ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي ميلمان – يجب عدم الخوف من حرب استنزاف

هآرتسبقلم  يوسي ميلمان – 29/3/2021

الهدف الاسمى والوحيد هو جعل نتنياهو يغادر، وكل ما تبقى ليست لهأي اهمية. لذلك، يجب عدم الخوف من انتخابات خامسة “.

لا يجب الخوف من انتخابات خامسة. لا يجب الخوف من جولة اخرىاذا كان هذا أمر لا مناص منه. منذ سنتين تجري في اسرائيل حرباستنزاف. وهي حرب قاسية يديرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومنيؤيدونه ضد الشعب وضد الدولة. اربع مرات فشل نتنياهو في محاولة تشكيلحكومة مستقرة وتقوم بدورها. في السابق تفاخرت اسرائيل بأنها الديمقراطيةالوحيدة في الشرق الاوسط. ربما بقيت هكذا، لكن الحديث يدور عنديمقراطية غير فاعلة، اصبحت مهزلة في العالم.

كل ذلك ينبع من تمسك نتنياهو وعائلته بالسلطة من اجل النجاة. هم لايرخون قبضتهم وغير مستعدين للتنازل عن القوة التي يعطيها لهم المنصب. وسلوكهم المدعوم بشكل أعمى من اتباعه، من طائفة البيبيين وذوي المصالحمن الاحزاب الدينية، لا ينبع من رؤية أو ايديولوجيا أو قيم. الحديث يدور هنافقط عن علاقات سيطرة.

إن أي تنازل في النضال السياسي امام نتنياهولصالح الدولةهوفقط خضوع للابتزاز. وقد شاهدنا ذلك عندما طلب نتنياهو من بني غانتسالمشاركة فيتحمل العبء“. غانتس بسذاجة أو بغباء أو كلاهما معا، وضعكتفه للمشاركة في رفع الحمالة، لكنه اكتشف بسرعة أن نتنياهو لا يوجدهناك، بل يوجد فوق الحمالة، ويعطي تعليماته لمن يحملونها وهو مستلقيفوقها براحة ويستمتع بالحياة في الرحلة المتعبة ويراكم القوة من اجل الرحلةالقادمة.

لو أن نتنياهو واتباعه كانوا حقا يهتمون بدولة اسرائيل، خاصة فيذروة ازمة الكورونا، لكانوا تبنوا مقولة جون فيتسغرال كنيدي في خطابتتويجه قبل ستين سنة، في كانون الثاني 1961، عندما قال: “لا تسألالدولة عما يمكنها فعله من اجلك، بل يجب أن تسأل ما الذي يمكنك أنت فعلهمن اجل دولتك“.

نتنياهو لا تعنيه الدولة، بل تعنيه فقط نفسه واقاربه القلائل، وعلىرأسهم زوجته سارة وابنيه. وفي الخلفية ايضا الخوف من محاكمته التي فيهايمكن أن يجد نفسه في السجن، أو على الأقل تنفيذ اعمال الخدمة. لو أنه كانحقا يهتم بالمواطنين ومستقبل اسرائيل لكان نتنياهو فهم أنه العقبة التي تسدطريق الدولة. ولو أنه حقا كان زعيم بحجم الشخصية التي يقول إنه معجب بها،ونستون تشرتشل، لكان استخلص الدروس منذ زمن وقام باخلاء مكانه في بلفوروانسحب الى قيصاريا.

ولكن احتمالية أن يفعل نتنياهو ذلك هي احتمالية تتراوح بين طيفباهت أو غير موجود. هو شخص نرجسي يحب نفسه. وقد تبنى آداب ملكيةومتعة واقنع نفسه بأنه المسيح المنتظر وأنه هو وحده القادر على انقاذاسرائيل. وقد نسي مقولة شارل ديغول: “المقابر مليئة بأشخاص لا بديللهم“.

من المحظور على خصوم نتنياهو السياسيين الانكسار. ومن المحظورعلى يئير لبيد وبني غانتس وافيغدور ليبرمان، جدعون ساعر ونفتالي بينيت،الانضمام لنتنياهو. يجب عليهم تشكيل حكومة، أي حكومة. واذا احتاج الامر،حتى مع القائمة المشتركة وراعم، أو بدعم منهم. وحتى حكومة اقلية، باستثناءأن لا يكون بالامكان اسقاطها بحجب الثقة عنها في الكنيست. الهدفالاسمى والوحيد هو أن يؤدي ذلك الى مغادرة نتنياهو. كل ما تبقى غير مهمأبدا. مع فوارق كثيرة، في 1936، شكل رئيس الحكومة الفرنسي ليئون بلومالجبهة الشعبية، وهي اتحاد لجميع القوى السياسية لليسار، من اجلالنضال ضد الخطر الاكبر الذي يكمن للدولة. هكذا ايضا يجب التصرف فيحالتنا. نتنياهو يشكل خطرا على الديمقراطية وعلى مستقبل اسرائيل.

أنا مقتنع تقريبا أن لبيد وليبرمان وساعر وغانتس، الذين يعرفون جيدا الاعيبوخدع نتنياهو، يصممون في هذه المرة اكثر مما كان في أي وقت مضى. بينيت هو الحلقة الضعيفة. على رأس هذه الكتلة يجب وضع لبيد.

بالمناسبة، أنا اعتبر نفسي يساري، اشتراكي ديمقراطي، وطني، اؤمن بأنهيجب أن تكون اسرائيل قوية أمنيا. الانتخابات الاولى لي كانت في فترةخدمتي العسكرية في شبه جزيرة سيناء في 1969. وقد صوت لاوريافنيري. منذ ذلك الحين صوت طوال حياتي لميرتس باستثناء مرة واحدة في1988 عندما تنافس مبام للمرة الاخيرة كحزب مستقل. في الانتخاباتالحالية صوت لحزب يوجد مستقبل. لبيد، رغم ضعفه وسيئاتهلا يوجد أحدكامل، أليس كذلك؟إلا أنه نضج خلال وظيفته. وقد اظهر التسامي وعظمةالروح والنبل عندما تخلى لغانتس عن رئاسة ازرق ابيض. وقد عكسالتصميم عندما رفض الانضمام اليه ولم ينضم لحكومة نتنياهو. وقد أظهرحكمة سياسية ومسؤولية عندما امتنع في الاسبوع الماضي قبل الانتخاباتعن المهاجمة وجذب اصوات من ميرتس والعمل وازرق ابيض. فقد عرف أنالكتلة لا تقل اهمية عن حزبه.

تشكيل الحكومة القادمة لن يكون سهلا. مطلوب اعصاب حديدية، عمود فقريوقوة على الصمود. وقد اثبت لبيد أن لديه كل هذه الصفات. ولأنه تجري فياسرائيل حرب استنزاف بقيادة نتنياهو فيجب التصرف حسب ذلك. فيالاستنزاف مثلما في الاستنزاف. يجب الاستمرار في استنزاف نتنياهو،وعدم الخوف من التهديد بأن اسرائيل لا يمكنها أن تحمل على كاهلها حملةانتخابية اخرى. نعم، يجب فعل كل ما نستطيع من اجل الامتناع عن جولةاخرى، شريطة أن يغادر نتنياهو. واذا لم ينجح في تشكيل الحكومة محظورالتراجع. يجب علينا عدم الخوف من انتخابات خامسة في سنتين ونصف. لقد حان الوقت لأن يستنزف نتنياهو ومؤيديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى