا معارضة لأنهما لا يناضلان على صفقة المخطوفين أو على قضية اليوم التالي. عندما كنا في الائتلاف وهم كانوا في المعارضة قاموا بتنغيص حياتنا. نتنياهو خنقنا. وأنا اتساءل الآن، في هذه اللحظة المصيرية، أين المعارضة وأين يئير لبيد؟”.