هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – نتنياهو اقترب من تصفية جهاز القضاء،لكن ساعر وبينيت التهما الاوراق
هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – 22/12/2020
“ امام اعداء يصعب عليه اتهامهم باليسارية، يخطو نتنياهو نحو جولة انتخابات بشروط الافتتاح الاسوأ منذ أشهر. ايضا غانتس يدخل الى الحملة وهو في حضيض وضعه الانتخابي بعد أن ساوم على الطلبات الوقحة التي عرضت عليه “.
هذه الانتخابات، التي جرت اليها دولة اسرائيل عاجزة كرهينة تحت ابط أحد سارقي البنوك، هي كما يبدو حالة متكررة. جولة رابعة في اقل من سنتين. ما الجديد في ذلك. ولكن ليس هناك خطأ أكبر من هذا. هذه المرة الامر سيصبح لعبة جديدة تماما، مع شروط افتتاح مختلفة وبتشكيلة جديدة.
بنيامين نتنياهو اعتاد على ادارة حملات امام عدو رئيسي واحد، من معسكر الوسط – يسار. كان من السهل عليه أن يلصق بهم اتهامات ظالمة وكاذبة التي اقتربت من الاتهام بالخيانة. هكذا نجح في أن يجذب اليه مقاعد من اليمين، الذين خافوا من مفهوم “حكم اليسار”. الآن مع جدعون ساعر كعدو رئيسي ونفتالي بينيت معدو فرعي، فان التكتيك الذي استخدمه بشكل جيد لم يعد ذي صلة. سيكون من الصعب عليه أن يصفهما باليساري، وأن يلصق بهما صفة عميل. سيحاول بالطبع، لكن حتى لخدع اكثر الدعائيين الناشطين نجاحا في العالم توجد حدود.
نتنياهو دخل الى هذه الجولة الانتخابية بمعطيات افتتاح هي الاسوأ في الاشهر الاخيرة. حتى قبل ساعر، كتلة الليكود – يمين – الاصوليين كانت تعد 65 – 67 مقعد. ائتلاف متجانس سيمنحه التحرر من الكابوس الذي ينتظره في قاعة القاضية ريفكا فلمان، وترخيص لتصفية جهاز القضاء كان موجود في جيبه. هذا لم يعد قائما، ساعر تعهد بأنه لن يسمح بتصفية الديمقراطية الاسرائيلية. أمس فعل هذا ايضا بينيت. يجدر بكل متطهري اليسار الذين يلوون انوفهم ازاء تصاعد هذين الاثنين في الاستطلاعات أن ينتبهوا ايضا لهذه النقطة.
حتى بني غانتس دخل الى حملته الانتخابية الرابعة وهو في أدنى المستويات امام الناخب. فقد كان يمكنه أن يحافظ على كرامته وعلى انتصاب قامته لو أنه رفض تماما الطلبات الوقحة والبلطجية التي قدمها له نتنياهو؛ طلبات استهدفت تحطيم استقلالية سلطة القضاء وافراغ وظيفة وزير العدل من مضمونها واعطاء المتهم بقضايا جنائية سلم للهرب من السجن الذي ينتظره.
إن مجرد استعداد غانتس (المدعوم بصمت من قبل غابي اشكنازي) لاجراء مفاوضات على هذا الافتراس، هو الذي أدى الى التمرد ضده في قائمته. بالاستعارة من المجال الجنائي فان هذا الامر يشبه من حصل على عرض بالرشوة ويجري مفاوضات مع العارض على المبلغ الموجود في المغلف. كان عليه أن يرفض هذا بصورة قاطعة وأن يحل هذه الرزمة بضجة كبيرة. أي طريق سيئة اجتازها: التعهد، تقريبا بما يشبه أداء القسم، بأن لا يجلس تحت إمرة متهم يتطاول بفظاظة على محققيه وعلى من يدعون ضده ويسعى بكل قوته الى التهرب من القضاء، ومساومته على الثمن الذي سيدفعه جهاز القضاء من اجل أن تستمر “الشراكة” بينهما.
تقريبا تم نسيان ميزانية الدولة. الليكود سيفعل كل ما في استطاعته، وسيستخدم جميع الخدع والألاعيب من أجل أن ينسينا حقيقة أن ميزانية 2020 – 2021، التي كان يمكن حسب الاتفاق الائتلافي، أن تتم المصادقة عليها في الكنيست في شهر آب، تم اختطافها من قبل المتهم بنيامين نتنياهو من اجل أن تبقي له الثغرة المشهورة لانتخابات بالشروط المريحة له. من جميع النواحي – عامة واقتصادية واخلاقية – فان عدم تمرير الميزانية وقانون التسويات، بالتأكيد في هذه الفترة، هو أخطر من تهمة الرشوة.
في الطريق الى الانتخابات، تم كشف الألاعيب بكامل قبحها. حتى أمس ادعى العميل الرئيسي لنتنياهو، وزير المالية اسرائيل كاتب، بأنه لا يمكن تمرير ميزانية 2021 قبل منتصف شهر شباط. وكل من يقول العكس، تبجح كاتس، لا يفهم أي شيء. هنا، تأتي مكالمة واحدة من مكتب رئيس الحكومة والسيد “أنا – وزير – المالية!” يوقع على موعد نهائي جديد: 5 كانون الثاني. ليس هناك منسوب منخفض جدا بالنسبة له. وثمن هذه النكتة المحزنة سندفعه جميعا.