هآرتس: بني غانتس ساعد على اقامة النظام المستبد، من أنتم الذين تريدونه قائدا؟
هآرتس 4/8/2024، ايريس ليعال: بني غانتس ساعد على اقامة النظام المستبد، من أنتم الذين تريدونه قائدا؟
لقد قادنا بالضبط الى حيث أراد خلال عشرة اشهر، الى المكان الذي توافق مع مصالحه السياسية وحلمه بأن يكون زعيم خالد للشعب اليهودي. بدون صفقة وبدون اتفاق اقليمي جديد وبدون احتمالية للتعافي من كارثة 7 اكتوبر وبدون المخطوفين، الذين لم يكن ينوي في أي يوم اعادتهم، وفي كل يوم يمر يتفكك شيء آخر، الى أن لم يبق أي شيء من المعارضة لبنيامين نتنياهو، باستثناء دمى من الاشباح لا تفعل أي شيء عدا عن الرد بشكل ضعيف.
سؤال “ما الذي يريده وما الذي يسعى اليه” يشغل المؤرخين وعلماء النفس والمحللين. لقد تم تأليف كتب عنه. ماكنة تسجيل الدفعات النقدية حصلت على وصولات كثيرة، لكن لا يوجد أي صورة دقيقة لنتنياهو. دائما التقدير كان بأنه متردد ويجد صعوبة في اتخاذ القرارات، ومؤخرا ضعيف؛ الواقع فرض عليه التوحد مع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، وهو الواقع الذي اجبره على اعطاء ياريف لفين دمية الانقلاب النظامي؛ هو اضطر الى الخضوع للمسيحانيين في حكومته ويوفر لهم متعة الانتقام التي توجد في القاعدة؛ علماء النفس يطرحون جميع انواع الامراض النفسية، وحسب حكمة الجمهور فان الخوف من محاكمته هو الدافع الرئيسي، لكن حتى الآن لا يوجد لدينا أي جواب مقنع. ما الذي يسعى اليه نتنياهو. ما الذي يحركه. قلائل جدا، لا سيما في جهاز الامن والقضاء والسياسة، يعرفون عن طموحاته وعن صورة نظامه الجديد الذي يؤسسه هنا.
ربما هذا لم يكن هكذا من البداية. وربما البذرة كانت مدفونة فيه والمعارضة الفاشلة ضده جعلته يؤمن بأنه نجا من الحفرة التي سقط فيها بعد المذبحة. الأداء الناجع لماكنة دعايته في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية عزز ثقته بأن كل شيء ممكن. كما قالت حنه ارنديت “عندما يصبح غير الممكن ممكن فانه يصبح شر مطلق”. الانظمة الشمولية تعمل بلا حدود.وما اقامه نتنياهو هنا بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة هو ماكنة ناجعة وحيوية وساخرة، مكنته ايضا بعد الفشل من الزحف نحو الخارج من مزبلة التاريخ. دون فهم ما يحدث لهم، مؤخرا تحول اعضاء منظمة “اخوة في السلاح” الى كيس لكمات للحركة البيبية. فبواسطته يتم اخفاء فشل نتنياهو ومسؤوليته عن الفشل في 7 تشرين الاول، وتم العثور على المذنبين “الحقيقيين”، الى جانب وزير الدفاع ورئيس الاركان وكبار قادة جهاز الامن.
أمام قوة نتنياهو الجديدة التي يراكمها يقف البديل السياسي، أي رؤساء المعارضة، الوسط السياسي بكل أمراضه، عارض، شاحب، زائد. انضمام بني غانتس لحكومة الطواريء سيتم تذكره الى الأبد بأنه القرار الذي ساعد على اقامة النظام المستبد. ولكن غانتس، الشخص الزائد والاكثر بؤسا في السياسة، هو شخص لا فائدة له. الجمهور الذي اعتبره زعيم هو الموضوع. كيف نجحت هذه الماركة التجارية الغامضة، “ازرق ابيض”، التي تم اطلاقها في 2019 مع يئير لبيد، في اثارة حماسة 34 مقعد.
الآن، انتقام الوسط يعود. في يوم الجمعة نشر تصريح بعنوان “يجب اخراج الجيش الاسرائيلي من الاحتجاجات”، بمبادرة من الشخص الذي ادار حملة الحزب، ايتي بن حورين. هذا التصريح اوجد تناظرا بين اقتحام قاعدة للجيش الاسرائيلي وبين الذين رفضوا التطوع في الاحتياط من اجل وقف الانقلاب النظامي. اضافة الى الاغبياء من الوسط فقد وقع عليه ايضا بسرور يمينيين متطرفين. معارضة عارضة وضعف وجمهور متعطش للدماء والانتقام ويكره الفلسطينيين اكثر مما يحب ابناء عائلته وشعبه، هنا نحن على شفا حرب اقليمية. تحويل اليسار الايديولوجي الى فاشي هو أمر مستحيل. ولكن حاولوا ذلك مع اعضاء الوسط وسترون كم هو الامر سهل. هكذا، نحن عالقون في كابوس صنعناه بيدنا. ولا توجد لدينا أي فكرة عن كيف سنعيش في الفترة القريبة القادمة والى أين يقودنا نتنياهو.
السيرة الذاتية للقادة الشموليين في القرن العشرين توفر لنا الاشارة على ذلك: القوة المطلقة. وهو قريب جدا أكثر من أي وقت مضى لتحقيق ذلك.