ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي ميلمان – قصور الاستخبارات المنسي

هآرتسبقلم  يوسي ميلمان – 29/10/2020

عمليةاختيار المواد التي تم تقديمها للجنة شمغار والاخفاق فيتشغيل العملاء والنقاط التي لم يتم ربطها في الوقت المناسبكل ذلك هو قضايا كان يجب فحصها بصورة معمقة اكثر من قبلاللجنة “.

في الساعة الثانية فجرا في يوم 5 تشرين الثاني 1995، دخلحاجي طال من باب قسماسرائيل والاجانبفي مقر الشباك في شمال تلابيب. طال، رئيس فرع العمليات في وحدة حماية الشخصيات الهامة، وفعلياهو ضابط الاستخبارات فيه، التقى مع حيزي كالو، رئيس القسم. “صحيح،لقد ابلغت وأنتم عرفتم ذلك، قال له كالو كمن استعد لما سيأتي ويريد أنتوثق هذه المقولة على الاقل في الذاكرة. هذا كان بعد بضع ساعات على قتلرئيس الحكومة اسحق رابين، والتقارير التي كان يقصدها كالو هي معلوماتتم جمعها عن يغئال عمير في السنوات التي سبقت عملية الاغتيال، وهيمعلومات لم يتم استغلالها بصورة جيدة.

اسم يغئال عمير كان معروفا لرجال الوحدة اليهودية في القسم منذزمن. في قائمة بأسماء اعضاء اليمين المتطرف، منهم حاخامات وقادة جمهوراستيطاني والذين عارضوا اتفاقات اوسلو وأملوا موت رابين، ظهر اسم يغئالعمير. مشاركته في المظاهرات ومحادثات شخصية ولقاءات ليلية عشية أيامالسبت في المستوطنات لم تكن سرية على الاقل بالنسبة للوحدة. وهو الآنقام بالتملص من الرادار في تلك الليلة.

جميع المدراء الكبار في الشباك عرفوا أن هذا هو الفشل الاكبر فيتاريخ الشباك، الذي ما زال يدوي حتى الآن بعد مرور 25 سنة على ذلك. سرعان ما بدأت الاجراءات للكشف عن المذنبين. فحص داخلي في الجهازوالى جانبه عنوانلجنة تحقيق رسمية برئاسة رئيس المحكمة العليا المتقاعدمئيرشمغار، على خلفية محاولة فهم ما الذي حدث ولماذا، كان من الطبيعيايضا أن يفكر رجال الشباك كيف يمكنهم الاهتمام بأنفسهم وتقليصمسؤوليتهم. وقد حاولوا التمسك بكل معلومة صغيرة ترفع، أو على الاقلتقلص، مسؤوليتهم عن الفشل الكبير.

من البداية كان من الواضح أن هناك جسمين اساسيين يجب أن يكونا محطالتركيز. الاول هو قسم الحماية (الذي يشمل وحدة حماية الشخصياتالهامة)، والذي كان يرأسه درور اسحق، الذي لم ينتظر استنتاجات اللجنةوبخطوة نادرة سارع الى الاستقالة بعد فترة قصيرة من الاغتيال. الثاني هوقسم اسرائيل والاجانب برئاسة كالو، الذي كانت تعمل تحته الوحدة اليهودية،التي كان مسؤول عنها ايلي براك. بدرجة معينة يمكن القول إن استنتاجاتلجنة شمغار كانت مفاجئة. فمن جهة اللجنة قررت بأن رئيس الشباك كرميغيلون وقسم الحماية قد فشلا (ضد رؤساء الشباك وعدد من الاشخاص غيرالمهمين الذين بقوا في الجهاز، تم استخلاص عبر شخصية أدت الىاستقالتهم أو اقالتهم). من جهة اخرى، قسم اسرائيل والاجانب خرج بدونأن يمسه أي سوء. وهذا هو القسم الذي عملت فيه الوحدة اليهودية، التيجند رجالها عملاء في اليمين المتطرف وقاموا بتشغيلهم وحللوا المعلومات التيزودوهم بها. بعد مرور 25 سنة على قتل رابين، عادتهآرتسالىاستنتاجات اللجنة تلك وسألت لماذا لم يتضرر رجال الاستخبارات.

استنتاجات لجنة شمغار

عن تصنيف المواد التي تم نقلها للجنة شمغار كان هناك شخصان منرجال الوحدة اليهودية في الشباكم.ج  الذي قام بتشغيل افيشاي رفيفوع.ش. أجل، اعضاء القسم الذي تم تسليط الضوء عليه كانوا هم من قررواما هي المواد ذات الصلة بالنقاشات وما هي المواد التي ليس لها أي صلة. هذا العمل حتى لو كان قانوني تماما من شأنه أن يثير الشك اذا كانت هناكوثيقة أو وثائق لم تصل الى اللجنة. وربما كان يمكنها أن تلقي ضوء جديدعلى التحقيق.

من وصل الى اللجنة كان حاجي طال. وقد شهد هناك عن مذكرةكتبها قبل ثلاثة اشهر من القتل، التي كتب فيها بأنامكانية أن ينفذ اغتيالسياسي في البلاد تبدو اليوم واقعية اكثر مما كانت في الماضي. العدوالمحتمل موجود، في مكان ما في احدى مستوطنات يهودا والسامرة أو فيغوش دان أو في نيويورك“. هذه المذكرة تبين لاحقا أنها حفظت من قبل رئيسوحدة حماية الشخصيات الهامة، بني لاهف.

في هذه الاثناء، في شهر شباط 1996، نشرت لجنة شمغارالاستنتاجات الاولية لهامن بينها حذرت عدد من العاملين بأن من شأنهمأن يتضرروا من استنتاجاتها. من بين هذه الاسماء كان غيلون، بني لاهف،يحزكيلي وعدد من الموظفين الاصغر. ايلي براك لم يتم ذكر اسمه، وقد تمتتبرئته في هذه المرحلة من كل التهم، الاهمال أو الأداء غير السليم. غيلونالذي اوضح قبل ذلك أنه ينوي تقديم استقالته، فهم الاشارة وقام بتركوظيفته.

في الشهر التالي نشرت لجنة شمغار تقرير سميك فيه استنتاجاتهاالنهائية. الى جانب توصيتها بعزل لاهف (الذي تم بالفعل)، وعدد من رجالالحماية الذين اهملوا في عملهم، فانها برأت كالو من أي مسؤولية. حيث أنهاقررت فعليا بأن الفشل كان في الحماية وليس فشل استخباري. ايضا ضابطالشرطة الوحيد الذي تمت معاقبته، العميد يعقوب شوفال، كان مناسب لهذاالقالب. فقد كان قائد لواء اليركون والمسؤول عن قوات الشرطة في الاعتصام. اللجنة قررت أنه لم يحافظ على المنطقة بصورة كاملة ولم يشرف على عملرجال  الشرطة.

ولكن طوال السنين فان عدد لا بأس به ممن تركوا الخدمة اعتقدوا أناللجنة اخطأت وتصرفت بشكل لين مع رجال الاستخبارات. أحد هؤلاء هوعامي ايلون، الذي استبدل غيلون في رئاسة الجهاز. “الفشل الاستخباريليس اقل خطورة من فشل الحماية، قال في مقابلة معهآرتس“. “أنا لاانظر الى ما حدث من جوانب جنائية وقانونية. أنا افحص الامر من ناحيةمهنية، وقد تم ارتكاب اخطاء كانت تحتاج الى تغيير“. اقوال بهذه الروحيةقالها ايضا غيلون. في مقابلات مختلفة وفي سيرته الذاتية قال إنه يتحملالمسؤولية القيادية، ولكن لجنة شمغار لم تفحص كما يجب القضية. “الفرصةالكبيرة الضائعة، هكذا سماها. وحسب رأيه لم يتم معالجة المشاكلالاساسية للخلفية والظروف التي أدت الى القتل: تحريض حاخاماتوسياسيين من اليمين (منهم اريئيل شارون وبنيامين نتنياهوكاتب المقال)،وعدم امتثال منظمات اليمين المتطرف للشرطة والجيش وأحكام الشريعةللحاخامات. حسب رأيه اللجنة ركزت فقط علىتكنولوجيا الحماية“.

خطر الذئب المنفرد

   وما الذي لم تركز عليه؟ على الوحدة اليهودية، مثلا. في تلك الايام تمتوسيعها من قسم الى لواء، كواحدة من عبر المذبحة التي ارتكبهاباروخغولدشتاين في الحرم الابراهيمي (عبرة اخرى كانت توطيد العلاقة بينالشباك والجيش). القرار اتخذه ايلي براك عندما تسلم وظيفته في شهرنيسان 1995، بعد أن حل محل اسحق بنتك.

تلك العملية زادت من حدة قضية الذئب المنفرد. المشكلة الرئيسية لنافي ذلك الوقت، أكد مصدر رفيع سابق في الشباك. “العثور على منفذالهجوم المنفرد على خلفية المناخ الصعب للتحريض، والفتاوى بشأن الملاحقالتي اصدرها الحاخامات. “الكثيرون أملوا الموت لرابين“”. ايضا غيلون منذالعام 1990 حذر من خطر الذئب المنفرد، وهذا التحذير أنهى حياته المهنية.

في القسم اليهودي عمل حتى ذلك الحين خمسة من المركزين، كل واحدمنهم كان يشغل 8 – 10 عملاء، قسم منهم عملوا امام اهداف في منظماتمثل حركة كاخ أو أمناء جبل الهيكل. براك جند ستة مركزين آخرين اجتازوادورة خاصة، وطور نوعية تشغيلهم. عدد من العملاء الذين تم تجنيدهم كانواحاخاماتحتى كان من بينهم رئيس لمدرسة دينية، الذين وافقوا علىالتعاون لدوافع ايديولوجية تتعلق بـمنع سفك الدماء والحرب الاهلية“. الىجانب الحصول على مقابل مادي، قدموا تقارير عن المزاج العام في اليمينالمتطرف.

في كل الاقوال عن يغئال عمير ، اصبح من الواضح أنه لا توجد حاجةالى عملاء ومعلومات سرية لتحديد مكانه والتعرف على نواياه. لقد سلمهاطوعا. هنا دخل الى الصورة شلوميهليفي، وهو مسؤول استخبارات متقاعد. في تلك الايام تعرف على رجال من اليمين المتطرف وتواصل معهم اجتماعيا. من بين اشخاص آخرين، مرغليت هار شيفي، طالبة الحقوق إبنة الـ 19 فيجامعة بار ايلان، وإبنة عائلة متميزة من المستوطنين. هار شيفي اصبحتصديقة يغئال عمير الذي كان يتعلم الحقوق معها، وشارك معها في مظاهراتوجاء معها الى ايام سبت في المستوطنات. كما يبدو، كان مغرما بها. قبلنصف سنة على عملية القتل ابلغت مرغليتهليفي بأنها سمعت عمير وهو يلقبرابين بالخائن، ويضيف بأنهيجب قتله“.

هليفي ابلغ قادته في القيادة الوسطى عما سمعه من مرغليت شيفي(التي بعد ذلك تم سجنها بسبب عدم منع جريمة). مع ذلك، اسمها لميكشفه. اكثر من ذلك، اعطى قصة تمويه. حسب القصة فانه في حزيران1995 دخل الى غرفة المراحيض في المحطة المركزية في القدس وهناك سمعبالصدفة محادثة بين شخصين. حسب قوله، هما تحدثا عناليمني الصغيرالذي يريد قتل رابين ويوجد لديه مسدس. بهذه الصورة أو تلك، معلوماتهليفي وصلت فورا الى ضابط الاستخبارات امنون سوبرين الذي نقلهاهاتفيا الى ايلي براك. وقد شكره الاخير وقال له بأنه يوجد المزيد منالمعلومات عن عملية قتل. أما استجواب هليفي فقد حوله الى شرطة اسرائيل. وعندما حضر هناك كرر قصته. الشرطة كتبت تقرير وحولته لبراك. بعد ذلكتبين أن هذا التقرير تم حفظه في الارشيف، وكان يشكل معلومة اخرى منآلاف المعلومات التي وصلت في حينه عن نشطاء يمين متطرفين وتهديداتضد رابين.

لجنة شمغار لم تعثر على دليل بأن رفيف علم مسبقا عن نية قتلرابين. في البداية ايضا ايلون لم يشعر بأي حاجة لاتخاذ خطوة معينة ضده. “لقد وافقت على رأي الشباك بأنه لا يجب تقديم رفيف للمحاكمة لأنه يجبعلينا حماية المصدر، أكد. ولكن عندما ازدادت نظرية المؤامرة حول مشاركةالشباك ورفيف في عملية القتل، قام بتغيير رأيه. “لقد أردت انهاء الشائعاتمن اجل اعادة ثقة الجمهور بالجهاز، اضاف ايلول. رفيف تم تقديمهللمحاكمة، وفي العام 2003 تمت تبرئته في محكمة الصلح في القدس منكل التهم، بما في ذلك تهمة عدم منع القتل.

كرمي غيلون رفض اجراء المقابلة من اجل هذا المقال. وقد قالللصحيفةلقد استنفدت النقاش في هذا الامر“. ايضا براك وكالو رفضااجراء المقابلات معهما. وكالو سينشر قريبا كتاب عن حياته، خاصة عنقضية عملية القتل. وعندما سئل ايلون هل حسب رأيه كالو وبراك كان يجبعليها الاستقالة، هو ايضا رفض الاجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى