ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يوسي فيرتر – نتنياهو لبس قناع مانديلا وليبرمان قام بحقن السم ، وأصبح واضحا للجميع أن الحملة قد بدأت

هآرتس – بقلم  يوسي فيرتر – 21/11/2019

أصحاب المعدة الحديدية فقط هم الذين لم يشعروا بالغثيان الذي جعلهم يتقيأون عندما شاهدوا أمس كبار النظام السياسي وهم يطلقون في الأجواء بداية الشعارات الاولى للحملة الانتخابية 2020. مشاهد من النفاق والاستهزاء والتملق اغرقت الشاشات. جميعهم اعتبروا أنفسهم صدّيقي الجيل والأخيار، وهم يقومون بتفريغ تشنجات الكراهية على رأس الخصم. 

خطاب افيغدور ليبرمان في وضح النهار لم يكن فقط “لاسامي” مثلما صرخ الاصوليون، بل ايضا تم توجيهه لاعضاء الكنيست العرب. ولكن السم الذي يوجد فيه تحدى فقط الرضى الشخصي لرئيس اسرائيل بيتنا. الدولة انتظرت ما سيخرج من فمه على أمل أن يبشر بحل للازمة. وبدلا من صافرة التهدئة حصلنا على صافرة ترتفع وتنخفض.

على رأس من ادعوا الورع كان بنيامين نتنياهو، وهو الشخص الذي ادار في الاسبوع الماضي حملة تحريض صادمة، ايضا حتى بمعاييره المنخفضة ضد القائمة المشتركة، ولبس قناع مانديلا. فقط بكلام معسول طلب من اقرانه عدم ابعاد أي شريحة من الجمهور عن اللعبة السياسية، “اليهود وغير اليهود” (الكلمة الصريحة يصعب عليه لفظها، عدا عن عندما يلصق العرب برئيس ازرق ابيض، بني غانتس) في الاستعراض الذي وصل الى عدم الوعي الذهاني، اشتكى بشدة من “هذه الطموحات وغيرها التي تمنع تشكيل حكومة وحدة و”قبضة الذين لا يرغبون في اظهار الزعامة والقيام بالشيء الصحيح (أي الاستسلام لشروطه) وأن “اسرائيل قد اصبحت نكتة” وأن زعماء اجانب يسألونه “ما الذي يحدث عندكم؟”.

إن الشخص المذنب أكثر من أي شخص آخر في الوضع الذي وصفه والذي بسببه اسرائيل تنزلق نحو حملة انتخابات ثالثة خلال سنة، لم يقم بتبني اقواله عندما طلب من الجميع “الخروج من الجمود والتسامي الى اللحظة العظيمة”. هو يتحدث عن قبضة؟ لو أنه كان فقط مستعدا للتحرر والخروج من هذا الجمود، أنه يجب أن يكون رئيس حكومة ويبقى في بلفور، فان الانغلاق كان سيفتح وكانت ستكون لنا حكومة منذ زمن طويل.

دولة اسرائيل المصابة بالشلل، هي محل للسخرية في رأي الكثيرين، والتي الكنيست فيها مشلولة منذ سنة تقريبا تدخل الآن الى ارض غريبة لم تطأها قدم انسان. “كل شيء يمكن أن يحدث في الحياة وبالاساس أن لا يحدث أي شيء”، كتب ميشيل فولباك. ايضا في هذه الـ 21 يوم وقبل حل تلقائي للكنيست الـ 22، فان كل شيء يحتمل أن يحدث، وبالاساس عدم حدوث أي شيء.

إن ما سيحدث حقا، وقريبا بالفعل، هو قرار المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، في ملفات الآلاف لنتنياهو. مندلبليت انتظر اصدار القرار الى حين انتهاء سريان مفعول التكليف لبني غانتس أو اعادته للرئيس، وهو الامر الذي حدث مساء أمس. نشر القرار خلال فترة التكليف لرئيس ازرق ابيض كان سيعتبر تدخلا له في العملية السياسية.

اذا كانت مخالفة الرشوة في ملف 4000 لن تشطب فان اهلية نتنياهو لتشكيل أي حكومة، قبل أو بعد الانتخابات، سيكون مشكوك فيها، المحكمة العليا فقط هي التي ستحسم هذا الامر. في المقابل، بدون رشوة وفقط مع “خداع وخيانة للثقة”، فان وضعه سيتحسن قبل الانتخابات القادمة.

على كل الاحوال، احتمال تشكيل حكومة وحدة لم يعد على جدول العمل. فقط مواجهة عسكرية في الشمال مع ايران أو حزب الله يمكنها أن تفعل ما لم تفعله في الاشهر الاخيرة ألف خطة واقتراح للتسوية وافكار عبثية أو جوهرية: بداية في الـ 28 يوم التي منحت لنتنياهو وبعد ذلك في الـ 28 يوم التي منحت لغانتس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى