هآرتس / بني غانتس يعود إلى وزارة الدفاع
هآرتس – بقلم ألوف بن – 10/10/2018
بني غانتس هو “جوكر” الجولة الانتخابية القادمة. رئيس الأركان السابق يحافظ حتى الآن على الضبابية المميزة له، ولكن الاستطلاعات تشجعه على الترشح، وتتنبأ له بدخول مثير للانطباع إلى مركز اللوحة السياسية إذا قاد قائمة مستقلة. إذا تحققت هذه التوقعات فإن انضمام جانتس للسباق سيضمن نجاح بنيامين نتنياهو ودخوله إلى فترة الولاية الخامسة كرئيس للحكومة، وإذا جلب ما يكفي من المقاعد فإن غانتس سيعود لمكان عمله السابق في وزارة الدفاع، وهذه المرة كوزير للدفاع وهو يقفز بسهولة عن المنافسين الآخرين على هذه الوظيفة، الوزراء نفتالي بينيت ويوآف غالنت و أفيغدور ليبرمان.
غانتس يعتبر في النظام السياسي ولدى الجمهور كرجل وسط – يسار وربما هذا بسبب مظهره، وربما بسبب الميل المعروف لدى كبار رجالات الجيش لمواقف “مبايية”، و”اسحق رابينية”، والتي تدمج الصلابة الأمنية مع الاعتدال السياسي.
هذا لا يهم: حزب غانتس سيكون هو الذخر الأغلى لليمين برئاسة نتنياهو، نظراً لأنه يسحق نهائياً (كتلة اليسار) ويحولها إلى سلطة من الأحزاب المتوسطة، والتي لا يستطيع أي منها أن يهدد هيمنة الليكود.
نتنياهو يتوجب عليه فقط أن يختار شريكه في الإئتلاف القادم، وجانتس سبق وأوضح أنه سيكون في اللعبة، عندما أعلن قبل عدة أشهر: “الليكود هو حزب صهيوني، ومن جهتي فإن كل شيء صهيوني هو أمر غير مرفوض بالنسبة لي”.
هذا لن يكون إعادة تكرار لأمنون ليبكين شاحك، رئيس الأركان الذي استقال وأعلن عن دخوله للسياسة من أجل إنقاذ الدولة من نتنياهو قبل عقدين.
منتقدوا غانتس يستهزئون به ويصفونه كـ “رمادي”، “ممل” وما شابه. ليس هنالك شك أن غانتس امتنع طوال حياته المهنية عن إحداث عواصف عامة، أو اطلاق أقوال مختلف عليها، وابتعد عن خصومات ساسية مكشوفة. ولكن في الحملة الانتخابية القادمة سيكون هذا هو الذخر الأهم له. غانتس يعزف مثل أسطوانة في مسلسل “أرض اسرائيل القديمة والجيدة” لأريك آينشتاين. سوف يعرض انتخابيا برنامجاً مفعماً بالصهيونية والأمن والوحدة مع صور له وهو يوجه نظراته المباشرة إلى من حوله. خصومه مصابون وممسوسون بالكراهية والهجومية – يئير لبيد ضد الحريديين واليساريين، آفي غباي ضد نتنياهو، موشيه كحلون ضد غباي، نتنياهو ضد كل العالم. أما غانتس لا يوجد له أعداء، وعلى حد علمنا أيضاً لا يوجد أصدقاء يدين لهم بالجميل. هذه ما ستكون قصته: الجندي الذي يتجند من جديد من أجل الدولة الآن في الساحات السياسية.
نتنياهو يفهم بالتأكيد الإسهام الكامن للمرشح الجديد. قبل كل شيء، حزب غانتس سيحرر الليكود من قبضة بينيت ويمنح نتنياهو بديلاً ائتلافياً معتدلاً ومريحاً. رئيس الأركان السابق يضيف للحكومة هالة احترام وسجلاً عسكريا مثيراً للانطباع، وهي أمور مهمة قبيل حسم قضية لائحة الاتهام ضد رئيس الحكومة. وفي الجوهر، غانتس لا يحتاج إلى فترة تعرف قبل أن يدخل إلى هيئة الأركان ويُطلب منه المصادقة على عمليات وطلعات جوية. هو يعرف جيداً أيضاً جهاز الأمن الأمريكي من الفترة التي كان فيها ملحقاً عسكرياً في واشنطن، على الأكثر يجدر به أن يتعلم الآن الروسية، مع الأخذ بالاعتبار الواقع الذي تغير في المنطقة منذ ان ترك مكتب وزير الأركان.
في هذ الظروف، نتنياهو سيمتنع من الهجمات على غانتس. رئيس الحكومة يحافظ على انضباط صارم في الحملة الانتخابية، ودائماً يمتنع عن معارك مع شركاء ائتلافيين مستقبليين، هو مستعد أن ينجحوا في صندوق الانتخاب وحتى أن يأخذوا القليل من المقاعد من الليكود، الأساس أن يوصوا به لدى الرئيس بعد الانتخابات، هكذا تصرف نتنياهو مع ليبرمان في 2009 ومع لبيد في 2013 ومع كحلون في 2015. التسريبات التي نفيت والتي تقول أنه عرض على غانتس أن يعيّن كوزير خارجية في الحكومة الحالية، كانت إشارات واضحة بأن نتنياهو منفتحاً تجاه التعاون مع رئيس أركانه السابق.
الآن القرار بيد غانتس والسؤال سيكون كيف سيواجه معضلات تظهر دائماً في السياسة، وهل سيعرف أن يتمسك برأيه أمام نتنياهو وأن يطرح مواقف مستقلة كما فعل في معارضته الناجحة لقصف إيران.