ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يوسي ميلمان – وظيفة برنياع هي اعادة الموساد  الى ايام ما قبل يوسي كوهين

هآرتس – بقلم  يوسي ميلمان – 1/6/2021

” المهمة الملحة لرئيس الموساد الجديد، دافيد برنياع، ليس التخطيط لعملية لامعة، بل اعادة الموساد الى قيم التواضع التي اختفت في عهد سلفه “.

في صباح الغد سيدخل دافيد (دادي) برنياع الى سيارته وهو يرافقه رجال الحراسة الخاصين وسيسافر مسافة 13 كم من بيته الى مكتبه الجديد في الطابق الثالث في مقر الموساد في غاليلوت. المهمات التي تقف امام رئيس الموساد الـ 13، الذي سيبدأ وظيفته في الغد، هي مهمات كثيرة ومتنوعة. ولكن المهمة الملحة اكثر من بينها ليس جمع المعلومات عن حزب الله أو التخطيط لعملية خاصة من اجل احباط المشروع النووي الايراني.

التحدي المهم الذي يواجهه موجود في البيت: يجب عليه اعادة الموساد الى جمع المعلومات والمهمات الخاصة. الموساد هو جسم له موارد كثيرة، والرقابة عليه غير متشددة بما فيه الكفاية. عليه اعادته الى ما كانت عليه الحال قبل تعيين سلفه في هذا المنصب، يوسي كوهين. لا توجد أي نية لمحو انجازات الموساد بقيادة كوهين مدة خمس سنوات ونصف. ولكن يجب على برنياع أن يعود ويجذر في هذا الجهاز قيم التواضع والسرية وتجاهل الاعتبارات الشخصية والامتناع عن الاحتكاك مع السياسيين وارباب المال. يجب على الموساد أن يعود ليكون جهاز يعمل فيه آلاف الاشخاص، وليس كمؤسسة لشخص واحد.

       الموساد مر منذ انشائه قبل 72 سنة بتقلبات تعكس التغييرات التي حدثت في المجتمع الاسرائيلي. الرئيس الاول والثاني للجهاز، رؤوبين شيلوح (المؤسس) وآيسرهرئيل، كانا تعيينات سياسية. وقد خدما رئيس الحكومة دافيد بن غوريون، لكنهما ايضا رسما الطريق ووضعا بصمتهما المهنية. منذ العام 1963 عند تعيين مئير عميت، ورغم أن مباي واصل السيطرة في الدولة، كان الموساد يعتبر جهاز رسمي، يخضع لتوجيهات الحكومة. وفي نفس الوقت هو جهاز، الدولة والمجتمع بالنسبة لهما اولوية على الحزب والحكومة.

       رؤساء الموساد ابتعدوا عن وسائل الاعلام وحرصوا على السلوك الشخصي لهم. قدامى الموساد ما زالوا يذكرون كيف أن اسحق حوفي كان يقوم بتحضير السلطة مع مرؤوسيه في الشقة السرية في عمليات خارج البلاد.

       لقد تم حظر تلقي الهدايا على العاملين. فعندما كان العميل يقدم لمشغله هدية أو عندما كان رئيس الموساد يحصل على هدية من نظرائه، وحتى شيء شخصي مثل مسدس أو سكين كهدية، كان يجب عليه الحصول على مصادقة خاصة على ذلك من ديوان الخدمة المدنية، أو أن يضعه في ارشيف الدولة. يجب أن لا نكون مثاليين وأن نرتكز على الماضي. الزمن تغير والمجتمع الاسرائيلي كف عن أن يكون متقشف، والموساد هكذا ايضا. رؤساء الموساد وكبار قادته الذين أنهوا الخدمة دخلوا الى الساحة السياسية أو اصبحوا مدراء في القطاع الخاص، وعملوا لصالح انفسهم. بعضهم شاركوا في تصدير السلاح وتقديم المساعدة الامنية. ولكن الروح المؤسسة بقيت على حالها، ومعها القيمة الاهم وهي النموذج الشخصي.

       فترة ولاية يوسي كوهين سيتم تذكرها كانحراف عن القيم الاساسية. فقد طور عبادة الشخصية ونسب لنفسه النجاحات التي في الاساس هي نتائج عمل طاقم يتكون من عشرات واحيانا من مئات العاملين المخلصين في المقر وفي الخارج، بما في ذلك في البلاد المستهدفة التي يعتبر اختراقها مقرون بالخطر على الحياة. كوهين احتك برجال اعمال مثل ارنون ملتسن وجيمس فاكر. الاخير مكنه، حسب ما تم نشره، من استخدام جناح في فندقه الخاص في تل ابيب. ومنحه، مثلما نشر غيدي فايس (“هآرتس”، 29/4)، هدية هي 20 ألف دولار كهدية بمناسبة زواج ابنته. كوهين التقى في الكونغو، في ظروف غريبة، مع رجل المجوهرات، دان غرتلر، في الوقت الذي ناقشت فيه ادارة ترامب موضوع رفع العقوبات عنه. في الاسابيع الاخيرة وفي الوقت الذي كان ما يزال يتولى فيه منصبه (نشر في “واللاه”) تناقش مع ستيف مينوتشن، وزير المالية السابق في ادارة ترامب، حول اقامة صندوق استثمار في دول الخليج، التي يوجد للموساد معها علاقات وثيقة ومصالح استراتيجية، التي أكثر من زيارتها.

       رئيس الموساد التارك استضاف في مكتبه ايضا مراسلين ومحللين ورجال علاقات عامة وسياسيين. في المقابل، قاموا بالثناء عليه في كتاباتهم، وكتبوا عنه مقالات مديح. في عدد من هذه اللقاءات اعلن كوهين عن نيته الترشح لرئاسة الحكومة في المستقبل. لا ضير في الطموح المهني أو السياسي، لكن هناك اكثر من سبب للخلل الذي يوجد في حقيقة أن الرئيس الحالي للموساد يتحدث عن ذلك بشكل علني. هذه الاقوال، والتقرب الزائد من رئيس الحكومة نتنياهو، هي تسييس واضح، يضاف اليها عمل حثيث لكوهين، في فترة انتخابات، من اجل التقاء نتنياهو مع زعماء عرب. من الواضح أن هذا السلوك يتسرب الى المرؤوسين، الصغار والكبار، الذين يعتقدون أن ما هو مسموح للرئيس، مسموح ايضا للعاملين.

       يجب علينا عدم تجاهل مواهب وقدرات كوهين كرجل استخبارات مبدع، رجل تنفيذي اصيل وقائد جريء.  وقد ظهر ذلك في صلب اعمال الموساد: تجنيد عملاء نوعيين، سرقة الارشيف النووي في طهران وعمليات تصفية لمهندسي حماس والجهاديين في ارجاء العالم، المنسوبة للموساد، ضمن ذلك اغتيال رئيس المشروع النووي العسكري في ايران، محسن فخري زادة. ولكن يجب ايضا عدم المبالغة في النجاحات المنسوبة للموساد في فترة ولايته بالتحديد. عمليات كثيرة هي استمرارية لما سبقها. كل رئيس موساد يقوم بوضع الاسس لمن سيخلفه، ويقطف ثمار سلفه.

       أنا شخصيا لا أعرف برنياع ولم أتحدث معه في أي يوم من الايام. كل ما أعرفه عنه هو من محادثات مع اشخاص يعرفونه. لا شك لدي بأنه يعرف حجم المهمة الحالية. وهو سيفعل كل ما في استطاعته لتطهير الموساد من اجواء الرعب والثرثرة والعلاقات العامة والتسييس، التي تسربت الى داخله. بعد ذلك سيتفرغ للمهمات القديمة والجديدة لجهاز الموساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى