ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي كلاين – لماذا يكرهون الاصوليين ويحسدونهم

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – 24/9/2020

نحن نحسد الاصوليين ونكرههم لأنهم كانوا أول من لاحظوا أن التضامن هو هراء وأن الوحدة هي نكتة “.

من الاسهل الاعتراف بكراهية الاصوليين اكثر من حسدهم. من الاسهل اعطاء تعبير عن الكراهية أكثر منه للحسد. نحن نحسد الاصوليين ونكرههم. الحسد على الامتثال والتصميم والتصرف مثل القطيع. لا يوجد لديهم يسار معتدل، يسار متطرف أو يسار مائل للبياض أو يسار شرقي، بل يوجد لهم جمهور متنوع ومتعدد الوجوه، لكنه يقف وقفة رجل واحد عندما يكون العدو يحاصر البوابات.

يمكن أن نحسد اتباع غور الذين لا يخطر ببالهم الزواج من شخص متدين خارج طائفتهم، لكنهم يتظاهرون الى جانب اتباع مناحيم مندل من فيغنيتسيا اذا كان هذا هو الامر الذي هبط عليهم من أعلى. نحن نحسدهم لأنهم جامدون ولا يتنازلون، بدون “هيا نلتقي في الوسط”. هم من جماعة “كل شيء أو لا شيء”. نحن نحسدهم لأن ممثلي الجمهور لديهم يخدمونهم ولا يخدمون أنفسهم. وبعد ذلك نكرههم لأنهم في الطريق يدوسون على رؤوسنا.

حسد كبير يثيره فينا عرض هويتهم الدينية والسياسية، بفخر وبدون حساب، هم جزء من الشارع، لكنهم لا يذوبون فيه. نعم، هم يقولون نحن هكذا، مختلفون. أنتم ترون اللحية والمعطف الطويل والقبعة. عندها تعرفون أين نعيش وماذا نأكل ولمن نصوت. نحن الذين نحذر من تصنيف الشرقي الذي يلبس القبعة كيميني وشخص يلبس نظارات طبية ويركب على دراجة نارية كيساري، تتفاجأون من رؤية كيف هم يكيفون انفسهم مع الصورة النمطية الاشكنازية المعهودة في الشتات، التي خلقناها لهم.

هم لا يديرون حروب، هم يضعون حقائق. هم يحتشدون في الكنيس ليس من اجل الاحتجاج أو التحريض مثل المتظاهرين في شاطيءفريشمان، هم يوجدون هناك لأن الصلاة ليست من شأن الحكومة أو أي شخص غيرهم. لا أحد منهم ايضا يوبخهم لأنهم يتظاهرون بهذه الصورة أو تلك. أو لأنهم تجاوزوا قواعد المظاهرة المؤدبة. أو لأنهم في الاغلاق يأكلون في بلفور. أو لأنهم لا يحافظون على الهدوء بين الساعة الثانية والساعة الرابعة. نحن نحسدهم، لكننا لا نوافق على أن نكون مكانهم. ثمن الخضوع وتصرف القطيع والتصميم هو ثمن باهظ جدا. نحن لا نعيش مع ثمانية اولاد في شقة مكتظة، ولا نسمح لنسائنا باعالتنا، ولا نبقي اولادنا جهلة حتى لو كان هذا سيحولنا الى الدولة الاكثر ديمقراطية في العالم. ونحن لسنا مستعدين لأن نكون فقراء في الوقت الذي فيه الحاخامات الكبار عندنا اثرياء جدا (ثروة الحاخام غور قدرت في السابق بنحو 350 مليون شيكل).

نميز بين جنرالاتهم وبين الجنود العاديين، ومع ذلك نحسدهم ونكرههم. نحن انفسنا مندهشين لرؤية كم من العنصرية وكراهية الآخر هم يثيرون وكم يوجد فينا منها. وازدراءهم للديمقراطية يخيفنا (الحاخام شاخ قال إنها “قدر غير قابل للشفاء”)، وقدرتهم المدهشة على استغلالها تغضبنا جدا.

نحن غاضبون من وهم اسمه “دولة يهودية وديمقراطية”. في أي مكان لا نجد هذا المربط الذي يتعلقون به. لقد قاموا باغرائنا للاعتقاد بأنها هبطت مع الواح العهد أو ظهرت في وثيقة الاستقلال. ولكن الامر ليس هكذا. هي بالاجمال كانت تعديل لقانون ولد في 1985 من اجل منع مئير كهانا من أن ينتخب للكنيست. ومنذ ذلك التعديل، يهوديتهم تدوس على اصابع ديمقراطيتنا وتدفع بنا نحو الزاوية. لقد أبعدونا عن اليهودية ورمونا للـ “الاسرائيلية”.

نحن نحسدهم ونكرههم على الرشاقة الماهرة التي يستغلون بها ضعف ديمقراطيتنا. وفي كتابه “الاصوليون محدودو الضمان”، وصف شاحر ايلان العلاقة بين الاصوليين والدولة في قصة من وجهة نظرهم: القوزاق يقلبون عربة لبائعة تفاح في السوق، المارة يخطفون التفاح وهي تقف وتصرخ. يسألونها لماذا تصرخين، أنت ايضا يمكنك الأخذ من التفاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى