ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – نتنياهو يتوجه الى العرب ، ولكن هدفه هو ناخبوه من اليمين

هآرتس – بقلم  يوسي فيرتر – 14/1/2021

خلال سنوات كثيرة يشرع نتنياهو القوانين ضد الجمهور العربي، ويحرض ضده ويعمل على اقصائه. والآن عندما الاغلبية اليهودية لم تعد لديه واصبح بحاجة الى الحصانة فانه يقوم بتقبيل الوجه الذي بصق عليه “.

من حسن الحظ أن جدعون ساعر انسحب من الليكود، وبنيامين نتنياهو فقد بين عشية وضحاها “الاغلبية اليهودية” لتشكيل الائتلاف. لولا ساعر فان “العهد الجديد في علاقات اليهود والعرب” الذي اعلن عنه نتنياهو أمس في الناصرة بصوت مخنوق من الانفعال، لم يكن ليأتي. ولولا الهاوية السياسية، “أنا وزوجتي سارة”، لم يكونوا ليتذكروا فجأة، بعد عقد على موت والديهم، المعالجة المخلصة التي قدمها لهم الاطباء والممرضات  العربيات. ولولا الاصوات الناقصة للحصول على حصانة برلمانية أو على القانون الفرنسي المقيت، فان نتنياهو لم يكن ليكتشف أنه في اسرائيل توجد ايضا قرى عربية. وفي الاسبوعين الاخيرين قام بزيارة ثلاث قرى منها، وهو مملوء بأقوال المحبة والتصالح، وأحلى من الكنافة، وأكثر تدليل من سانتا كلوز.

سنوات كثيرة ونتنياهو ينكل بالجمهور العربي. يسن قوانين ضده، يحرض ضده، يقصي ويقسم. في العام 2015 حذر من تصويت جماهيري (الذي لم يحدث في الواقع)، الناخبون العرب يسميهم “مؤيدون للارهاب”. وقد قاد قانون القومية العنصري وقانون الكاميرات العنصري. وفي الجولات الانتخابية الاخيرة، عندما خشي من أن يستعين ازرق ابيض بأصوات اعضاء الكنيست العرب، فقد الزمام. العنصرية وكراهية العرب سيطرت على حملات الليكود، الممأسسة والسرية. كل شيء تم املاءه من بلفور، كل شيء تم بالهام منه. خطاباته كانت متطاولة، والنصوص كانت مخيفة. “يهود وغير يهود”، هكذا اعتاد على القول في الكنيست بكامل هيئتها. فقط شخص متهكم تماما مثل نتنياهو قادر على تقبيل الوجه الذي بصق عليه مرات كثيرة جدا والتظاهر بأنه يستمتع بذلك.

دائما كان لليكود سيطرة معينة على الشارع العربي. في هذه المرة نتنياهو يشخص فرصة يمكنه عن طريقها توسيع سيطرته. القائمة المشتركة خيبت الآمال. فقد ضعفت. بني غانتس سبق واستخدمه ورماه. المصوتون يظهرون اللامبالاة. التطعيمات يتم حقنها. ويجب أن نعترف بأن حكومته ضخت اموال الى الجمهور العربي. واستراتيجيته (الحكيمة، كما يجب علينا القول) لا تستهدف فقط أن تجلب مقعد آخر من هناك، هذا سيكون هو الزيادة. هدفه الاساسي هو أن يشرعن، في نظر ناخبيه، الامر المحرم الذي ارتكبته يديه من اجل أن يستطيع بعد الانتخابات أن يضيف الى عربة التطعيمات/ القانون الفرنسي الخاص به عدد من اعضاء الكنيست العرب. تقريبا هؤلاء سيكونون اعضاء جدد من راعم التي يمثلها منصور عباس.

بعد عروض المحبة والاستيعاب التي قام بتمثيلها، والتي ستزداد وتتعزز حتى 23 آذار القادم، حتى البيبيون المتعصبون والمحرضون لن يتذمروا أمامه اذا قام بتعيين منصور عباس في منصب وزير، أو اذا تحول اعضاء راعم الى شركائه المخلصين في الكنيست. هذا سيظهر لهم طبيعي، ومرة اخرى يجب القول بأن هذا حقا طبيعي. لقد حان الوقت لدمج السياسيين العرب في الحكم. اليساريون بالتأكيد، الذين لا يمكنهم الاحتجاج: ما خشي السياسيون لديهم من فعله خوفا من أن تلوث صورتهم آلة القذارة لليكود، بمحبة العرب وكراهية اليهود، نتنياهو سيفعله على رؤوس الاشهاد. هكذا كان الامر عندما صافح ياسر عرفات وعندما اعترف بدولة فلسطينية في خطاب بار ايلان وعندما جمد البناء في المستوطنات بضغط من الامريكيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى