ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي كلاين – الكهانيون والبيبيون أخوة

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – 18/2/2021

ذات يوم كان التشكك بشخص ما بأنه عنصري يجعله مستبعد الى الأبد. الآن جاء بن غبير وأقنعنا بأن العنصرية هي مجرد سمة بشرية، ربما فاحشة لكنها محتملة “.

في الاسبوع الماضي ايقظنا ايتمار بن غبير. ارتباطه مع نتنياهو استقبلناه بهدوء. أما البيان الذي جاء من لاهاي فقد استقبلناه بمفاجأة كاملة، بل شعور بالاهانة. صحيح أننا أُهنا. هل تتحدث معي؟ سألنا واستدرنا لنفحص هل حقا يقصدوننا. لقد تفاجأنا لكننا لم نقم بالنفي. ما الذي يوجد هنا لنفيه؟ لقد خدمنا في الاحتياط وسمعنا قصص، لكن التوقيت! بالذات الآن؟ في منتصف الكورونا؟.

الانباء السيئة لا يوجد لها في أي وقت توقيت مناسب. ايضا ليس للنبأ الذي يقول بأننا لسنا ديمقراطية. هذا ليس أمر جديد. لا يجب تذكيرنا في كل مرة. حسنا، نحن نعرف أن دولة محتلة لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية. ونعرف حتى أن دولة عنصرية لا يمكنها أن تكون ديمقراطية. ولكن لا يوجد قانون يمنع دولة غير ديمقراطية بالاعلان عن نفسها بأنها دولة ديمقراطية. هذا انتحال شخصية؟ حسنا، هناك جرائم فظيعة اكثر من ذلك.

يمكننا الجدال ايضا حول التوقيت، لكن الوقت لن يكون في أي وقت من الاوقات متأخر كي ندخل القليل من العنصرية الى حياتنا. في الوقت الذي نحن فيه ننشغل بالتحقيقات في لاهاي، دخل بن غبير مباشرة الى صالون بيتنا وداس على السجاد بحذائه الوسخ. هل دخل من الباب الخلفي؟ لا، دخل من المدخل الرئيسي. دخل وهو يرتدي سترة البلوغ والقبعة البيضاء. هل تفاجأنا؟ لا، بالعكس. سألنا: بالتحديد الآن يأتون؟.

ولكنهم ليس فقط الآن يأتون – العنصرية دائما كانت معنا. هي في الحامض النووي لنا. نحن مليئون بفيروسات الطفرة الالمانية القديمة، نبصق هذه الفيروسات على العرب ونسعل بوجوه اللاجئين. نحن نحتقرهم وننكل بهم، لأن هذا ما فعلوه بنا. هذا لم يحدث لنا بصورة طبيعية. في المدرسة دربونا، في الجيش علمونا هذا الاسلوب، وفي هذا الاسبوع تعلمنا شيء ما، أن العنصرية تجذب الناخبين.

البيبيون يحبون أن يخرجوا لهم العنصرية من الاحتجاز الى الهواء الطلق. انظروا ماذا يعني ذلك: بمجرد أن دخل بن غبير، والجميع اصبحوا مصابين بالعنصرية. الجميع مصابون، الجميع مرضى مؤكدين. حتى من يقومون بالنق، الورعين الذين يصمتون ويقولون “هذا أمر تقني فقط”، جميعهم عنصريون كليا.

هذا ليس أمر تقني، هو أمر ايديولوجي. البيبيون والكهانيون هم أخوة تماما. فهم يعرفون القانون، لكنهم يحترمون فقط القوانين التي تأتي فوقهم.قوانينهم العادية معدة للدونيين، وهناك قوانين خاصة للخواص. القوانين التي هي فوق القانون هي قانون التفوق اليهودي لبن غبير وقانون التهم الثلاث لنتنياهو. البيبية تعودنا عليها، أما الكهانية فقد عدنا اليها. فقد انزلقنا الى داخلها بسهولة مثلما ندس انفسنا في داخل حذاء منزلي قديم ومرن انتظرنا لسنوات تحت السرير. في الموقف المحلي والمدلل من العنصرية يتساوى نتنياهو وبن غبير تماما. ذات يوم كان يكفي أن تشك بأحد ما بأنه عنصري وعندها كان سيتم استبعاده الى الأبد. الآن جاء بن غبير وأقنعنا بأن العنصرية هي بالاجمال سمة بشرية. ربما تكون غير لطيفة وربما تكون فاحشة، لكنها محتملة، على سبيل المثال “الاحتيال”. فقط نتنياهو نجح في تحويل “الاحتيال” من سمة بشرية قبيحة الى سمة سياسية مقبولة.

فقط شخص محتال وشخص عنصري سيشكلان حكومة دون فصل سلطات ويسمونها ديمقراطية. في ديمقراطية كهذه سيخلقون السلطة الرابعة، التي ستكون السلطة الدينية التي ستشرف على السلطة التنفيذية. أي أن الحاخامات سيقررون والكنيست ستصادق والحكومة ستنفذ. بالمناسبة، في ايران هذا الامر يعمل بشكل رائع.

هنا ليس ايران، هنا “لا توجد مقاطعات”، مثلما تردد اييلت شكيد اقوال مستشاريها الاعلاميين وكأن الامر يتعلق بمقاطعة طفلة أو بنت غير مقبولة في الصف الرابع. ايضا لدى نتنياهو لا توجد مقاطعات. اليوم هو يستطيع أن يستقبل بأذرع مفتوحة ووجه مضاء إبنه الضائع ايتمار الذي عاد الى البيت. كهانا الذي جاء لزيارة الى أم الفحم طرده 30 ألف متظاهر، تلميذه العنصري تتم استضافته في جميع الاستوديوهات (لكن “نحطم الصمت” يقاطعونهم هناك لأنه يجب الحفاظ على التوازن).

بعد أن عقد نتنياهو اتفاقه مع بن غبير لم يسجل هبوط دراماتيكي في الاستطلاعات. وقد تبين أن مليون ناخب يريدون مثل هذا الارتباط بالضبط. هم لم يعتبروه مجرد اتفاق فائض اصوات تقني، بل بطاقة دخول الى عالم لم يسمح لأي كهاني في أي يوم الدخول اليه. لا يجب الاستخفاف بهذا الدخول. أي ارتباط بين انتهازي ملاحق مع فاشي مطلوب هو تهديد صريح للبيت وساكنيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى